تجاهل فتح لمبادرة الفصائل الفلسطينية يُعدم فرص نجاحها

فصائل فلسطينية تعلن مبادرة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية في محاولة لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف، الذي أنهكت تبعاته الفلسطينيين.
الجمعة 2019/10/04
إنهاء الانقسام يتطلب إرادة فلسطينية حقيقية من جميع الفصائل

غزة - يتواصل في فلسطين الجدل الذي يحوم حول مبادرة 8 فصائل لتحقيق المصالحة، خاصة أن حركة فتح، المكون الأساسي في البلاد، لم يتفاعل بعد مع الملف المطروح بذهابها إلى طرح ملف الانتخابات التشريعية على طاولة المفاوضات مع حركة حماس.

وأعلنت 8 فصائل فلسطينية مبادرة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية في محاولة منها لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف، الذي أنهكت تبعاته الفلسطينيين، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، على مدار 12 عاما.

وتتكون المبادرة من 4 بنود، تؤكد ضرورة اعتبار اتفاقيات المصالحة السابقة مرجعية لإنهاء الانقسام، وتطالب بعقد اجتماع للجنة تفعيل منظمة التحرير، واعتبرت أن المرحلة الممتدة ما بين أكتوبر2019، ويوليو 2020، مرحلة انتقالية لتحقيق الوحدة.

وأكد البند الأخير في الرؤية ضرورة إجراء انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني منتصف عام 2020.

ولم يصدر رد رسمي من حركة “فتح” على المبادرة، لكن البعض من قادتها، من بينهم عزام الأحمد مسؤول ملف المصالح، قالوا في تصريحات صحافية منفصلة، إنها “غير ضرورية، وعلى حركة حماس تنفيذ اتفاقية المصالحة الأخيرة”، في إشارة إلى الاتفاقية الموقّعة عام 2017 في العاصمة المصرية.

ويقول الكاتب السياسي مصطفى إبراهيم إن من الواضح أن إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة ليس سهلا.

ويضيف إبراهيم “الانقسام يضرب عميقا في جذور الفلسطينيين فهو يمتد منذ نحو 12 عاما، وليس من السهل القضاء عليه بمثل هذه المبادرة التي ترتكز إلى الاتفاقيات السابقة التي لم تنجح أصلا في تحقيق المصالحة”.

ويتابع “حماس قبلت بالمبادرة ورحبت بها، إلا أن فتح ردت، وإن كان بشكل غير رسمي، بعدم قبول المبادرة، وهذا مؤشر مبدئي على فشلها”.

ويعتقد إبراهيم أن عدم امتلاك الفصائل الفلسطينية القوة والقدرة الكافية، للتأثير على حركتي “حماس” و”فتح”، وإلزامهما بتنفيذ المبادرة وإنهاء الانقسام، مؤشر آخر على أن فرص نجاح المبادرة تكاد تكون معدومة.

ويشدد على ضرورة أن تبذل الفصائل جهودا كبيرة لتحصل على ثقة الشعب الفلسطيني وتحشده إلى جانبها، لتتمكن من التحرك بشكل أكثر قوة وتنجح في تحقيق المصالحة الوطنية.

ويقول “دون توافق وطني حقيقي ودون إدراك أن القضية الفلسطينية تمر بتراجع خطير، وأن إسرائيل والولايات المتحدة يعملان على تصفية قضيتنا، ودون أن يكون هناك ضغط جماهيري، فإن المصالحة لن تنجح”.

ويؤكد ضرورة وجود “إرادة فلسطينية حقيقية من حماس وفتح وجميع المستويات السياسية لإنهاء الانقسام”.

ويرى الكاتب السياسي فايز أبوشمالة، أن مصير المبادرة سيكون مثل بقية اتفاقيات إنهاء الانقسام الموقعة سابقا، في إشارة إلى فشلها بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

2