تحقق العدالة لا يزال بعيد المنال بعد عام على مأساة سفينة المهاجرين المتجهة إلى اليونان

الكارثة أحدثت صدمة وأثارت تساؤلات حول الأساليب التي يتبعها الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط.
الجمعة 2024/06/07
مأساة لا تنسى

أثينا/بيروت - كان فني الكهرباء المصري محمود شلبي هو الناجي الوحيد من أبناء بلدته عندما انقلبت سفينة صيد مكتظة بمهاجرين قبالة اليونان قبل عام، ما أدى إلى مقتل المئات في واحدة من أدمى كوارث السفن المسجلة في البحر المتوسط. ولم تعثر السلطات على ستة عشر صديقا لشلبي من بلدته الواقعة خارج القاهرة. وحاليا يتصل به أقاربهم يوميا، سعيا وراء أي معلومات عن أصدقائه أو عن سبب غرق القارب في ذلك اليوم من شهر يونيو العام الماضي.

وفي مقابلة أجريت معه في أثينا حيث يقوم حاليا بأعمال مختلفة انتظارا لبحث طلب اللجوء الخاص به، قال شلبي (23 عاما) "لا أحد من الأقارب يتقبل فكرة أنه من الممكن أن تكون هناك جثامين، لأنهم لم يسمعوا بعد أي خبر عنهم، ولا معلومات عنهم". وأضاف "الأهالي يتعذبون كل يوم وهم لا يعرفون شيئا عن ابنهم أو أخيهم أو أبيهم".

وأحدثت الكارثة، التي وقعت قبالة سواحل جنوب غرب اليونان في الرابع عشر من يونيو الماضي، صدمة في مختلف أنحاء أوروبا وخارجها وأثارت تساؤلات حول الأساليب التي يتبعها الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط.

وبدأ مركب الصيد رحلته من ليبيا. وبحسب مقابلات مع العشرات من الناجين وأقارب الضحايا ومحامين فإنه لم يكتمل أي تحقيق مستقل حول دور خفر السواحل فضلا عن محاسبة أي شخص بعد مرور عام على الكارثة. وينتظر الأقارب معلومات عن مصير أحبائهم. وامتنع خفر السواحل عن التعليق.

كريستوس ستيليانيدس: علينا أن نتحلى بالصبر والمحاكم ستكتشف ما حدث في الوقت المناسب
كريستوس ستيليانيدس: علينا أن نتحلى بالصبر والمحاكم ستكتشف ما حدث في الوقت المناسب

وقال وزير الشؤون البحرية اليوناني كريستوس ستيليانيدس إن المحاكم ستكتشف ما حدث في الوقت المناسب. وأضاف لرويترز “علينا أن نتحلى بالصبر”. وهناك خلافات حول سبب غرق السفينة، إذ يقول ناجون إن السلطات تسببت في انقلاب السفينة عندما حاولت قطرها بينما تقول السلطات إن السفينة رفضت المساعدة.

وفي تقرير صدر بعد أسبوع واحد من الواقعة خلص خبيران عينهما خفر السواحل إلى أن من المرجح أن تكون حركة المهاجرين على متن المركب هي سبب انقلابه. ويقول شهود إن الاستنتاجات النهائية ستساعد على ضمان عدم تكرار مثل هذه الكارثة.

وكان خفر السواحل اليوناني على علم بوجود سفينة المهاجرين في صباح يوم 13 يونيو، وراقبها عبر الجو. وأرسلت السفينة نداءات استغاثة لكن قارب خفر السواحل لم يصل حتى الساعة 11 مساء (بالتوقيت المحلي)، وغرقت السفينة بعد ذلك بثلاث ساعات.

وكان الوضع على السفينة صعبا مع نفاد المؤن. وكان شلبي نائما في الطابق السفلي للسفينة واستيقظ على الصراخ عندما بدأت السفينة تغوص في الماء. وعندما سبح إلى السطح وجده ممتلئا بجثث طافية. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 700 شخص كانوا على متن السفينة، نجا منهم نحو 104 أشخاص وتم انتشال 82 جثة ومازال الباقون في عداد المفقودين. ولم تُجد محاولات البحث عن ناجين نفعا.

وحمّلت السلطات اليونانية تسعة مصريين كانوا على السفينة مسؤولية الحادث على مدى عدة أشهر حتى أطلقت سراحهم الشهر الماضي عندما رفضت محكمة يونانية الدعوى. وقال خبراء قانونيون إن من المرجح أن تركز التحقيقات في الوقت الراهن على خفر السواحل.

وقال محامون ومصادر حكومية لرويترز إن محكمة بحرية محلية فتحت تحقيقا العام الماضي لكنه مازال في مرحلة أولية. وفي نوفمبر الماضي فتح أمين المظالم اليوناني أندرياس بوتاكيس تحقيقا من جانبه بعدما رفض خفر السواحل مطالبته مرتين بإجراء تحقيق داخلي. ومازال التحقيق مستمرا.

وقالت إليني سباثانا، وهي محامية تمثل العشرات من الناجين الذين رفعوا دعوى قضائية ضد السلطات اليونانية في سبتمبر زاعمين أن خفر السواحل هو المتسبب في وقوع الكارثة، إن الأسئلة الأساسية حول "التقصير والأفعال الإجرامية" للسلطات اليونانية مازالت بلا إجابات.

12