تركيا تستفز العالم المسيحي بتغيير هوية آيا صوفيا

اليونان ترى أن أنقرة تخاطر بالتسبب في "فجوة وجدانية ضخمة" مع الدول المسيحية.
السبت 2020/07/11
النظام التركي يواصل تجاوز الخطوط الحمراء

إسطنبول - وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة مرسوما يأمر بتسليم مجمع آيا صوفيا في إسطنبول إلى السلطة الدينية في البلاد وإعادة فتحه أمام المسلمين للصلاة، ما أثار ردود فعل دولية غاضبة خاصة من العالم المسيحي الذي اعتبر الخطوة استفزازية.

وأبطلت محكمة في تركيا مرسوما أصدرته إحدى حكوماتها في الثلاثينات وقضى بتحويل جامع آيا صوفيا في إسطنبول إلى متحف، لتمهد بذلك الطريق أمام إعادة المبنى لوضعه السابق كدار عبادة للمسلمين.

وأكد البطريرك المسكوني بارثولوميو، وهو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم أن تغيير وضع آيا صوفيا سيتسبب في شرخ بين الشرق والغرب، فيما أكدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إن تحويل المبنى إلى مسجد أمر غير مقبول.

البطريرك بارثولوميو: تغيير وضع آيا صوفيا سيتسبب في شرخ بين الشرق والغرب
البطريرك بارثولوميو: تغيير وضع آيا صوفيا سيتسبب في شرخ بين الشرق والغرب

وقال فلاديمير ليجويدا المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية “لم يتم الاستماع إلى النداءات التي تعبر عن مشاعر القلق من جانب الملايين من المسيحيين”.

وأضاف ليجويدا “حكم المحكمة اليوم (الجمعة) يظهر أنه تم تجاهل كل الدعوات التي نادت بضرورة الالتزام بالدقة والحساسية الفائقة في التعامل مع هذه المسألة”.

وانتقدت الجارة اليونان، التي يشكل الأرثوذكس الغالبية العظمى من سكانها، الخطوة قائلة إن تركيا تخاطر بالتسبب في “فجوة وجدانية ضخمة” مع الدول المسيحية بتحويل مبنى كان محوريا للإمبراطورية البيزنطية الناطقة باللغة اليونانية وللكنيسة الأرثوذكسية.

ويمتد تاريخ آيا صوفيا إلى قرابة 1500 عام واحتل موقعا مرموقا كمكان عبادة للمسيحيين ومن بعهدهم المسلمون، لذلك فإن أي تغيير يخصه، حسب مراقبين، سيكون له أثر بالغ على أتباع الديانتين.

ويطل المبنى الضخم على ميناء القرن الذهبي ومدخل البوسفور امتدادا من قلب القسطنطينية، حيث كان المبنى مركزا للأرثوذكسية وظل أكبر كنيسة في العالم على مدى قرون.

وظل المبنى تحت السيطرة البيزنطية، باستثناء فترة وجيزة في قبضة الصليبيين في القرن الثالث عشر، حتى فرضت قوات المسلمين بقيادة السلطان العثماني محمد الفاتح سيطرتها عليه وحولته إلى مسجد.

5