تطوان حفيدة الموريسكيين تحتفي بمعمارها وتراثها الثقافي العريق

تظاهرة ثقافية تتوخى التعريف أكثر بمؤهلات المدينة العتيقة لتطوان وبتراثها الثقافي والهندسة المتميزة لمنازلها التاريخية.
الخميس 2021/08/12
مدينة تلقب بالحمامة البيضاء

تطوان (المغرب) – تنظم جمعية تطوان أسمير وجمعية الحاجة زبيدة أفيلال بين الرابع عشر والعشرين من أغسطس الجاري “الأسبوع الثقافي للمدينة العتيقة لتطوان” الذي يحتوي على برنامج ثقافي متنوع.

وتتوخى هذه التظاهرة الثقافية، حسب بلاغ للمنظمين، التعريف أكثر بمؤهلات المدينة العتيقة لتطوان وبتراثها الثقافي والهندسة المتميزة لمنازلها التاريخية، وبخصوصية التعابير الفنية والثقافية لمدينة الحمامة البيضاء، كما تسمى، وتراثها المادي واللامادي الذي تشكل المدن العتيقة جزءا هاما منه.

كتب وندوات ثقافية وبحوث معمارية ومعارض في الفن التشكيلي وسهرات موسيقية في "الأسبوع الثقافي للمدينة العتيقة لتطوان"

وحرصت اللجنة المنظمة للأسبوع الثقافي على تنظيم كل فقرات برنامج التظاهرة داخل فضاءات المدينة العتيقة وبالضبط في عدد من منازلها القديمة، وستحتضن دار ابن عبداللطيف حفل افتتاح التظاهرة يوم الرابع عشر من أغسطس الجاري، على أن تحتضن دار بن جلون في الخامس عشر من نفس الشهر مائدة مستديرة حول موضوع “إسهام المجتمع المدني في برامج إعادة تأهيل التراث وحفظ الذاكرة” ينظمها ائتلاف ذاكرة المغرب الذي يضم ثماني جمعيات وطنية تعنى بالتراث.

ويشمل البرنامج العام ندوة دولية بالإسبانية، عن بعد، حول مشروع ترميم دار ابن مرزوق ومطامر تطوان في أفق إنشاء متحف المطامر للمساهمة في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية للمدينة العتيقة، وذلك بمشاركة باحثين إسبان في مجال الهندسة المعمارية بجامعة غرناطة وترميم المآثر المعمارية بجامعة ميلان الإيطالية.

كما ستنظم ندوة ثانية حول المنزل والمعمار التطوانيين، بمشاركة مجموعة من الباحثين في التراث، من بينهم امحمد بن عبود وبوزيد بوعبيد وعثمان العبسي وخالد الرامي.

ويحتوي البرنامج على معارض في الفن التشكيلي وسهرات موسيقية ستشارك فيها مجموعة من الفنانين الهواة، منهم رياض بوهلال وجميلة المريبطو ومحمد المؤذن ومحمد البقالي، ومعرض للصور يسلط الضوء على مآثر مدينة تطوان التاريخية بالأسود والأبيض للمهندسة الكولومبية رانيا سيسيليا، إلى جانب معارض للفنون التقليدية التطوانية كالخط العربي والطرز التطواني المعروف بالتعجرة والزليج التطواني والمنديل الجبلي التقليدي والعصري والشاشية الجبلية.

وسيقدم الباحث عثمان العبسي والمعلمة لطيفة الجيار عرضا حول صناعة الزليج التطواني وطريقة الطرز التطواني، كما ستعرض جمعية سيدي صالح نماذج من الصناعة اليدوية المنتشرة في منطقة جبالة.

ويضم برنامج التظاهرة سهرة موسيقية لجوق فتحية للحضرة التطوانية والآلة الأندلسية في المقهى الثقافي “لامدينة” الكائن بدار الحاج، والذي رمم  في إطار مشروع ترميم خمسة منازل عتيقة ومرجعية.

كما سيحتضن المقهى الثقافي “دار الفن”، الموجود في دار بن خلفون بحي الملاح، سهرة موسيقية ومعرضا للفنون التشكيلية.

وخلال التظاهرة سيتم بدار ابن جلون تقديم كتاب “عملية تحرير محمد بن عبدالكريم الخطابي من خلال النصوص” للباحث امحمد بن عبود، بمشاركة الباحثين محمد ياسين الهبطي ومحمد خرشيش وعبدالعزيز السعود ومحمد الشريف.

وأشار المنظمون إلى أنه سيتم نقل كل الأنشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتمكين كل المهتمين من متابعة الندوات والمعارض والسهرات الفنية وباقي فقرات الفعالية.

مدينة عريقة لها عدة أسماء
مدينة عريقة لها عدة أسماء

تطوان مدينة مغربية عريقة لها عدة أسماء، والاسم الواحد منها يُنطق على عدة أوجه؛ فتطوان التي تُسمى في الوثائق الرسمية الحمامة البيضاء لها من كل اسم صفة ودلالة تاريخية.

تعدد أسماء المدينة يُحيل إلى الحضارات التي تعاقبت عليها. ولئن كان تاريخها يعود إلى 40 عاما قبل الميلاد إلا أنها ما زالت محتفظة بالطابع الأندلسي الموريسكي، وفيها من المعالم ما يجعل كُل حضارة تنبعث من ماضيها وتُشرق في حاضر هذه المدينة الواقعة في جبال الريف المغربية على سواحل البحر المتوسط.

وللمدينة آثار ومعالم تحكي قصصا وتروي أحداثا يحفظها التاريخ وتتناقلها الألسن، حيث تحيط بمبانيها العتيقة أسوار يمتد بعضها لأكثر من خمسة كيلومترات. وكأي مدينة مُحصنة كانت لها أبواب تُدخل الزائر والتاجر، وتمنع الغازي والجائر، ويقدر عددها بسبعة أبواب لكل منها حكاية منفردة.

واكتست تطوان أهمية خاصة خلال الحقبة الإسلاميّة ابتداءً من القرن الثامن بصفتها همزة وصل مهمة بين المغرب والأندلس. ثم بعد استعادتها مجددًا أعاد اللاجئون العائدون إلى المنطقة بناءها بعد أن طردهم الإسبان، وهو ما كان جليًّا في الهندسة المعماريّة والفن اللّذَيْن يشهدان على التأثيرات الأندلسية الواضحة. وتُعتبر تطوان من أصغر المدن المغربية، ولكن من دون شك هي الأكثر كمالاً حيث بقيت معظم الأبنية بعيدةً عن التأثيرات الخارجية.

14