تحديد طفرة جينية تبطئ تقدم سرطان الثدي

اعتماد الخزعة السائلة ثم التغيير السريع في العلاج يمكن أن تكون بمثابة نموذج للإستراتيجيات العلاجية المستقبلية.
السبت 2022/10/01
الخلايا السرطانية تتطور بمرور الوقت

باريس - أظهرت دراسة نُشرت نتائجها الجمعة أن في الإمكان إبطاء تقدم بعض أنواع سرطانات الثدي من خلال تحديد طفرة جينية في قلب الأورام في الوقت المناسب، ثم تكييف العلاج وفقًا لذلك.

وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة “لانست أونكولوجي”، إحدى المجلات الرئيسية في علم الأورام، وهي الدراسة الأولى التي تظهر فائدة سريرية كبيرة بعد استهداف طفرة “بي إي آس أر1” في وقت مبكر، بحسب معدي الدراسة.

ولدى المصابات بسرطان الثدي تتطور الخلايا السرطانية بمرور الوقت، واعتمادا على طفرات معينة يمكن أن تصبح مقاومةً للعلاجات المستخدمة.

وأجرى معدو الدراسة، التي قادها عالم الأورام فرنسوا كليمان بيدار وأقيمت في العشرات من المستشفيات الفرنسية، تقويما لمعرفة أهمية تحديد طفرة “بي إي آس أر1” في الوقت المناسب والتصرف وفق المقتضى.

ولتحديد هذه الطفرة استخدم الباحثون تقنية واعدة في السنوات الأخيرة في عالم الأورام، وهي “الخزعة السائلة”.

ويهدف ذلك إلى دراسة محتويات الأورام دون الحاجة إلى أخذ أنسجة من الثدي نفسه، كما هي الحال في الخزعة التقليدية، وهي عملية تطفلية مزعجة.

ويتطلب الأمر وفق المنهجية الجديدة سحب عينة دم بسيطة. ويحتوي دم المرضى، في الواقع، على جزء صغير من الحمض النووي الذي يأتي من الخلايا السرطانية وباتت عملية عزله وتحليله تتسم بسهولة أكبر.

ولدى المريضات اللواتي يحملن هذه الطفرة تم تشكيل مجموعتين من حوالي 80 مريضة. واستمر أعضاء إحداهما في تلقي العلاج الأصلي، فيما تحول أعضاء المجموعة الثانية إلى عقار آخر يحمل اسم “فلوفستران”.

وفي المجموعة الثانية تم إيقاف تطور السرطان لفترة أطول من المعدل تصل إلى عدة أشهر.

وبعيدا عن طفرة “بي إي آس أر1” الفردية يعتقد معدو الدراسة أن الإستراتيجية المستخدمة -أي اعتماد الخزعة السائلة، ثم التغيير السريع في العلاج- يمكن أن تكون بمثابة نموذج للإستراتيجيات العلاجية المستقبلية.

ومع ذلك مازالت الدراسة تظهر محدودية في العديد من المواضع؛ أولاً، لا يقوّم هذا التغيير في العلاج ما إذا كان يؤدي في النهاية إلى تحسين فرص المريضات في الحياة.

إلى جانب ذلك ركزت الدراسة على نوع معين من سرطان الثدي، حيث يكون الورم متلقيًا للإستروجين. وهذا ما يسمح للعلاجات الهرمونية المستخدمة في هذه الدراسة بالعمل.

وهذا لا يشمل، على سبيل المثال، ما يسمى بالسرطانات “السلبية الثلاثية” التي تُعتبر الأكثر فتكاً لأن علاجها هو الأكثر تعقيدا.

17