تحالف الطائرات المسيّرة بين إيران وروسيا يزداد قوة

طهران - قال مسؤولون إيرانيون إن طهران وعدت روسيا بتزويدها بصواريخ أرض – أرض، بالإضافة إلى المزيد من الطائرات المسيّرة، في خطوة أثارت غضب الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى التي تدعم أوكرانيا في الحرب.
ومن شأن هذه الأسلحة أن تعطي دفعة كبيرة لآلة الحرب الروسية المتعثرة في أوكرانيا، لكن حكام إيران من رجال الدين يواجهون ضغوطا دولية متزايدة بشأن تحالفهم العسكري مع موسكو.
وفرضت القوى الغربية الخميس المزيد من العقوبات على إيران. وقال ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي إن حكومات الاتحاد الأوروبي وافقت مبدئيا على فرض عقوبات على ثمانية أفراد وكيانات، بسبب استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع في الضربات الروسية على أوكرانيا.
ويحرص الحكام الدينيون في الجمهورية الإسلامية على تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع روسيا في مواجهة تكتل عربي – إسرائيلي ناشئ مدعوم من الولايات المتحدة، يمكن أن يحول ميزان القوى في الشرق الأوسط بعيدا عن إيران.
طهران تراهن على أنها وبدعم من روسيا يمكن أن تضغط على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي
وبتشجيع من ارتفاع أسعار النفط منذ بدء حرب أوكرانيا، تراهن إيران على أنها، وبدعم من روسيا، يمكن أن تضغط على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
ويعد تشكيل طهران تحالفا حقيقيا مع قوة عظمى تشاركها عداء الغرب دون أن تخشى أن يوصلها ذلك إلى ساحة المعركة، خطوة إستراتيجية تهدف إلى إظهار أن إيران ليست معزولة.
وأطلقت روسيا العشرات من طائرات “كاميكازي” المسيّرة على أوكرانيا الاثنين، إذ أصابت البنية التحتية للطاقة وأودت بحياة خمسة في العاصمة كييف. وأطلق الأوكرانيون عليها لقب “الدراجات البخارية” بسبب الضوضاء التي تحدثها محركاتها أثناء تحليقها.
وتقول أوكرانيا إنها طائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز شاهد – 136، وهي ذخائر تتوجه نحو هدفها قبل أن تسقط سريعا وتنفجر عند الاصطدام. واتخذت كييف خطوات الثلاثاء لقطع العلاقات مع إيران بسبب استخدام روسيا لهذه الطائرات المسيّرة.
وعملت إيران على تطوير صناعة أسلحة محلية ضخمة في مواجهة العقوبات وقرارات الحظر الدولية التي منعتها من استيراد الأسلحة، بما يشمل الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تعتبرها من العناصر الحيوية في منظومة حمايتها من عدوها اللدود إسرائيل، وكذلك من الولايات المتحدة التي لديها قوات منتشرة في عدة قواعد في المنطقة.
وفي السنوات القليلة الماضية، اعتمدت إيران والقوى الإقليمية التي تدعمها بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة في اليمن وسوريا والعراق، حيث بسطت نفوذها من خلال جماعات تعمل بالوكالة لصالحها.

وتقول الجمهورية الإسلامية إن طائراتها المسيّرة هي الأقوى في المنطقة. وبالإضافة إلى مهام المراقبة، يمكن استخدامها في الهجمات، إما بإسقاط الذخائر أو ما يسمى بطائرات “الكاميكازي” الانتحارية التي تصطدم بهدفها قبل أن تنفجر. وصممت إيران طائراتها الانتحارية لتقطع مسافات بعيدة، بحيث يمكنها ضرب مدينة تل أبيب الإسرائيلية.
وتقول إيران إن صواريخها الباليستية، التي يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، تشكل قوة ردع ورد مهمة على الولايات المتحدة وإسرائيل وأهداف إقليمية أخرى محتملة. وتنفي أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
ويعد برنامجها الصاروخي، الذي أنتج بالفعل نحو ألف صاروخ باليستي قصير ومتوسط المدى، أحد أكبر البرامج من نوعه في الشرق الأوسط.
وتملك إيران أيضا صواريخ كروز مثل كيه.إتش – 55، وهو صاروخ يطلق من الجو وقادر على حمل رأس نووي (يصل إلى ثلاثة آلاف كيلومتر)، بالإضافة إلى صاروخ متطور مضاد للسفن قادر على حمل رأس حربي يبلغ وزنه 1000 كجم.
وتخشى الولايات المتحدة أن تكنولوجيا الصواريخ الباليستية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها، يمكن أن تستخدم أيضا لإطلاق رؤوس حربية نووية. وتنفي طهران وجود مثل هذه الخطط لديها.
ومع تمركز قوات أميركية في قواعد في المنطقة، وفي ظل التفوق العسكري الإسرائيلي، كثفت إيران جهودها لإنتاج صواريخ وطائرات مسيّرة وتوفير إمدادات لوكلائها، على الرغم من العقوبات الأميركية المعوقة التي أضرت باقتصادها.
وتحسن العتاد الإيراني في سوريا واليمن في العقد الماضي. وصعّدت حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران هجماتها بالطائرات المسيّرة، إذ قصفت مطارات ومنشآت نفطية في السعودية، وهي من خصوم إيران الرئيسيين.