تزايد الإصابات بفايروس كورونا لأول مرة منذ نهاية يناير

عرفت جائحة كورونا شبه استقرار في انتشارها خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، ما جعل الخبراء يتوقعون اقتراب نهاية الأزمة، لكن مع بداية شهر مارس شهدت دول مثل ألمانيا والصين وأفريقيا وغرب الباسيفيك، ارتفاعا في عدد الإصابات. ويبلغ عدد الحالات المسجلة في الأسبوع الثاني من شهر مارس الجاري ارتفاعا بنسبة 8 في المئة، مقارنة بالشهر الفارط.
جنيف – قالت منظمة الصحة العالمية إن حالات الإصابة المسجلة عالميا بفايروس كورونا بشكل أسبوعي، تزايدت لأول مرة منذ نهاية يناير الماضي.
وأوضحت المنظمة الدولية أن الحالات المسجلة في الأسبوع الثاني من شهر مارس الجاري، ارتفعت بنسبة 8 في المئة مقارنة بالأسبوع الأول من الشهر. وذكرت أنه تم تسجيل أكثر من 11 مليون حالة إصابة و43 ألف وفاة بالفايروس خلال الفترة من السابع إلى الثالث عشر من مارس.
وأشارت المنظمة إلى ارتفاع الحالات بشكل خاص في غرب الباسيفيك وأفريقيا مقارنة بالأسبوع السابق له، بزيادة بنسبة 29 في المئة و12 في المئة على الترتيب، مضيفة أن الزيادة الأسبوعية في أوروبا كانت نسبتها 2 في المئة.
وأفادت بأن شرق المتوسط وجنوب شرق آسيا والأميركتين الشمالية والجنوبية شهدت انخفاضا في عدد الحالات المسجلة. ويبلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة المسجلة عالميا بكورونا منذ بدء الجائحة 455 مليونا، في حين توفي 6 ملايين شخص جراء إصابتهم بالفايروس.
منظمة الصحة العالمية أشارت إلى ارتفاع الحالات بشكل خاص في غرب الباسيفيك وأفريقيا مقارنة بالأسبوع الفارط
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد حذرت من أن عدد الوفيات من جرّاء كورونا في أوروبا قد يرتفع من 1.5 مليون حاليا إلى 2.2 مليون بحلول مارس 2022، إذا بقي الوضع على حاله.
وقالت إنها تتوقع ضغطا عاليا أو شديدا للغاية في وحدات العناية المركزة في 49 من 53 بلدا، بين الآن والأول من مارس 2022.
وأضافت أن العدد الإجمالي للوفيات المسجلة يُتوقع بأن يصل إلى أكثر من 2.2 مليون بحلول ربيع العام المقبل، استنادا إلى المنحى الحالي. وسُجلت حتى الآن أكثر من 1.5 مليون حالة وفاة من جراء كورونا في المنطقة.
وترى منظمة الصحة العالمية أن ارتفاع عدد الإصابات يعود إلى تفشي المتحور شديد العدوى، وعدم التطعيم بشكل كاف وتخفيف تدابير الحد من الوباء. وأظهرت بيانات المنظمة أن الوفيات المرتبطة بكوفيد تضاعفت منذ نهاية سبتمبر، من 2100 يوميا إلى نحو 4200.
وأدى التزايد الكبير في أعداد الإصابات بمتحور أوميكرون بداية عام 2022، إلى فرض تدابير وقائية عديدة في جميع أنحاء العالم.
ليصبح بذلك وباء كورونا عائقا أمام المخططات للاحتفال بالعديد من الأنشطة منها عيد الميلاد، ويحرم الكثيرين من بهجة أعياد نهاية السنة للعام الثاني على التوالي.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في شهر يناير أن عدد الإصابات بفايروس كورونا ارتفع بشكل هائل في منطقة الشرق الأوسط، وترجح المنظمة أن يكون الارتفاع نتيجة انتشار متحور أوميكرون.
وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن من بين 22 دولة بالمنطقة معظمها دول شرق أوسطية، سجلت 15 دولة حالات إصابة بأوميكرون، وحذر من أن معدلات التطعيم في بعض دول المنطقة ما زال منخفضا.
وأضاف “في حين يبدو أن أوميكرون يسبب مرضا أقل شدة من المتحور السابق دلتا، خاصة بين من تلقوا اللقاح، إلا أن هذا بالتأكيد لا يعني الاستهانة به، إذ أنه ما زال يؤدي إلى دخول المستشفيات وإلى الوفاة”.
وقال إن ست دول في المنطقة، هي أفغانستان وجيبوتي والصومال والسودان وسوريا واليمن، قامت بتطعيم أقل من 10 في المئة من سكانها، على الرغم من توافر لقاحات تكفي لتطعيم 40 في المئة من السكان. وهناك 36 دولة فقط على مستوى العالم سجلت هذا المستوى المنخفض من التطعيم، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن حملات التطعيم تعطلت بسبب مشكلات، منها الافتقار للالتزام السياسي والافتقار للأمن والتحديات اللوجستية. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من احتمال وفاة 700 ألف شخص بسبب الإصابة بكوفيد في أوروبا ومناطق في آسيا، بحلول شهر مارس 2022.
وتجاوز عدد الوفيات بالفعل 1.5 مليون في 53 دولة، في ما تسميه منظمة الصحة العالمية منطقة أوروبا. وحذّرت المنظمة من ضغط عال أو شديد للغاية على وحدات العناية المركزة في 49 دولة بحلول مارس 2022.
وشهدت أوروبا زيادة في عدد حالات الإصابة بالفايروس، الأمر الذي دفع النمسا إلى العودة إلى فرض تدابير الإغلاق، كما دفع البعض الآخر إلى التفكير في اتخاذ تدابير جديدة.
وقد اتخذت دول، من بينها فرنسا وألمانيا واليونان، قرارا يقضي بحصول مواطنيها على جرعات معززة من اللقاح، كشرط لاعتبار المواطن حصل على التطعيم بالكامل.
وقالت المنظمة إن وجود عدد كبير من الأشخاص غير المحصّنين باللقاح، فضلا عن انتشار متحور دلتا في بعض الدول، كانا من العوامل الرئيسية وراء ارتفاع نسب الإصابة في منطقة أوروبا.

وطالب هانز كلوغه، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، أولئك الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح حتى الآن بالحصول عليه.
وقال “لدينا جميعا مسؤولية وفرصة للمساعدة في تجنب مأساة غير ضرورية وخسائر في الأرواح، والحد من اضطرابات أخرى في المجتمع والشركات خلال فصل الشتاء هذا”.
وتوقع الخبراء أن يؤدي الارتفاع السريع لعدد الإصابات بفايروس كورونا في الصين إلى ظهور سلالة قد تتهرب من المناعة المكتسبة جراء التطعيم.
ويرى البروفيسور الروسي بيوتر تشوماكوف أن الأمر له علاقة بالعدد الكبير من السكان في الصين حيث يمرض الكثير من الناس، ما يتسبب في تغيير الفايروس ويزيد من احتمال ظهور سلالات جديدة.
وأوضح الأكاديمي أنه في حال استمرت الإصابات الجماعية بفايروس كورونا في الصين، فعلى الأرجح سيظهر متحور سيكون بمقدوره التهرب من المناعة التي أنتجها اللقاح.
وأضاف أن الصين تعد الآن البلد الأكثر عرضة للإصابات لأن سلطاتها عوّلت على فاعلية اللقاحات وليس على منع الناس من الإصابة بالفايروس. وأشار تشوماكوف إلى أن المناعة التي يحصل عليها الإنسان نتيجة