ترحيل مهاجرين غير نظاميين يتصدر أجندة زيارة وزير الداخلية الفرنسي إلى تونس

إعداد صيغة سلسة تمكن فرنسا من ترحيل قرابة 231 تونسيا مقيماً بشكل غير قانوني وتتعلق بهم شبهات تطرف.
الاثنين 2020/11/02
مكافحة الإرهاب ملف شائك

باريس – طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وزير الداخلية جيرالد دارمانان التوجه هذا الأسبوع إلى تونس لبحث مكافحة الإرهاب، بعد الاعتداء الذي وقع الخميس في نيس بجنوب فرنسا نفذه تونسي عمره 21 عاما.

وأعلن قصر الإليزيه الأحد أن "الرئيس طلب من وزير الداخلية التوجه إلى تونس (هذا الأسبوع) للقاء نظيره".

ونقلت صحيفة لوباريزيان الفرنسية، الأحد، عن مصادرها أن زيارة وزير الداخلية الفرنسي إلى تونس تستهدف إعداد صيغة سلسة لتفعيل هذا الإجراء، الذي سيمكن فرنسا من ترحيل قرابة 231 تونسيا مقيماً بشكل غير قانوني وتتعلق بهم شبهات تطرف.

وقالت الصحيفة إنه تم اتخاذ هذا القرار عقب الحوار الهاتفي الذي جمع، السبت، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره التونسي قيس سعيد، الذي تعهد، وفقاً للصحيفة الفرنسية، بتسهيل منح التصاريح القنصلية لمواطنين تونسيين يشتبه بتطرّفهم ويعيشون بطريقة غير قانونية بالبلاد، وهي الوثيقة التي تسمح لهم بالرجوع أو بترحيلهم إلى بلدهم.

وأوضح الإليزيه أن الرئيسين "اتفقا على تعزيز التعاون على صعيد مكافحة الإرهاب" مضيفا أنهما "بحثا المسألة الحساسة المتعلقة بعودة التونسيين الملزمين بمغادرة الأراضي الفرنسية، وفي طليعتهم المدرجون على القائمة الأمنية” لأجهزة الاستخبارات.

وأعلنت الرئاسة التونسية، مساء السبت، أن ماكرون وسعيّد بحثا "موضوع الهجرة غير النظامية والحلول التي يجب التوصل إليها معا لمعالجة هذه الظاهرة التي تتفاقم بين الحين والحين بهدف تحقيق أغراض سياسية".

ودعا رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي، السبت، وزيري الداخلية والعدل في حكومته إلى التعاون "التام" مع السلطات الفرنسية في التحقيق.

ومن جانب آخر، ندد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس بـ"المساومات" التي قامت بها أحزاب سياسية ومثقفون "على مدى سنوات" مع "التطرف الإسلامي"، داعيا إلى "معركة إيديولوجية" ضده.

وحذر كاستيكس متحدثا لشبكة "تي إف 1" التلفزيونية، مساء الأحد، "هذه المعركة إيديولوجية، العدو يسعى أولا إلى تقسيمنا ببث الكراهية والعنف، وإلى كسر المجتمع الوطني".

وتابع "أود هنا التنديد بكل المساومات التي حصلت على مدى سنوات طويلة، التبريرات التي أعطيت لهذا التطرف الإسلامي: +يجدر بنا أن نلوم أنفسنا، ونندم على الاستعمار+ وغيرها من الأمور".

وقال إن "الطريقة الأولى للانتصار في حرب هي أن يكون المجتمع الوطني ملتحما، موحدا، فخورا بجذورنا، بهويتنا، بجمهوريتنا، بحريتنا. يجب الانتصار في المعركة الإيديولوجية".

وتابع "انتهى الأمر، لا مجال بعد اليوم لأي تساهل من قبل مثقفين وأحزاب سياسية، يجب أن نكون جميعا موحدين على أساس قيمنا، على أساس تاريخنا".

وأعلن كاستيكس عن حل "جمعيات واجهة" قريبا وعن عمليات ضد "مساجد زائفة (...) ومدارس غير قانونية".

وقال "المدارس غير القانونية، نحن نغلقها، وسنواصل إغلاقها. الجمعيات الزائفة التي تقوم بغسل أدمغة، سنحلها (...) حللنا اثنتين منها، وسنواصل ذلك".

وأضاف "يتحتم علينا تعزيز تشريعاتنا، وخصوصا سبل التحرك للتصدي" للكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشهدت فرنسا مؤخرا عددا من الاعتداءات الجهادية، ولا سيما الاعتداء الذي وقع في نيس (جنوب) الخميس وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص طعنا، على يد شاب تونسي يدعى ابراهيم العيساوي يبلغ من العمر 21 عاما، وصل بطريقة غير شرعية إلى أوروبا عبر جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في 20 سبتمبر، ووصل إلى نيس قبل الاعتداء بـ24 إلى 48 ساعة.

وقبلها قتل المدرّس صامويل باتي بقطع رأسه قبل أسبوعين بيد شيشاني لعرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد على تلاميذه خلال صف حول حرية التعبير.

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا بأن فرنسا لن تتخلى عن حرية التعبير ومن ضمنها حرية نشر رسوم كاريكاتورية. وأثارت تصريحاته أزمة مع العالم الإسلامي حيث خرجت تظاهرات احتجاجية وأطلقت دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.