تطبيق سيغنال يفقد خاصيته الآمنة للصحافيين

شركة إسرائيلية تمكنت من الوصول إلى بيانات المستخدمين عبر سيغنال، الذي يستخدم تقنيات عالية الأمان لتشفير بيانات مستخدميه.
الخميس 2020/12/17
وسيلة اتصال لم تعد ىمنة

القدس –  أعلنت شركة الذكاء الرقمي الإسرائيلية سيليبرايت عن تمكنها من فك تشفير تطبيق الاتصالات “سيغنال” والذي يستخدم كوسيلة اتصال آمنة يصعب على طرف ثالث الوصول إليها، وحظي بثقة واسعة بين المستخدمين بسبب مستوى الأمان الذي يضمنه.

ويستخدم الصحافيون ونشطاء حقوق الإنسان تطبيق سيغنال على نطاق واسع، كونه يعتبر الأكثر أمانا بين تطبيقات الاتصالات والمحادثات، ويتيح للصحافيين الحفاظ على سرية مصادرهم وعدم استهدافهم من قبل الحكومات القمعية أو أطراف أخرى تستهدفهم بسبب تحقيقاتهم وتقاريرهم الصحافية. وتمكنت الشركة الإسرائيلية من الوصول إلى بيانات المستخدمين عبر سيغنال، الذي يستخدم تقنيات عالية الأمان لتشفير بيانات مستخدميه.

وقالت الشركة “يستخدم المجرمون هذا التطبيق للتواصل وإرسال المرفقات وعقد الصفقات غير القانونية التي يرغبون في إبقائها منفصلة وبعيدا عن الأنظار عند إنفاذ القانون”. وأضافت “نعمل بلا كلل لتمكين المحققين في القطاعين العام والخاص لإيجاد طرق جديدة لتسريع العدالة وحماية المجتمعات وإنقاذ الأرواح”.

ويستخدم تطبيق سيغنال تقنية عالية الأمان تسمى “سيغنال بروتوكول” وذلك لتشفير الاتصالات بين مستخدميه الذين يدركون صعوبة وصول طرف ثالث إلى المحادثات عبر هذا التطبيق. ويتلقى التطبيق تمويلا من منظمات حرية التعبير وهيئات مراقبة الصحافة، إذ قدمت مؤسسة حرية الصحافة دعما لتطوير التطبيق بعد إطلاقه في 2018.

وقالت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية إن محامي حقوق الإنسان إيتاي ماك، أطلق مؤخرا حملة قانونية ضد شركة سيليبرايت، في محاولة للحد من قدرتها على توفير برامج للأنظمة الاستبدادية.

ويحاول ماك إجبار الحكومة الإسرائيلية على تنظيم مبيعات برامج القرصنة لشركة سيليبرايت بنفس الطريقة التي تنظم بها الحكومة بيع الأسلحة.

وسبق أن أثارت شركة إسرائيلية أخرى ضجة واسعة خلال السنوات الأخيرة بسبب برنامج للتجسس مسمى “بيغاسوس”، وقال ناشطون وباحثون إن البرنامج يستخدم من قبل السلطات في العديد من الدول للتجسس على المعارضين والصحافيين والناشطين السياسيين.

ووصفت هجمات بيغاسوس بأنها الأكثر تطورا وذكاء بسبب قدرة البرنامج على التسلل خلسة إلى أجهزة الهاتف التي يخترقها، واستخلاص البيانات والمعلومات الخاصة من تطبيقات المراسلة وحتى من المكالمات الصوتية.

وقد رصد مختبر “سيتزن لاب” التابع لجامعة تورونتو الكندية، هجمات بيغاسوس لمدة طويلة فاقت العامين، وخلصت أبحاث المختبر إلى أن 36 مشغلا في العالم استخدموا بيغاسوس للتجسس في 45 دولة.

ويواجه الصحافيون، كونهم من ضمن الضحايا الأساسيين لهذا النوع من التجسس التكنولوجي، تهديدات من مستوى الدولة فيما تعوزهم الأموال والخبرة لحماية أنفسهم. ويمكن للهجمات التي تستهدف الاتصالات أن تصل إلى مواقع تبدو آمنة في الظاهر، متيحة للمهاجمين قطع الاتصالات وإضعاف قدرة الصحافيين على القيام بعملهم الأساسي وتشكل في أحيان أخرى خطرا جسيما على سلامتهم.

18