تحذير من استخدام الساعات الذكية لقياس سكر الدم

واشنطن - حذرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية المستهلكين من استخدام الساعات الذكية أو الخواتم الذكية التي تدّعي أنها تقيس مستويات السكر في الدم دون ثقب الجلد، وذلك بغض النظر عن الشركة المصنعة أو العلامة التجارية.
وقالت الإدارة إنها تعمل على ضمان عدم قيام المصنعين والموزعين والبائعين بتسويق أدوات غير مصرح بها بشكل غير قانوني تدّعي أنها تقيس مستويات السكر في الدم.
ولفتت إلى أن هذه الأجهزة تختلف عن تطبيقات الساعات الذكية التي تعرض بيانات من أجهزة قياس نسبة الغلوكوز في الدم والمعتمدة من إدارة الغذاء والدواء والتي تثقب الجلد.
وذكرت أنها لم تسمح أو تجِز أو توافق على أي ساعة ذكية أو خاتم ذكي مخصصين لقياس أو تقدير الغلوكوز في الدم بمفردهما، كما أنها لم تقم بتقييم سلامتهما أو فاعليتهما. وأكدت الإدارة أن القراءات غير الدقيقة لمستوى السكر في الدم يمكن أن تؤدي إلى أخطاء في التعامل مع المرض، بما في ذلك تناول جرعة غير مناسبة من الأنسولين أو الأدوية الأخرى التي تخفض مستويات السكر بسرعة.
وكانت شركة أبل الأميركية قد أدمجت تقنية في الساعات تتيح لمرضى السكري مراقبة سكر الدم.
وتسمح التقنية الجديدة بقياس مستويات سكر الدم دون الحاجة إلى سحب دم أو اختراق الجلد أو التسبب في ألم، ما اعتبره الخبراء خطوة سباقة في علاج مرض السكري والتنبؤ به.
ويحتاج مريض السكري بنوعيه إلى أجهزة قياس يدوية تسحب عينة دم من الإصبع من خلال حقن إبرة لسحب قطرة الدم ووضعها على شريحة فحص، أو تراقب سكر الدم باستمرار من خلال وضع مستشعر تحت الجلد يقوم بمراقبة سكر الدم 24 ساعة في اليوم.
القراءات غير الدقيقة لمستوى السكر في الدم يمكن أن تؤدي إلى أخطاء في التعامل مع المرض، وتسبب مضاعفات للمريض
وتتسبب أجهزة المراقبة التقليدية في إزعاج كبير للمرضى، ما يجعل التقنية الجديدة ذات فائدة كبيرة لراحة المرضى والسماح للأطباء بمراقبة مرضاهم عن بعد والوصول إليهم في المناطق النائية، فضلا عن مساعدة الرياضيين على مراقبة استهلاكهم للكربوهيدرات خلال السباقات الطويلة.
وابتكر الباحثون حديثا طريقتين لقياس مؤشرات الصحة من خلال مراقبة سوائل الجسم؛ مثل البول والدموع، كما فعلت شركة غوغل مؤخرا أثناء تطوير عدسات لاصقة ذكية، وتضمنت الطريقة الأخرى تسليط ضوء على الجسم ودراسة انعكاسه عليه، وتُستخدم حاليا في قياس نبض القلب ومستوى أوكسجين الدم.
وفي حين يتألف ضوء القياس من أشعة خضراء وحمراء، فإن مراقبة سكر الدم تكون بأشعة تحت الحمراء مسلطة على السوائل الموجودة بين الخلايا التي تنقل المغذيات والفضلات، لتقيس خوارزميات خاصة بمستوى السكر من كمية الضوء المنعكسة.
وقال ديفيد كلونوف، المدير الطبي لمعهد أبحاث السكري في ولاية كاليفورنيا الأميركية، “تكون الأشعة الضوئية المنعكسة عادة ضعيفة، ما يمنع قياس سكر الدم بدقة، ويقف عائقا في طريق تطوير تقنية قياس سكر الدم”.
وتحتاج التقنية إلى التمييز بين حرارة الجسم والماء الموجود بين الخلايا وتأثيرها على قياس سكر الدم، ما دفع الباحثين إلى جمع كمية أكبر من البيانات باستخدام أطوال مختلفة للأشعة الضوئية، ترصدها مستشعرات صغيرة وفعالة.
واعتمد الباحثون على مساعدة الذكاء الاصطناعي في بناء خوارزميات ذكية لقياس مستوى سكر الدم.
ويعمل الباحثون حاليًا على اختبار دقة التقنية وأمانها وفاعليتها، وتحتاج التقنية إلى حل بعض المشكلات التقنية والتنظيمية المتعلقة بقياس غلوكوز الدم.