ترشح بلومبيرغ للرئاسة يسلط الضوء على علاقة الإعلام بالسياسة

الملياردير الأميركي يسجل رقماً قياسياً جديداً بإنفاق 31 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية في الحملة الانتخابية الأميركية.
الأربعاء 2019/11/27
مغامرة تطرح العلاقة الجدلية بين الإعلام والسياسة
 

“بلومبيرغ نيوز” تعتزم عدم التحقيق في حياة مالكها مايكل بلومبيرغ أو منافسيه من حزب الديمقراطيين خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، ما يطرح تساؤلات حول العلاقة الجدلية بين الإعلام والسياسة، خاصة أن بلومبيرغ حطم الرقم القياسي في الإنفاق على الإعلانات التلفزيونية.

واشنطن - عرض رئيس تحرير “بلومبيرغ نيوز”، جون مكلثويت، المبادئ التي تتبعها المؤسسة الإخبارية لتغطية الأخبار بعد أن أعلن مالكها، مايكل بلومبيرغ، أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وكتب مكلثويت أن الوكالة الإخبارية سوف تتجنب التحقيق في حياة بلومبيرغ الشخصية والمالية أثناء حملته الانتخابية، وسوف تتبع النهج ذاته مع المرشحين الآخرين من حزب الديمقراطيين.

وقال رئيس تحرير بلومبيرغ “إن المؤسسة ستتوقف عن نشر مقالات افتتاحية تعبّر عن رأي الوكالة من دون توقيع”، حيث يتم كتابة هذه المقالات التي تمثل آراء “بلومبيرغ نيوز” كمؤسسة، وكذلك آراء مالكها المرشح الآن للرئاسة.

وواجه الملياردير والعمدة السابق لمدينة نيويورك مايكل بلومبيرغ بالفعل عدة أسابيع من الاضطراب منذ انتشار الأنباء بأنه يفكر في دخول السباق، لكنه جعل الخبر رسميًا الأحد بإنفاقه أول 30 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية.

وذكرت شركة الإعلانات “أدرفرتايزيغ اناليتيكس” أن الملياردير اشترى في المجموع في نحو عشرين ولاية أميركية إعلانات بقيمة 31 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ ينفقه مرشح للاقتراع الرئاسي.

وكان الرئيس السابق باراك أوباما، صاحب الرقم القياسي السابق بإنفاقه حوالي 25 مليون دولار في آخر أسبوع من حملته الانتخابية في 2012.

جون مكلثويت: لا جدوى من الادعاء بأن تغطية الحملة الرئاسية ستكون سهلة
جون مكلثويت: لا جدوى من الادعاء بأن تغطية الحملة الرئاسية ستكون سهلة

وقال السناتور بيرني ساندرز أحد أكثر المرشحين الديمقراطيين مع إليزابيت وارن، انتقاداً لأصحاب المليارات، الجمعة إنه يشعر “بالاشمئزاز من فكرة أن مايكل بلومبيرغ أو أي ملياردير آخر يمكنه أن يعتقد أنه قادر على الالتفاف على العملية السياسية وتوظيف عشرات ملايين الدولارات لشراء انتخاباتنا”.

وأكد في بيان “إذا لم نتمكن من الحصول على دعم القاعدة للترشح، فعلينا ألا نترشح للانتخابات الرئاسية”.

كما اتهمته إليزابيت وارن بأنه يريد “شراء الانتخابات”.

وينحدر بلومبيرغ من عائلة متواضعة مادياً، إذ كان يعمل والده محاسبا ووالدته سكرتيرة، إلا أنه يعدّ من أغنى رجال الأعمال في مجال الإعلام في الولايات المتحدة في الوقت الراهن.

ومثّل عام 1981، نقطة التحول الأولى في صعود الملياردير الأميركي في عالم الشهرة، عندما أسس وكالة الأنباء المالية التي تحمل اسمه وهو مديرها التنفيذي ويمتلك حالياً نحو 88 بالمئة من أسهمها. وتقدر ثروته حالياً بخـمسين مليار دولار.

وقد أرسل رئيس تحرير بلومبيرغ، جون مكلثويت، مذكرة إلى موظفي قسم الأخبار بعد إعلان بلومبيرغ الرسمي من أجل وضع مبادئ توجيهية لتجنّب أي تضارب في المصالح. حيث قام مكلثويت بتفصيل بعض التغييرات القيادية لاستيعاب الوضع الحالي للوكالة بالإضافة إلى عرض توقعات كيفية تغطية الموظفين لأخبار مالكها خلال مرحلة الانتخابات التمهيدية (المُفضية إلى اختيار مرشح عن الحزب لانتخابات الرئاسة).

وكتب مكلثويت “قرر مايك الترشح في الانتخابات. لا جدوى من محاولة الادعاء بأن تغطية هذه الحملة الرئاسية ستكون سهلة بالنسبة لوكالة أخبار حافظت على سمعتها للاستقلال بشكل جزئي بعدم الكتابة عن أنفسنا (ونادراً جداً عن منافسينا المباشرين). لا يوجد مرشح سابق للرئاسة يمتلك مؤسسة صحافية بهذا الحجم”.

كما أشار مكلثويت إلى أن الوكالة سوف تستمر في سياسة نشرها المعتادة التي تم تطبيقها في عهد بلومبيرغ كعمدة، وهي عدم التحقيق في حياته الشخصية أو أسرته أو ثروته. وأكد مكلثويت على أن الوكالة سوف “تتبع النهج ذاته مع منافسيه المرشحين الآخرين من حزب الديمقراطيين”، على الرغم من أنها ستواصل التحقيق بشأن إدارة ترامب كما كانت تفعل.

علاقة ملتبسة بالإعلام
علاقة ملتبسة بالإعلام

ولاحظ المراقبون أن هذا قد يؤدي إلى حدوث خلل في تقارير “بلومبيرغ نيوز” قد يرى أنه يركز على قصص ترامب وعائلته وإدارته في حين لا يتم ذكر التطورات التي تحدث مع بلومبيرغ والمرشحين الآخرين من حزب الديمقراطيين.

لكن مكلثويت قال إن “بلومبيرغ نيوز” ستنشر تحقيقات تشمل مرشحين ديمقراطيين آخرين من “المؤسسات الصحافية الموثوق بها”، دون تحديد المعايير التي تجعل هذا المنفذ ذا مصداقية.

وأضاف أن الوكالة سوف تتوقف عن نشر مقالات افتتاحية تعبر عن رأي الوكالة من دون توقيع، حيث يتم كتابة هذه المقالات التي تمثل آراء “بلومبيرغ نيوز” كمؤسسة، وكذلك آراء مالكها المرشح الآن للرئاسة. سيغادر المحرران التنفيذيان لقسم الرأي، ديفيد شيبلي وتيم أوبراين، للانضمام إلى حملة المالك.

وقد تم تسليط الضوء على الموقف المحرج للوكالة التي غطت أخبار مالكها في مقال تم نشره في صحيفة نيويورك تايمز عام 2011، والتي تناولت بالتفصيل دور صحافي “بلومبيرغ نيوز”، هنري غولدمان، في تغطية رئيسه لموقع الأخبار، والذي اعتبرته التايمز “مشكلة بطبيعتها”.

18