تظاهرة في تونس تبرز دور النساء في مجال العلوم

عرفت مشاركة المرأة التونسية في مجال العلوم والتكنولوجيا تطورا مستمرا وهاما منذ عقود، وتسجل التونسيات تفوقا في الاختصاصات العلمية كالرياضيات والهندسة، تعكسه قصص نجاحات ستعرض في مدينة العلوم خلال تظاهرة دولية.
تونس - تروي مجموعة من النساء الأكاديميات والمبتكرات ورائدات الأعمال في مجال العلوم والتكنولوجيا قصص نجاحهن والتحديات التي رفعنها لتقلد مناصب هامة في المجال، في تظاهرة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في مجال العلوم يوم السبت 10 فبراير الجاري ببادرة من مدينة العلوم بتونس في مقرها بالمركز العمراني الشمالي للعاصمة، حسب ما أفادت به أستاذة التأطير العلمي بالمدينة، صفاء المنصوري.
وأوضحت المنصوري في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن هذه التظاهرة الدولية تكتسي أهمية على مستوى العالم لاستجابتها لأهداف التنمية المستدامة في الالتزام بمشاركة المرأة والفتاة في العلوم والتكنولوجيا، لافتة إلى أن مشاركة المرأة في هذا المجال على المستوى الوطني عرفت تطورا مستمرا وهاما منذ عقود.
وبينت أن الأرقام والإحصائيات تترجم مدى هذا التطور لمساهمة المرأة في المجال، مشيرة إلى أن 55 بالمئة من نتائج البحث العلمي تساهم فيها نساء، وأن نسبة المتحصلات على شهائد عليا في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تقارب 58 بالمئة، وأن معدل الباحثات في التعليم العالي يبلغ 66 بالمئة.
وستتولى مجموعة النساء من أكاديميات ومهندسات ومبتكرات ورائدات أعمال وأستاذات تأطير علمي بمدينة العلوم بتونس تقديم محاضرات وقصص نجاحهن لتحقيق ما كن يصبون إليه، وذلك في عدة اختصاصات منها الذكاء الاصطناعي والطب الحيوي والأمن السيبراني والتكنولوجيا الحديثة والروبوتيك وعلم الأعصاب والثقافة العلمية.
وبحسب إحصاءات رسمية، تحتل تونس المرتبة الثانية عالمياً من حيث نسبة النساء صاحبات الشهادات العليا في اختصاصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إذ تبلغ نسبة النساء المتخرجات في الاختصاصات العلمية 58 في المئة، في حين أن عدد المتخرجين من الذكور في هذه الاختصاصات يفوق عدد النساء في 107 دول، وذلك وفق معطيات اليونسكو.
ويرجع بعض الباحثين في علم الاجتماع تأنيث بعض الاختصاصات العلمية في تونس إلى عوامل عدة أهمها ارتفاع عدد الإناث في الجامعات، أيضاً اهتمام المجتمع التونسي منذ القدم بتعليم الفتيات من دون تمييز بينهن وبين الذكور.
وقالت الناشطة النسوية سعيدة قراش “لا غرابة في هذه النسب، إذا تذكرنا أن نسبة نجاح الفتيات في الباكالوريا والتعليم العالي في اختصاصات عدة تفوق نسبة نجاح الذكور بثلثين في السنوات الأخيرة”. وأضافت أن “هناك قطاعات تأنثت لا سيما في الاختصاصات العلمية كالطب والهندسة، فنسبة الإناث فيها تجاوزت 70 في المئة”.
وترى الباحثة في علم الاجتماع نعيمة الفقيه أن “تفوق الفتيات في اختصاصات علمية كثيرة، كانت في الماضي القريب حكراً على الذكور، راجع إلى عوامل عدة أهمها ديموغرافي يتمثل في ارتفاع نسبة الفتيات في المدارس والجامعات، ثم تفاقم ظاهرة عزوف الشبان عن مواصلة الدراسة من مختلف الفئات الاجتماعية”، موضحة أنه “في الأوساط الفقيرة ومحدودة الدخل، يخرج بعض الفتيان من الدراسة بحثاً عن عمل أو للهجرة لتحسين وضع العائلة المادي”، ورأت أنه “في الأوساط الغنية على غرار المزارعين الكبار أو التجار الكبار، غالباً ما يورثون أبناءهم الذكور مهنهم وممتلكاتهم، بالتالي يرى هؤلاء أن الدراسة لا تنفعهم ومضيعة للوقت، في حين تجد البنت نفسها أمام خيار واحد وهو إتمام دراستها لتعول على نفسها، فهي غالباً لا ترث مهنة والدها”.