تحديد الآليات المسؤولة عن الأرق يساعد في تطوير أدوية أفضل

العلاجات المتوفرة حالياً يمكن أن تؤدي إلى صعوبات إدراكية أو انتكاسات.
السبت 2022/02/26
أكثر من نصف الأشخاص المتقدمين في العمر يشتكون من نوعية نومهم

واشنطن - حلل باحثون أميركيون أسباب ازدياد معدلات الأرق مع التقدّم في العمر من خلال دراسة الدوائر العصبية المرتبطة بالنوم واليقظة لدى الفئران، ما قد يسهم في تطوير علاجات أفضل لحل هذه المشكلة لدى البشر.

وقال الأستاذ في جامعة ستانفورد لويس دي لاسيا المشارك في إعداد الدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة “ساينس” إنّ “أكثر من نصف الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 65 عاماً يشتكون من نوعية نومهم”.

وترتبط قلة النوم بزيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة القلبية والسكري والاكتئاب. ويُعالَج الأرق عبر تناول حبوب منومة لا تكون دائماً فعالة.

وركّز دي لاسيا وزملاؤه في بحثهم على الأوركسين، وهي نواقل عصبية تتكوّن في جزء صغير من الخلايا العصبية في الدماغ، ودرسوا نحو خمسين ألف ناقل من مليارات عدّة.

وعام 1998 اكتشف دي لاسيا وعلماء آخرون أنّ الأوركسين تنقل إشارات تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على اليقظة.

وأظهرت دراسات أنّ تدهور الأوركسين يمكن أن يؤدي إلى النوم القهري (النوم لفترات زائدة والنعاس اللاإرادي) لدى البشر والكلاب والفئران.

واختار الباحثون فئرانا صغيرة (تتراوح أعمارها بين ثلاثة وخمسة أشهر) وكبيرة (تبلغ بين 18 و22 شهراً) واستخدموا الضوء لتحفيز خلايا عصبية معينة لديها.

Thumbnail

أما النتيجة فأتت في فقدان الفئران الأكبر سناً نحو 38 في المئة من الأوركسين مقارنة بالفئران الصغيرة، فيما كانت النسبة المتبقية تُفرز بسهولة أكبر.

وأوضح دي لاسيا أنّ “الخلايا العصبية تميل إلى أن تكون أكثر نشاطاً وتعمل بشكل أكبر، وفي حال كانت خلاياكم كذلك فتستيقظون كثيراً”.

وأشار باحثان من معهد فلوراي لعلم الأعصاب والصحة العقلية في أستراليا في مقال منفصل نُشرته أيضا مجلة “ساينس” تعليقا على نتائج الدراسة، إلى أنّ تحديد الآليات المسؤولة عن قلة النوم يمكن أن يساعد في تطوير أدوية أفضل.

وقال الباحثان إنّ العلاجات المتوفرة حالياً “يمكن أن تؤدي إلى صعوبات إدراكية أو انتكاسات”، وقد تأتي أدوية تعمل على أهداف أكثر تحديداً بنتائج أفضل.

ولفت دي لاسيا إلى ضرورة القيام بتجارب سريرية، لكنّ الأدوية المضادة للصرع يمكن أن تكون واعدة في هذا السياق.

17