تصور حماس للتهدئة يعيد إنعاش المفاوضات لكن دون رهانات كبيرة

نتنياهو يحرص على إبقاء التفاوض عند النقطة صفر بالسير في خطة اجتياح رفح.
السبت 2024/03/16
اليأس يسكن الغزيين

منح المقترح الذي تقدمت به حركة حماس إلى الوسيطين المصري والقطري لوقف إطلاق النار في غزة جرعة حياة للمفاوضات المتعثرة حول القطاع الفلسطيني المدمر، وإن كانت ردود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مشجعة.

غزة - تقول أوساط سياسية فلسطينية إن التصور الذي عرضته حركة حماس على الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، يعيد إنعاش جهود المفاوضات لكن لا يمكن الحديث عن فرص حقيقية للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وتشير الأوساط إلى أن إرسال الحكومة الإسرائيلية وفدا إلى قطر للتفاوض مؤشر إيجابي وإن كانت تصريحات مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تبدو سلبية، حينما اعتبر أن المطالب التي تقدمت بها حماس لا تزال “غير واقعية”، فضلا عن الإشارة إلى موافقة نتنياهو على خطة لإجلاء المدنيين من رفح تمهيدا لعمل عسكري في المدينة المكتظة بالنازحين.

وترى الأوساط أن الحكومة الإسرائيلية تحاول ممارسة المزيد من الضغوط على حماس، التي أظهرت قدرا من المرونة في المقترح الجديد، وهو ما تراه إسرائيل ضعفا يمكن البناء عليه للتوصل إلى اتفاق جيد بالنسبة إليها.

أنتوني بلينكن: الوسطاء يعملون بلا كلل لسد الفجوات المتبقية
أنتوني بلينكن: الوسطاء يعملون بلا كلل لسد الفجوات المتبقية

وتقدمت حماس بمقترح إلى الوسيطين المصري والقطري لوقف إطلاق النار في غزة يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين الذين يقضي 100 منهم أحكاما بالسجن المؤبد.

ونص المقترح على أن يتم تبادل الأسرى على ثلاث مراحل، تتضمن كل واحدة منها وقفاً لإطلاق النار “لمدة 42 يوماً”، على أن يجري الإعلان عن الوقف التام للحرب مع بدء المرحلة الثانية من تبادل الأسرى التي تشمل جميع الجنود والضباط الإسرائيليين المحتجزين وعددهم حوالي 60.

وقالت حركة حماس إن المرحلة الأولى من المقترح تشمل “الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم مئة من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية”، وفقا للمقترح الذي يشمل أيضا إطلاق سراح “المجندات النساء”.

وأكد المقترح الذي قدمته حماس على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة “دون المرور عبر الحواجز العسكرية التي طالبت الحركة بإزالتها في الطرق المؤدية من الجنوب إلى الشمال”، لكن حماس أبدت مرونة حيال “قيام طائرات استطلاع إسرائيلية بتصوير العائدين لضمان عدم عودة مسلحين من الحركة إلى الشمال”.

أما بشأن إعادة إعمار القطاع فقد نصت المرحلة الثالثة من الاتفاق، حسب ما ورد في “ورقة حماس”، على الانسحاب الإسرائيلي التام من قطاع غزة، والشروع في إعادة الإعمار.

وتقول مصادر مطلعة إن قطر لعبت دورا رئيسيا في الضغط على حماس لتقديم مقترحات واقعية يمكن أن تكون أساسا للتفاوض، لكن الإشكال يكمن في الموقف الإسرائيلي، خاصة وأن نتنياهو لا يبدو في وارد الحديث عن إنهاء الحرب أو وضع جدول زمني لها.

المقترح ينص على أن يتم تبادل الأسرى على ثلاث مراحل، تتضمن كل واحدة منها وقفاً لإطلاق النار "لمدة 42 يوماً" على أن يجري الإعلان عن الوقف التام للحرب مع بدء المرحلة الثانية

وترى المصادر أن إصرار نتنياهو على المضي قدما في اجتياح رفح قد ينسف أي فرصة لحصول تهدئة على المدى القريب، ويقطع مع الجهود الجارية.

ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي الجمعة على خطط شن عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة. وذكر بيان صدر عن مكتبه أن الجيش يستعد لإجلاء السكان المدنيين إلى جانب العملية العسكرية.

وجدد نتنياهو تقييمه لمقترح حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار باعتباره “غير واقعي”، بالتزامن مع توجه وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية. وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة تضييق هوة الخلافات بين إسرائيل وحماس بخصوص الشكل الذي يجب أن يبدو عليه وقف إطلاق النار في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تدفع ربع سكان قطاع غزة إلى حافة المجاعة.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن الوسطاء يعملون “بلا كلل لسد الفجوات المتبقية” سعيا للتوصل إلى اتفاق. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في فيينا “نعم، هناك اقتراح مضاد تقدمت به حماس. من الواضح أنني لا أستطيع الخوض في تفاصيل ما يتضمنه، لكن ما يمكنني قوله هو أننا نعمل بلا كلل مع إسرائيل وقطر ومصر لسد الفجوات المتبقية ومحاولة التوصل إلى اتفاق”.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد ذكر في وقت سابق أن القاهرة تسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وزيادة دخول المساعدات والسماح للنازحين في جنوب ووسط القطاع بالانتقال إلى شماله، محذرا من مخاطر اجتياح إسرائيل لمدينة رفح على الحدود مع مصر.

2