تطورات سوريا تدفع إلى استنفار أمني في الأردن

اجتماع لمجلس الأمن القومي لمناقشة المخاوف الأمنية للأردن من تداعيات قد يتعرض لها جراء التطورات في سوريا.
الأحد 2024/12/08
حذر أردني من سيطرة المعارضة على الحدود

عمان - ترأس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، السبت، اجتماعا لمجلس الأمن القومي بحث الأحداث الجارية في سوريا و”الخطوات الضرورية” لضمان حماية وتأمين حدود البلاد الشمالية مع هذا البلد العربي. ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد المخاوف الأمنية اللأردن من تداعيات سلبية قد يتعرض لها جراء التطورات الراهنة في سوريا.

وأفاد بيان للديوان الملكي الأردني، بأن الملك عبدالله ترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي تم خلاله “بحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، بخاصة الأحداث الجارية في سوريا”. وأضاف أن الاجتماع تطرق في هذا الصدد إلى “الجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات المسلحة الأردنية للحفاظ على الأمن الوطني وأمن الحدود،” بما يشمل “الخطوات الضرورية لضمان حماية وتأمين الحدود الشمالية”.

كما استعرض الاجتماع “الجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة المعنية من أجل سلامة الأردنيين المتواجدين في سوريا، والإجراءات المتخذة لتسهيل عودة المواطنين والشاحنات الأردنية إلى أراضي المملكة بعد قرار وزارة الداخلية، الجمعة، إغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا”. وتضم تشكيلة مجلس الأمن القومي في الأردن رئيس الوزراء، ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية، إضافة إلى مدير المخابرات العامة، وقائد الجيش، ومدير الأمن العام، ورئيس الديوان الملكي، ومدير مكتب الملك.

ودعت وزارة الخارجية الأردنية، الجمعة، مواطني المملكة في سوريا إلى مغادرتها في ”أقرب وقت ممكن حرصا على سلامتهم”. وقالت وزارة الخارجية في بيان إنه “في ضوء التطورات (..)، وحرصاً على سلامة المواطنين، تدعو وزارة الخارجية وشؤون المغتربين المواطنين الأردنيين المقيمين والمتواجدين هناك إلى مغادرة الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن”.

ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة قوله إنه “تم تشكيل خلية أزمة وطنية من جميع الأجهزة المعنية (..) للعمل على إجلاء المواطنين الأردنيين” من سوريا داعيا إياهم “إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر”. و”بسبب الظروف الأمنية المحيطة في الجنوب السوري”، قرر وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، الجمعة، إغلاق معبر “جابر” الحدودي مع سوريا، الوحيد العامل من أصل اثنين بين البلدين.

وقال المدير العام للمنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة عرفان الخصاونة، السبت، إن الأوضاع في المنطقة مستقرة حتى اللحظة. وأضاف الخصاونة، في تصريح اليوم لقناة "المملكة" الأردنية نشرته على موقعها الإلكتروني، أن هناك موظفين تابعين لشركة المناطق الحرة يعملون في المنطقة منذ سريان القرار لمتابعة البوابات والمستودعات.

◙ وزارة الخارجية الأردنية دعت الجمعة جميع مواطني المملكة في سوريا إلى مغادرتها في أقرب وقت ممكن حرصا على سلامتهم

وأشار إلى أن عدد الشاحنات المحملة داخل المنطقة الحرة يصل إلى نحو 124 شاحنة كانت متجهة إلى سوريا ولبنان، وتوجد داخل المستودعات بضائع تقدر بحمولة 300 شاحنة، حيث ستبقى هذه البضائع والشاحنات إلى حين صدور قرار بخصوصها. أما عن المصانع العاملة داخل المنطقة الحرة، أكد الخصاونة أنه تم التوقف عن العمل فيها إلى حين متابعة التطورات الأمنية في الجنوب السوري.

وتفيد شهادات العائدين الأردنيين من سوريا أن عودتهم تمت بشكل سلس رغم المخاوف التي رافقت سرعة سيطرة المسلحين على المعبر، كما تشير إلى ذلك شهاداتهم. وخلد سائق الأجرة الأردني علي الجبالي إلى النوم في سوريا والأمور “على ما يرام”، لكنه استيقظ ورأى “الدبابات أمامنا”، في مؤشر على سرعة تقدم فصائل المعارضة المسلحة على حساب القوات الحكومية في الأيام الأخيرة.

وعند معبر جابر – نصيب الحدودي بين الأردن سوريا، قال الجبالي الذي يعمل بين دمشق وعمان، لوكالة فرانس “يوم أمس (الجمعة) دخلنا (سوريا) والأمور كانت على ما يرام واليوم (السبت) هناك قتال. كنا نسمع أصوات إطلاق نار بعيدة. لكن لم يقترب منا أحد ولم يكلّمنا أحد“. وأضاف “نمنا مساء والأمور كانت على ما يرام، لكن عندما استيقظنا صباحا وجدنا دبابات أمامنا“.

واقتربت فصائل المعارضة السورية من دمشق السبت وأعلنت بدء عملية “تطويق” العاصمة، مع فقدان القوات الحكومية السيطرة على محافظة القنيطرة ومحافظة درعا الحدودية مع الأردن في جنوب البلاد.

وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل متحالفة معها بدأت في 27 نوفمبر هجوما على القوات الحكومية انطلاقا من محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وتمكّنت من السيطرة على مناطق واسعة أبرزها حلب (شمال) ثاني كبرى مدن البلاد، وواصلت التقدم لتسيطر على حماة (وسط)، وتقترب من مدينة حمص (وسط).

وقال الجبالي “كان هناك إطلاق نار على الطريق والمعارضة السورية استقبلتنا استقبالا جيدا ولم يعيقونا أو يوقفونا. فتحوا لنا الطريق وساعدونا” بالمرور. وأكد الجبالي “لم يتم ختم جوازاتنا. في الجانب السوري (من معبر نصيب الحدودي)، الحدود كانت شبه فارغة“.

وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومترا. وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، ووفقا للأمم المتحدة هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجل في الأردن. وأغلق معبر جابر عدة مرات منذ اندلاع النزاع في سوريا.

وروى محمد علي مشاعلة البالغ 66 عاما ويعمل في أعمال حرة “تحركنا (من سوريا)عند الساعة التاسعة صباحا. في البداية في دمشق كان هناك حاجز كبير للجيش سمحوا لنا بالمرور من خلاله ثم وإلى غاية محافظة درعا لم يكن في طول الطريق تواجد لا للجيش” وللفصائل المعارضة.

وأوضح مشاعلة الذي كان يزور أصدقاء له في سوريا “عند الحدود الأردنية – السورية كان هناك عناصر يتبعون للفصائل السورية المعارضة و”سمحوا لنا بالمرور بكل احترام وتقدير". وعند المعبر وقف الكثير من الأردنيين بانتظار زوجاتهم السوريات، وقد بدا عليهم القلق. وكانوا يتصلون بين فترة وأخرى للاطمئنان عليهن ومعرفة أين أصبحن على الطريق. وأكد الجبالي "الوضع هناك ليس آمنا مئة في المئة، فلا تعرف من مع من ومن ضد من".

4