ترامب يفشل في كبح تهديدات كوريا الشمالية

كوريا الشمالية تجري تجربة صواريخ باليستية جديدة باتجاه بحر اليابان.
الاثنين 2020/03/30
يترقب ردود الفعل لدى الأميركيين

سيول – أطلقت كوريا الشمالية، الأحد، صواريخ جديدة يُعتقد أنها باليستية، في وقت تشهد فيه المباحثات بينها وبين الولايات المتحدة جمودا يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب كسره لكن دون جدوى.

وللمرة الرابعة في شهر مارس أطلقت سيول قذائف يرجح أنها صواريخ باليستية سقطت في بحر اليابان بينما تنشغل الأسرة الدولية بمكافحة وباء كورونا المستجد الذي اجتاح الولايات المتحدة التي تعد المفاوض الرئيسي للكوريين الشماليين.

وتأتي هذه التجارب على خلفية مأزق دبلوماسي كامل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة حول الملف النووي، بينما عرضت الولايات المتحدة على بيونغ يانغ مساعدتها لمكافحة مرض كوفيد – 19 فيما بدا على أنه محاولات من إدارة الرئيس دونالد ترامب لتطويق تهديدات كوريا الشمالية.

ويرى مراقبون أن عملية الإطلاق الجديدة تشير إلى رفض الكوريين الشماليين مقايضة ترامب لهم بالأسلحة مقابل مساعدته لهم على القضاء على كورونا.

وجرت عمليات الإطلاق، الأحد، في قطاع مدينة وونسان التي تضم مرفأ على الساحل الشرقي، وباتجاه بحر اليابان أو البحر الشرقي كما يسميه الكوريون.

وقالت رئاسة الأركان الكورية الجنوبية في بيان إن “تحركا عسكريا كهذا لكوريا الشمالية غير ملائم إطلاقا بينما يواجه العالم أجمع صعوبات بسبب وباء كوفيد – 19”، موضحة أن القذائف هي صواريخ باليستية على الأرجح.

وقالت وزارة الدفاع اليابانية أيضا إن القذائف تشبه “صواريخ باليستية” وأكدت أنها لم تسقط في المياه الإقليمية اليابانية ولا في المنطقة البحرية الحصرية لليابان.

ولم تدل كوريا الشمالية، التي تمتلك قنبلة نووية، بأي تعليق على عمليات الإطلاق هذه. وكانت قد أكدت أن العمليات الثلاث السابقة التي جرت في مارس باتجاه بحر اليابان هي تجارب قذائف “مدفعية طويلة المدى”.

وأعلنت كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي، أنها اختبرت “سلاحا تكتيكيا موجها” جديدا، فيما أفادت كوريا الجنوبية بأن الشمال اختبر صاروخين باليستيين قصيري المدى. وتخضع سيول لسلسلة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي لإجبارها على التخلي عن برنامجيها النووي والباليستي المحظورين.

تجارب متتالية
تجارب متتالية

وغداة عمليات إطلاق القذائف، الأسبوع الماضي، أعلنت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تلقى رسالة من الرئيس الأميركي تتضمن تفاصيل خطة تهدف إلى تحسين العلاقات الثنائية.

وأكد مسؤولون في البيت الأبيض هذه المعلومات.

ونقلت وسائل الإعلام الكورية الشمالية عن شقيقة كيم ومستشارته كيم يو جونغ، تحذيرها من أن العلاقات الجيدة بينه وبين ترامب لن تكون كافية لإحياء العلاقات.

وذكر بيان بثته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن ترامب في رسالته “أوضح خطته لدفع العلاقات قدما بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة، وعبر عن نيته تقديم مساعدة في مكافحة الأوبئة”.

وكوريا الشمالية من الدول النادرة في العالم التي لم تعلن عن إصابات بفايروس كورونا على أراضيها وإن كان الكثيرون في الجنوب مقتنعين بأن الوباء طال الشمال.

ويرى العديد من الخبراء أن الوباء الذي أودى بحياة أكثر من ثلاثين ألف شخص في العالم قد يكون كارثيا على كوريا الشمالية بسبب نظامها الصحي الهش. وقال كيم دونغ يوب، الباحث في معهد دراسات الشرق الأقصى في سيول، إن إطلاق القذائف، الأحد، يهدف إلى إظهار أن البلاد تعمل بشكل طبيعي.

وتضاعف كوريا الشمالية منذ نوفمبر تجارب الأسلحة في غياب تقدم في المفاوضات التي تأمل الولايات المتحدة في التوصل من خلالها إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي.

وتراوح هذه المفاوضات مكانها منذ فشل القمة الثانية بين ترامب وكيم في فبراير 2019 في هانوي، على الرغم من لقاء رمزي جدا بين الرجلين في يونيو الماضي في المنطقة منزوعة السلاح بين شطري شبه الجزيرة الكورية.

ويرى محللون أن بيونغ يانغ تحسن قدراتها العسكرية تدريجيا على الرغم من العقوبات والإدانات.

5