تعيين الغانية هانا سيروا تيتيه رئيسة للبعثة الأممية في ليبيا

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - أعلن الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة تعيين الغانيّة هانا سيروا تيتيه مبعوثة للمنظمة الدولية في ليبيا، خلفا للسنغالي عبدالله باتيلي الذي استقال في أبريل الفائت.
ووزيرة الخارجية السابقة لغانا والتي كانت منذ 2022 الممثلة الخاصة لأنطونيو غوتيريش في القرن الأفريقي، هي الشخصية العاشرة منذ 2011 التي تشغل هذا المنصب الحساس بوصفها مبعوثة خاصة ورئيسة لبعثة الامم المتحدة في ليبيا. وعلى مجلس الأمن الدولي أن يوافق على هذا التعيين.
وشغر المنصب منذ الاستقالة المفاجئة في أبريل لعبدالله باتيلي الذي رأى يومها أن الامم المتحدة لا تستطيع "التحرك بنجاح" دعما للعملية السياسية في ليبيا، في مواجهة مسؤولين يعطون الأولوية "للمصالح الشخصية" على حساب "حاجات البلاد".
ومنذ ذلك الحين، ظل المنصب شاغرا، ما أضاف تعقيدات جديدة للأوضاع السياسية في ليبيا.
ويأتي تعيين تيتيه في وقت تعاني فيه ليبيا من اضطرابات سياسية وأمنية منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، عقب ثورة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي.
وتواجه البلاد انقساما سياسيا، بالإضافة إلى تدخلات دولية وإقليمية تعقد المشهد السياسي.
والتحدي الأكبر أمام تيتيه سيكون إعادة إطلاق عملية سياسية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا، والعمل على توحيد المؤسسات المتنازعة، ودعم التحضير للانتخابات المؤجلة منذ سنوات.
وتتمتع تيتيه بخبرة واسعة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، فقبل انضمامها إلى الأمم المتحدة، كانت عضوة رفيعة المستوى في مجلس الوزراء في حكومة غانا إذ كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2013 و2017، وعضوة في مجلس الأمن الوطني ومجلس القوات المسلحة.
وأنشئت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، الذي كلفها، وبما يتفق مع مبادئ الملكية الوطنية، بممارسة الوساطة وبذل المساعي الحميدة، لتحقيق أهداف عدة، منها الدفع بعملية سياسية شاملة لجميع الأطراف، وتيسير مفاوضات سياسية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية حرة ونزيهة وشفافة وشاملة للجميع في جميع أنحاء ليبيا.
وتعددت جنسيات المبعوثين الأميين لدى ليبيا منذ تعيين الدبلوماسي الإنجليزي إيان مارتن كأول مبعوث في 11 سبتمبر 2011. لكنه لم يمكث لأكثر من عام. ثم خلفه وزير الخارجية اللبناني السابق طارق متري الذي شغل المنصب لنحو عامين.
وفي 14 أغسطس 2014، جرى تعيين الإسباني برناردينو ليون وبقي 14 شهرا، ثم الألماني مارتن كوبلر الذي استمر كذلك نحو عامين تقريبا. في يونيو 2017، وأصبح غسان سلامة ثاني لبناني يجرى تعيينه ممثلا خاصا في ليبيا. ومثل سلفه. وبعد ولاية لثلاث سنوات تقريبا استقال لأسباب قال إنها صحية.
ومع بداية العام 2021، جرى تعيين الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيش الذي قدم استقالته بعد ثمانية أشهر فقط من توليه منصب وذلك بسبب التأجيل المستمر للانتخابات.
في سبتمبر 2022، جرى تعيين السنغالي عبدالله باتيلي مبعوثا أمميا. وبعد عام ونصف العام فقط، استقال أيضا بعد جولات شاقة خاضها، لإيجاد حل للأزمة الليبية التي فشل في جمع أطرافها على مائدة حوار واحدة. ومنذ استقالته لم يتولى المهمة مبعوث رسمي إذ تولت الأميركية ستيفاني خوري بمهام القائم بأعمال المبعوث الأممي، لكنها لم تفلح كذلك في إيجاد مخرج للمأزق السياسي المستمر.