تطوير منظومة إلكترونية لمراقبة انتشار الملاريا في الصحراء الأفريقية

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - تعتبر الملاريا من أخطر الأمراض التي تهدد البشر على مستوى العالم حيث تصيب نحو 228 مليون شخص كل عام.
وتتشابه الملاريا مع مرض كورونا من حيث إمكانية الإصابة بها دون ظهور أعراض على المريض، وهو ما يجعل الاختبارات الميدانية للكشف عن المرض ضرورة للحيلولة دون انتشاره وإنقاذ أرواح البشر.
وعكف فريق من الباحثين في مجال الطب الحيوي من جامعة غلاسكو الاسكتلندية ووزارة الصحة الأوغندية على تطوير منظومة إلكترونية للكشف عن الإصابة بمرض الملاريا، كبديل عن اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلل (بي.سي.أر) أو غيرها من الاختبارات التي تستخدم للكشف عن الإصابة بالمرض.
وأوضح الباحثون في الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “نيتشرإلكترونيكس” أنه في إطار التقنية الجديدة، يتم سحب عينة دم من المريض ثم اختبارها بواسطة جهاز للكشف عن الملاريا مع ربط الجهاز بتطبيق إلكتروني يعمل على الهواتف الذكية من أجل إعطاء تشخيص أكثر دقة للإصابة بالملاريا اعتمادا على تقنيات التعلم العميق.
ويتم تحليل اختبارات الكشف عن الملاريا باستخدام آلية للحوسبة السحابية لضمان التعامل معها بشكل صحيح، من أجل تمكين مستخدمين أصحاب مهارات مختلفة من إجراء الاختبار بشكل مناسب.
ونقل الموقع الإلكتروني “فيز دوت أورغ” عن جون كوبر الباحث بكلية الهندسة بجامعة غلاسكو قوله “أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية عام 2018 على ضرورة التوصل إلى وسيلة فعالة وسريعة لإجراء الاختبارات مع إتاحة هذه الوسيلة لجميع من يحتاجونها بما في ذلك في المناطق النائية والريفية، كما أوصى التقرير بضرورة رقمنة آليات الاختبار من أجل مراقبة مدى انتشار المرض بشكل أفضل”.
وأضاف كوبر “أعتقد أن المنظومة التي ابتكرناها يمكن أن تساعد في تلبية هذه الاحتياجات، حيث أنها تسمح لغير الخبراء بإجراء اختبارات الدم في أي مكان ثم التوصل إلى نتائج دقيقة مع إمكانية مشاركتها مع السلطات المعنية سواء محليا أو إقليميا”، مؤكدا أن “التوسع في استخدام هذه المنظومة يمكن أن يكون له تأثير كبير على السيطرة على الملاريا في منطقة الصحراء الأفريقية”.
تحليل اختبارات الكشف عن الملاريا يتم باستخدام آلية للحوسبة السحابية لضمان التعامل معها بشكل صحيح ودقيق
وتتواصل الجهود الدولية لوقف انتشار مرض الملاريا، ومؤخرا أعلنت شركة بيونتيك الألمانية للدوائيات عزمها خلال السنوات المقبلة تطوير لقاح يعمل بالحمض النووي الريبوزي المرسال لمكافحة الملاريا.
وأعلنت الشركة في أواخر يوليو الماضي، أنها تخطط للبدء في إجراء دراسة سريرية في موعد أقصاه نهاية عام 2022.
يذكر أن اللقاحات التي تعمل بتقنية الحمض النووي الريبوزي تحتوي في بنيتها على جزء من مسببات المرض وهكذا يمكن للجسم أن يبني حماية مناعية.
وأوضحت بيونتيك أنها عازمة على تطوير لقاح آمن وعالي الفعالية يوفر مناعة على مدى زمني طويل للوقاية من مرض الملاريا، مشيرة إلى أنها تدرس إمكانية إنشاء مرافق إنتاج للقاح القادم في أفريقيا يمكنها إنتاج لقاحات تقوم على أساس الحمض النووي الريبوزي.
ويحظى المشروع بدعم المفوضية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسة بيل آند ميلندا بالإضافة إلى منظمات أخرى.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة أوجور شاهين إن “العلم والتعاون ونقل التكنولوجيا أمور حاسمة في هذا المشروع”.
وتعد الملاريا من أخطر الأمراض المعدية على مستوى العالم، وقد سجلت منظمة الصحة 229 مليون حالة إصابة بالمرض وأكثر من 400 ألف حالة وفاة بسببه في عام 2019، وكان غالبية المتوفين من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام.
ويجري العلماء أبحاثا منذ عقود من أجل تطوير لقاح موثوق لمكافحة الملاريا لكن لم يحصل مستحضر حتى الآن على تصريح بالتداول.
وخلصت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إلى أن “تقنية الحمض النووي الريبوزي يمكن أن تعني نقطة تحول”.