تركيا تتوجه لبدء التنقيب عن النفط قبالة ليبيا

تقارير صحافية تفيد بتواجد 6 فرقاطات تابعة للبحرية التركية وناقلة نفط بين جزيرة كريت اليونانية وليبيا.
الاثنين 2020/06/01
الهدف يقترب

أثينا - كشفت تقارير صحافية يونانية الأحد عن توجه سفن تنقيب تركية نحو السواحل الليبية ما يشير إلى توجه أنقرة إلى بدء تنفيذ تعهداتها المتمثلة في القيام بعمليات تنقيب قبالة ليبيا.

وقالت صحيفة كاثيمريني اليونانية إن 6 فرقاطات تابعة للبحرية التركية وناقلة نفط، تمّ رصدها بين جزيرة كريت اليونانية وليبيا في منطقة مخصصة للتدريبات البحرية.

وأضافت الصحيفة أنّ عدد السفن العسكرية التركية في المنطقة يتجاوز “سفن الاتحاد الأوروبي التي تشارك في عملية إيريني قبالة سواحل ليبيا”، في إشارة إلى العملية البحرية الأوروبية التي تستهدف فرض حظر الأسلحة الذي أقرّته الأمم المتحدة على ليبيا التي مزقتها الحرب منذ سنوات.

وتحذر العديد من الأطراف الدولية من أن أي عمليات تنقيب أو تزويد لطرفي النزاع قد يغذي الصراع في ليبيا.

ويرى مراقبون أن تحركات تركيا تضع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج أمام الأمر الواقع حيث لم تباشر أنقرة بعد عمليات الاستكشاف لكنها على أتم الجهوزية لذلك.

كما يشير هؤلاء إلى أن فايز السراج يناور حتى الآن بعدم دعوة أنقرة إلى بدء عمليات التنقيب.

وتحتاج أنقرة إلى إذن من حكومة الوفاق للبدء في عمليات التنقيب.

وتواجه تركيا أصلا انتقادات لاذعة من الاتحاد الأوروبي وغيره بشأن عمليات التنقيب التي كانت تقتصر على شرق المتوسط لكن أنقرة اليوم لا تخفي أطماعها في ليبيا التي تتدخل فيها عسكريا.

وفي وقت سابق عبّرت أنقرة عن قلقها البالغ من تنفيذ الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي عملية إيريني للسيطرة على تهريب السلاح إلى طرفي النزاع (الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وميليشيات الوفاق).

كما تستهدف هذه العملية منع عمليات الاتجار بالبشر عبر البحر المتوسط، وهو ما يُساهم في عرقلة المساعي التركية لمساعدة حليفتها حكومة الوفاق في الصمود أمام الجيش الليبي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في 31 مارس الماضي، إطلاق عملية إيريني، التي تعني باللغة اليونانية السلام والتي واجهت انتقادات من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية.

تحركات تركيا تضع رئيس حكومة الوفاق أمام الأمر الواقع حيث لم تباشر أنقرة عمليات الاستكشاف لكنها على أتم الجهوزية لذلك
تحركات تركيا تضع رئيس حكومة الوفاق أمام الأمر الواقع حيث لم تباشر أنقرة عمليات الاستكشاف لكنها على أتم الجهوزية لذلك

وتُقدّم تركيا الدعم العسكري لحكومة الوفاق الوطني الليبية وميليشياتها ومقرها طرابلس، في صراعها مع الجيش الذي يسعى لاستعادة طرابلس وما تبقى من أرض ليست تحت سيطرته.

وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، وفي لهجة تصعيدية جديدة تستعجل الحصول على مكاسب النفط الليبي، شدّد على أنّ تركيا لن تسمح بغموض جديد في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وأنها تقوم بدورها بناء على طلب من الحكومة الليبية.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن أوقطاي قوله الجمعة في أنقرة خلال حدث افتراضي نظمه المجلس الأطلسي ومنظمة التراث التركي إن تركيا ستتأكد من أن الحكومة في طرابلس لا “تتعرض لتهديد أي دكتاتور أو أي إرهابي، مثل حفتر”. في إشارة إلى قائد الجيش الوطني.

وأضاف “سنكون هناك مهما كانت النتائج. نحن مصممون على ذلك”.

وتأتي هذه التحركات التركية التي تتسبب في المزيد من العداء الدولي لأنقرة وفقا لمراقبين بعد أن وقّع الأتراك اتفاقية بحرية وعسكرية مع حكومة الوفاق لا تضع في حسبانها المياه الإقليمية لجزيرة قبرص وعدد من الجزر اليونانية.

وكان وزير الطاقة التركي فاتح دونماز قال الجمعة إن بلاده تخطط لبدء عمليات التنقيب عن النفط داخل الحدود البحرية، التي تم تحديدها بموجب اتفاق مع الوفاق الليبية، في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.

وكشف أنّ سفينة التنقيب الجديدة “كانوني” ستبحر في البحر المتوسط للقيام بأول مهمة لها هذا العام.

وأصبح شرق المتوسط منطقة مهمة للطاقة بعد اكتشافات كبيرة لقبرص وإسرائيل ومصر في السنوات القليلة الماضية، وتعتزم تركيا الآن تأمين حصة من هذه الأصول المهمة.

وقدّمت شركة البترول التركية (تباو) طلبا إلى ليبيا مؤخراً للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر المتوسط.

وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من أنقرة فايز السراج بحث هذا الشهر في مكالمة هاتفية تلقاها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخطوات التنفيذية لمذكرتي التفاهم التي وقعها البلدان في نوفمبر الماضي، والتي تخص التعاون الأمني والعسكري، وتحديد مجالات الصلاحية البحرية في البحر المتوسط.

ودعا الاتحاد الأوروبي تركيا مراراً إلى وقف أنشطة التنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحل قبرص لأنها تتداخل مع المنطقة الاقتصادية لقبرص العضو في التكتل الأوروبي.

5