تشات جي.بي.تي طالب مجدّ في جامعات أميركا اللاتينية يساعد الجميع

جامعات أميركا اللاتينية تناقش مزايا الذكاء الاصطناعي وعيوبه على مستوى التعليم العالي والمجتمع.
الأحد 2023/07/09
إحذروا الغش

بوغوتا - سأل الأستاذ الجامعي التشيلي دييغو مارتينيز طلابه الخمسين عما إذا كانوا قد استخدموا تشات جي.بي.تي لمساعدتهم على إتمام مهمة هندسية. وتفاجأ عندما اكتشف أن الجميع استعانوا بالذكاء الاصطناعي.

وقال مارتينيز وهو أستاذ مساعد في الهندسة الصناعية في الجامعة البابوية الكاثوليكية بفالبارايسو في تشيلي “علينا فقط أن ندرك أن هناك طالبا جديدا في الفصل يساعد الجميع. ويعتمد عليه الطلاب في كل شيء، كتبادل الأفكار، وتجميع المعلومات، وتحسين اللغة”.

ويستخدم مدرسو الجامعات والطلاب من تشيلي وكولومبيا تشات جي.بي.تي، وأصبح مساعدا للباحثين وكاتبا ومحررا وحتى مبرمج أكواد. ويقولون إنه يمكن أن يعزز التعلم ويقلل من عبء عمل المدرّسين.

وتفاجأ رافائيل ميندوزا أستاذ علوم الكمبيوتر في الجامعة المستقلة في المكسيك، من مدى انتشار تشات جي.بي.تي قائلا “فاجأني طلابي الذين وصلوا إلى الذكاء الاصطناعي قبلي. وشعرت بالريبة لأنهم بدأوا فجأة في تقديم نصوص مثالية منظمة دون أخطاء نحوية”.

بعض الأساتذة يعلّمون الطلاب كيفية استخدام تشات جي.بي.تي وطرح أسئلة أفضل عليه، ونقدهم للإجابات التي يحصلون عليها

ويستخدم طالب الفنون في جامعة برازيليا مايكون كوستا تشات جي.بي.تي منذ أشهر للبحث وتخطي ما يسمى بحبسة الكاتب، وقال “عندما انطلق الاعتماد الواسع للروبوت، كان الأساتذة خائفين منه، لكنهم الآن يحاولون تعليمنا كيفية الاستعانة به”.

وحذر المنتقدون من أن الروبوت قد يؤدي إلى نشر مزيد من المعلومات المضللة وتسهيل الغش، ودعوا إلى تنظيم أكثر صرامة للذكاء الاصطناعي التوليدي.

وذكر مارتينيز أن تشات جي.بي.تي يمكن أن يساعد في تحسين التدريس والتعلم، لكن الطلاب يحتاجون إلى التعامل معه بحس نقدي. ويرى أنه يجب ترك المعلمين ليقرروا ما إذا كانوا يريدون تقديم إرشاداتهم الخاصة بشأن استخدامه.

وقال إن “تشات جي.بي.تي يبقى أداة جيدة جدا ولكنها تضلل، وترتكب الأخطاء، وعليك أن تكون خبيرا لكشف ذلك، لكنني لا أعتقد أن الطلاب بلغوا تلك المرحلة بعد”.

وتناقش جامعات أميركا اللاتينية مزايا الذكاء الاصطناعي وعيوبه على مستوى التعليم العالي والمجتمع. واستضافت جامعة جنوب المحيط الهادئ، وهي أكبر جامعة حكومية في البرازيل في مارس ندوة حول تشات جي.بي.تي.

وفي المكسيك شاركت جامعات مثل معهد مونتيري للتكنولوجيا توصيات مع الأساتذة والطلاب بشأن الاستخدام الأخلاقي لبرامج الدردشة، مثل التعامل مع النص الذي يحرره الذكاء الاصطناعي والتحقق من المصادر التي يوفرها.

وقال إدوارد بيرموديز الذي شارك في صياغة إرشادات الذكاء الاصطناعي للجامعة الأيبيرية الأميركية في مكسيكو سيتي “إنها ليست مسألة صواب أو خطأ. نحن بحاجة إلى أن يكون الطلاب مسؤولين عند استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يجب أن يفكروا بعمق في الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا حتى لا يعاقبوا على استخدامها”.

Thumbnail

ويكمن التحدي الرئيسي الذي يواجه الجامعات في كيفية ضمان ألا يؤدي استخدام تشات جي.بي.تي إلى ارتفاع الغش.

وحذر بعض الأكاديميين من إلغاء درجات طلابهم إذا اكتشفوا استخدامهم لتشات جي.بي.تي، بينما غيّر آخرون الطريقة التي يُقيّمون بها الطلاب، بما في ذلك منحهم عددا أقل من المهام المنزلية والمزيد من المقالات المكتوبة بخط اليد والامتحانات الشفاهية.

وقال أستاذ الفلسفة في جامعة لوس أنديس بكولومبيا أندريس بايز “سأحاول عدم طلب مقالات خارج الفصل الدراسي، لأن هذا يدعو على الفور إلى استخدام تشات جي.بي.تي”.

وقال إن أحد الزملاء يعرض على الطلاب أمثلة على المقالات التي أنشأها تشات جي.بي.تي ويطلب منهم تحسينها.

ويعمل بعض الأساتذة في كليات القانون والاقتصاد وإدارة الأعمال على تعليم الطلاب كيفية استخدام الأداة بفعالية، وطرح أسئلة أفضل عليها، وأن يكونوا ناقدين للإجابات التي يحصلون عليها.

وفي الشهر الماضي فرض قاض أميركي غرامة على محاميين في نيويورك قدما مذكرة قانونية تضمنت ستة استشهادات مزيفة بقضايا تحصلا عليها منتشات جي.بي.تي.

ويقول المدرسون إن طلابهم قلقون من أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية ستنهي الانتدابات البشرية في بعض المهن، مثل المبرمجين على مستوى المبتدئين والمساعدين القانونيين ومحللي البيانات. ويؤدي هذا إلى تشكيك البعض في قيمة الدرجة العلمية.

وخطط أستاذ التصميم بيرموديز لدروس حول الاستخدام الأخلاقي للأدوات التي تعتمد الذكاء الاصطناعي مثل ميدجورني ودال-إي التي تولد صورا فنية في غضون دقائق.

وقال “أعلّم الطلاب أن وظيفتهم تتجاوز التقنية وتتطلب مهارات التفكير النقدي. فهم لا يتنافسون مع الذكاء الاصطناعي، بل يستخدمونه للوصول إلى إمكانات جديدة”.

Thumbnail

وتتبع معظم الجامعات في أميركا اللاتينية حتى الآن نهج عدم التدخل وقدّم بعضها إرشادات على مستوى الجامعة لاستخدام تشات جي.بي.تي.

وقال بايز إنه لا توجد سياسة جامعية رسمية بشأن تشات جي.بي.تي، ولا توجد أي خطط لحظره.

وتابع الأستاذ وهو أيضا باحث في مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي والتدريب في لوس أنديز “أعتقد أن الإجماع هو أن الحظر لا يقودنا إلى أي مكان. ويجب اعتماد خيارات أخرى بما أنه لا توجد طريقة لإثبات استخدام هذه التقنيات”.

وتترك العديد من الجامعات الخيار بيد أعضاء هيئة التدريس ليحددوا أفضل السبل لدمج تشات جي.بي.تي في دروسهم ومراقبة استخدامه.

وقالت باتريشيا أفيلا التي ترأس اتحاد جامعات أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي “يمكن للجامعات، ويجب أن تسمح، باستخدام الطلاب والمعلمين والباحثين لتشات جي.بي.تي (…) يجب تعليم هؤلاء كيفية استخدامه بمسؤولية وأمانة”.

وأصدرت مجموعة مؤلفة من 24 جامعة بريطانية رائدة إرشادات حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. ووفقا للمبادئ التوجيهية، يجب على الجامعات دعم “الاستخدام الأخلاقي والمسؤول” و”ضمان التمسك بالصرامة والنزاهة الأكاديمية”.

وقال أستاذ الهندسة مارتينيز الذي وصف نفسه بأنه “مستخدم كبير” لتشات جي.بي.تي، إن الأداة “فرصة كبيرة في التعليم يجب اعتمادها بحذر. نحن نستخدمه، والناس يستخدمونه في وظائفهم. لكننا نحتاج أيضا إلى أن نكون نقديين ونجربه في فصولنا الدراسية وأن نطور إرشاداتنا الخاصة”.

13