تراكم مركبات الفلور العضوية في الجسم يطور سرطان الكبد

التراكم السريع لجزيئات "بي أف أي أس" يؤدي إلى موت خلايا كبد الإنسان.
الجمعة 2022/08/12
سرطان الكبد تطور أكثر من المعتاد

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - أشار المكتب الإعلامي لجامعة جنوب كاليفورنيا إلى أن الأطباء اكتشفوا أول دليل يؤكد على أن تنامي تركيز مركبات الفلور العضوية (بي أف أي أس) في الجسم يزيد عدة مرات من خطر تطور سرطان الكبد.

واكتشف الأطباء أن سرطان الكبد تطور أكثر من المعتاد بمقدار 4.5 مرة لدى المشاركين في الدراسة الذين في جسمهم نسبة عالية من مركبات الفلور العضوية.

وأشار الباحثون إلى أن التراكم السريع لجزيئات “بي أف أي أس” في كبد الإنسان والحيوانات يؤدي إلى موت خلايا هذا العضو المهم. لذلك قرروا تحديد كيف يسهم تراكم هذه المركبات في الإصابة بسرطان الكبد.

ومن أجل ذلك درس الباحثون عينات الأنسجة والمعلومات التي جمعها زملاؤهم كجزء من مشروع “أم أو سي” الذي يهدف إلى دراسة حالات الإصابة بالسرطان بين المجموعات العرقية المختلفة. وشارك فيها أكثر من 215 ألف مواطن أميركي من جميع الأعمار والجنسيات.

واكتشف الباحثون خلال ذلك تطور أشكال مختلفة من سرطان الكبد لدى 50 مشاركا. وعندما قاسوا تركيز مركبات الفلور العضوية في أنسجة أجسامهم وقارنوا النتائج مع عدد الجزيئات الموجودة في أجسام متطوعين آخرين من نفس الجنس والعمر اتضح أن احتمال تطور سرطان الكبد يزداد طردا مع زيادة تركيز مركبات الفلور العضوية في جسم المتطوعين. وأن هذا النوع من الأورام تطور لدى المشاركين بمقدار 4.5 مرة من المعتاد عند ارتفاع تركيز  “بي أف أي أس” في الجسم.

وقد أظهرت نتائج دراسة النشاط الحيوي لخلايا الكبد أن مركبات الفلور العضوية تعطل دوران السكريات والأحماض الأمينية والصفراوية في الخلايا، ما يؤدي إلى تطور مرض الكبد غير الدهني، ويخلق ظروفا ملائمة لتحور خلاياه إلى أورام.

ويذكر أن المركبات العضوية المشبعة بالفلور هي جزيئات عضوية معقدة تحتوي سلاسلها على عدد كبير من ذرات الفلور. وقد اكتشف علماء البيئة في نهاية القرن الماضي أن استخدامها في الصناعات الكيميائية أدى إلى تراكم سريع لجزيئات هذه المركبات في النظم البيئية الطبيعية وفي أجسام الكثير من الناس.

17