تباين آراء المدرسين حول الاعتماد على التقنيات الرقمية

هل للتكنولوجيا تأثير إيجابي على الطلاب في التعلم وتجعل المناهج أكثر وضوحا؟
الأربعاء 2019/03/13
للتكنولوجيا مميزات وعيوب أيضا

برلين - أصبحت التكنولوجيا حاضرة بقوة في سياسات التعليم في عدد من الدول، لكن مازلت خطوات رقمنة التعليم بطيئة حيث تتباين الأراؤ بشأنها بين مؤيد يرى فيها محفزا للتلاميذ والطلاب ومتردد يخشى من تأثيراتها السلبية على قدراتهم .

وكشف استطلاع حديث للرأي تباينا في آراء مدرسي المدارس الثانوية في ألمانيا حول استخدام التقنيات الرقمية خلال الحصص الدراسية.

وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه الاتحاد الألماني لتكنولوجيا المعلومات (بيتكوم)، أن المدرسين في ألمانيا يرون مميزات واضحة وعيوبا واضحة أيضا لاستخدام التكنولوجيا الرقمية في المدارس. وبحسب الاستطلاع، يرى 88 بالمئة من المدرسين في ألمانيا أن التكنولوجيا الرقمية زادت من تحفيز الطلاب على التعلم، كما رأى 87 بالمئة منهم أنها جعلت مضمون المناهج أكثر وضوحا وتجسدا أمام الطلاب.

وذكر أكثر من 50 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع أن الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في المدارس يهيّئ الطلاب للحياة والعمل في العالم الرقمي.

ويقول الخبراء إن المهارات الرقمية مثل مهارات البرمجة مهمة أو مهمة للغاية بالنسبة للفرص اللاحقة في سوق العمل. في المقابل يرى 86 بالمئة من المدرسين أن التقنيات الرقمية لها تأثيرات سلبية على مهارات الكتابة للطلاب.

54 بالمئة يرغبون في استخدام التكنولوجيا على نحو أكبر في الحصص الدراسية

ويعتقد 77 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع أن هذه الوسائل تغري الطلاب لنسخ المعلومات من الإنترنت. وأعرب 46 بالمئة من المدرسين عن خشيتهم من أن تؤدي التكنولوجيا الرقمية إلى زيادة الرقابة على الحصص الدراسية.

وذكر 54 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع أنهم يرغبون في استخدام التكنولوجيا الرقمية على نحو أكبر في الحصص الدراسية، إلا أنهم لا يتمكنون من ذلك بسبب نقص الأجهزة (58 بالمئة) أو نقص الخطط التربوية (13 بالمئة) أو ضعف خبراتهم الرقمية (12 بالمئة)، بينما يخشى 36 بالمئة منهم تعطل التقنيات الرقمية خلال الحصص.

وقال المدير التنفيذي لاتحاد “بيتكوم”، بيرنهارد رولدر “معظم الطلاب متاحة لديهم فقط تجهيزات رقمية أساسية، لكن أجهزة مثل معدات العرض أو السبورات البيضاء أو الأجهزة اللوحية فإنها متاحة على نحو محدود أو في غرف مخصصة. ينبغي أن تكون هذه المعدات متاحة في كافة الفصول الدراسية”.

وبحسب الاستطلاع، يستخدم 3 بالمئة من المدرسين الأجهزة اللوحية خلال التدريس يوميا، بينما يستخدمها 14بالمئة على نحو دوري و19 بالمئة في حالات استثنائية.

ورغم جهود الحكومة الاتحادية في ألمانيا لرقمنة المدارس فإن التعليم الرقمي لا يصل إلى أغلب الألمان في المدارس إلا لفترة قصيرة للغاية. ويرى الكثير من الألمان أن المسؤولين سياسيا لا يهتمون على نحو كاف بالتعليم الرقمي. ويرى هؤلاء أن المعلمين غير مهيّئين جيدا لاستخدام وسائل تعليم وتعلم رقمية، كما أن التلميذات والتلاميذ غير متكونين بشكل كاف لهذه المتطلبات.

Thumbnail

وتجدر الإشارة إلى أن سياسة التعليم المدرسي في ألمانيا من اختصاص الولايات وليست من اختصاص الحكومة الاتحادية. وشمل الاستطلاع أكثر من 500 مدرس ومدرسة في مدارس ثانوية.

وسبق أن أعرب أغلب الألمان عن أمنيتهم في استطلاع للرأي نشر سابقا، في أن يكون للحكومة الاتحادية المزيد من الصلاحيات في صياغة السياسة التعليمية. وطالبت غالبية كبيرة من الألمان بوضع خطط دراسية موحدة على مستوى البلاد ومهام مماثلة في مرحلة الثانوية العامة.

ويثير التعليم الرقمي الجدل في ألمانيا على خلفية ما يعرف باسم الميثاق الرقمي للمدارس، منذ إعلان الحكومة الاتحادية عن منح الولايات 5 مليارات يورو تدفعها إلى حكومات الولايات لنشر الرقمنة في المدارس.

وسيتم استخدام المليارات الخمسة المقدمة من الحكومة الاتحادية للولايات في تزويد المدارس بشبكات محلية لاسلكية ومحتويات تعليمية رقمية وأجهزة كمبيوتر، فضلا عن استخدامها أيضا في دعم بناء الإسكان الاجتماعي وتوسيع نطاق السكك الحديدية الإقليمية.

وفي فبراير الماضي وافقت لجنة الوساطة المكونة من ممثلين عن البرلمان الألماني ومجلس الولايات على صياغات لتعديل القانون الأساسي لتمهيد الطريق أمام تمويل الحكومة الاتحادية لمشروع رقمنة المدارس في البلاد.

وتطلب هذا المشروع تعديلا في القانون الأساسي لتخفيف الحظر المفروض على تدخل الحكومة الاتحادية في الشؤون الخاصة بالسياسة التعليمية.

12