تطوان عاصمة الثقافة المتوسطية لعام 2026

الرباط ـ أعلن مؤخرا الاتحاد من أجل المتوسط عن اختيار مدينة تطوان، إلى جانب مدينة ماتيرا الإيطالية، لتكون عاصمة الثقافة والحوار للمتوسط لعام 2026. هذا الاختيار يسلط الضوء على التراث الثقافي الغني الذي تتمتع به المدينتان، ويعكس رؤيتهما المشتركة للبحر المتوسط.
تُتيح هذه التسمية، التي تُمنح من قبل الاتحاد من أجل المتوسط ومؤسسة آنا ليند، لتطوان فرصة استضافة مجموعة من الفعاليات الثقافية طوال العام، بمشاركة المجتمعات المحلية، وتهدف إلى تعزيز التعاون والشراكات بين دول المتوسط. وكانت تطوان قد شهدت مؤخرا انعقاد اللقاء الجهوي للمدن العربية المبدعة، الذي جمع خبراء دوليين في مجال الثقافة.
وتأتي هذه النجاحات في إطار الجهود المبذولة من قبل وكالة تنمية أقاليم الشمال، التي أعلن مديرها العام منير البويسفي عن استثمار حوالي ملياري درهم في إعادة تأهيل المواقع التاريخية في مناطق الشمال، مما عزز مكانة تطوان ضمن المدن العتيقة، حيث كانت أول مدينة مغربية تنضم إلى شبكة المدن المبدعة في عام 2017، باعتبارها مدينة مبدعة في مجال الحرف والفنون الشعبية.
تأسست شبكة المدن المبدعة في عام 2004، وهي تهدف إلى تعزيز الإبداع في سبعة مجالات رئيسية: الحرف والفنون الشعبية، الفنون الرقمية، التصميم، السينما، فن الطهي، الأدب والموسيقى. تضم الشبكة حاليا 350 مدينة من أكثر من 100 دولة، تسعى جميعها إلى جعل الثقافة والإبداع أدوات لتحقيق التنمية المستدامة.
ويعكس اختيار مدينة تطوان لاستضافة أول لقاء جهوي للمدن العربية المبدعة في هذا السياق، المكانة الهامة للمغرب ضمن الشبكة كأكبر دولة عربية تحتضن عددا من المدن المبدعة. ويأتي هذا اللقاء تحت شعار “إشراك الشباب في العقد القادم”، حيث سيتناول دور الشباب في تطوير المدن المبدعة.
وتعتمد وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال على تعزيز التراث الثقافي المادي وغير المادي كوسيلة لتحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين، ويشمل ذلك صيانة المواقع التراثية وربطها بأنشطة اقتصادية تدعم التنمية المستدامة.
في هذا السياق، يعد اختيار تطوان كعاصمة للثقافة المتوسطية تتويجا للعديد من المشاريع التي أطلقتها الوكالة، أبرزها تأهيل المدينة العتيقة منذ عام 2011، بما في ذلك تحسين الإضاءة، وترميم الأسوار والتحصينات.