تشفّ في تناول المنابر الإخوانية لكورونا في روسيا

وسائل الإعلام التابعة للإخوان والموالية لتركيا تبث مواد إعلامية لا تخلو من التشفي وتصفية الحسابات السياسية ضد الخصوم في تناولها للأوضاع في روسيا.
الخميس 2020/04/16
توجيه السهام إلى روسيا ومسؤوليها السياسيين

موسكو – تحولت التقارير الإخبارية حول انتشار وباء كورونا في مختلف دول العالم إلى مادة للاتهامات والتشفي وتصفية الحسابات السياسية ضد الخصوم، بحسب ما يظهر في وسائل الإعلام التابعة للإخوان والموالية لتركيا في تناولها للأوضاع في روسيا.

وقال موقع تلفزيون “أورينت” الذي يلتزم بخط موال لتركيا، في تقرير يحمل لهجة السخرية والتشفي من المسؤولين الروس “لماذا اختفى سيرغي لافروف عن الشاشة.. هل زاره كورونا؟”، بينما ذهب موقع عربي بوست الممول من قطر في تقرير بعنوان “سؤال شغل بال الكثيرين.. لماذا تبدو روسيا وكأن لديها عدداً قليلاً للغاية من الإصابات بكورونا؟”، إلى القول إن في “روسيا.. اللعبة خطيرة، والأيام المقبلة ستكشف الحقيقة”، مثيرا المخاوف حول أنّ روسيا ربما تلعب بالصحة العالمية لعبةً خطيرة.

وتوقف تلفزيون أورينت عن البث في السابع من مارس الجاري لأسباب مجهولة، بينما تقول مصادر من داخل القناة أنه بصدد الانتقال إلى إسطنبول، ويكتفي الآن بنشر الأخبار عبر موقعه الإلكتروني ملتزما بأجندته الموالية للرئيس التركي.

وسائل الإعلام الموالية لتركيا تستغل تراشق الاتهامات بين الإعلام الغربي والروسي، لتدعيم رواياتها عن روسيا

وتستفيد هذه المنابر من تراشق الاتهامات بين الإعلام الغربي والروسي، لتدعيم رواياتها بشأن التضليل وإخفاء المعلومات حول تفشي فايروس كورونا المستجد في روسيا، وذلك لخدمة الأجندة التركية التي تلقت ضربات متعددة من موسكو، خصوصا بعد نشر وسائل الإعلام الروسية لمقاطع فيديو تضمنت مقاطع محرجة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإظهاره في موقف ضعيف أمام الرئيس فلاديمير بوتين. وتناقلتها بدورها مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة اضطرت على إثرها وسائل الإعلام التركية الرد بأنها تصرفات غير مهنية من قبل الإعلام الروسي.

ونتيجة لذلك تتصيّد المنابر العربية التابعة للإخوان وقطر أيّ فرصة لمحاولة رد الاعتبار وتوجيه السهام إلى روسيا ومسؤوليها السياسيين، حتى أنها تعيد نشر التقارير الغربية التي تركز على توجيه الانتقادات والاتهامات لروسيا في مختلف الأحداث.

من جهته، يبدو الإعلام الروسي منشغلا أكثر بوسائل الإعلام الدولية ذات التأثير الكبير، ولطالما انتقد التقارير الغربية، معتبرا أنها تنشر الأخبار الكاذبة حول روسيا.

وانتقدت مرارا شبكة روسيا اليوم ما أسمتها حملة إعلامية جديدة تستهدف روسيا، وتزعم أن هناك عشرات الآلاف من المصابين بفايروس كورونا في موسكو وحدها.

وأطلقت أسئلة حول ما هي البلدان التي تنطلق منها حملات تضليلية حول مدى انتشار فايروس كورونا في روسيا؟ وما هي وسائل الإعلام المحلية التي “تلتقط الخط”؟ ولماذا تتشابه أساليب نشر الأكاذيب حول الإصابات والوفيات بسبب كورونا في كل من الصين وروسيا؟ ومن يموِّل نشر الخبر الكاذب في روسيا؟

وقال الرئيس الروسي إن الأخبار الكاذبة حول انتشار فايروس كورونا في روسيا تأتى من الخارج.

وأضاف بوتين خلال اجتماع حكومي قبل حوالي أسبوعين “إن تقارير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية تقول إن معظم الأخبار الكاذبة مصدرها من الخارج، ولكنها للأسف ترافقنا دائما”. وأضاف أن “الهدف واضح وهو بث الذعر بين السكان”، مشيرا إلى أن مواجهة هذا الأمر ممكنة فقط بتقديم المعلومات الصحيحة والكاملة في وقتها للمواطنين.

18