تاي تشي واليوغا تساعدان في خفض ضغط الدم

يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن تمارين تاي تشي واليوغا والتأمل والتنفس تساعد في خفض ضغط الدم للذين يعانون من هذه الحالة، مشيرين إلى أن معظم أساليب الاسترخاء لها تأثير مفيد على ضغط الدم على المدى القصير. كما أفادت الدراسات بأن رياضة تاي تشي يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان والتهاب المفاصل، وتقوي أبدانهم وتخفف لديهم الألم.
لندن - خلص بحث إلى أن أساليب الاسترخاء ربما تساعد في خفض ضغط الدم، على الأقل على المدى القصير.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي.أي ميديا) أن الخبراء خلصوا إلى أن تمارين تاي تشي واليوغا والتأمل والتنفس تساعد في خفض ضغط الدم للذين يعانون من هذه الحالة.
ويشار إلى أن أكثر من ربع البالغين في المملكة المتحدة، أي ما يعادل نحو 14.4 مليون شخص، يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وبالنسبة للبحث الجديد، قام فريق من جامعة إكستر وبريستول بفحص نتائج 54 دراسة موجودة بالفعل تتعلق بهذا الشأن.
وخلص الباحثون إلى أن على المدى القصير (ثلاثة أشهر أو أقل) يبدو أن معظم أساليب الاسترخاء لها تأثير مفيد على ضغط الدم.
واستمرت بضع دراسات في متابعة المرضى لأكثر من ثلاثة أشهر، ولكن يبدو أن تأثيرات أساليب الاسترخاء على ضغط الدم تتراجع مع مرور الوقت.
وكتب الفريق في دورية بي.أم.جي الطبية “نتائج دراستنا تشير إلى أن الكثير من أساليب الاسترخاء تظهر نتائج واعدة تجاه خفض ضغط الدم على المدى القصير، ولكن التأثيرات على المدى الطويل غير واضحة”.
تقنيات مثل التنفس العميق واليوغا والتأمل والاسترخاء العضلي التدريجي والموسيقى، ساعدت في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي على المدى القصير
وتوصلت دراسة علمية أجراها فريق طبي ضخم من عدة هيئات طبية في الصين إلى أن ممارسة لعبة “تاي تشي” القتالية لمدة عام تساعد في خفض ضغط الدم بشكل أفضل مقارنة بممارسة تدريبات رياضة الأيروبكس.
وجاء في تحليل جديد لأبحاث سابقة أن رياضة تاي تشي يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان والتهاب المفاصل، وتقوي أبدانهم وتخفف لديهم الألم.
كما ذكرت دراسة صغيرة أن رياضة تاي تشي ربما تكون علاجا تقليديا طبيعيا لتخفيف الألم لمن يعانون من التهاب المفاصل التنكسي للركبة (خشونة الركبة).
ورياضة تاي تشي هي فن قتالي صيني عمره قرون، يُعرف أيضا باسم ”ملاكمة الظل”. وهو يجمع بين التدريب البدني والدفاع عن النفس والتأمل، وفق ما قاله مركز الصحة بألمانيا.
وأوضح المركز أن تركيز رياضة تاي تشي ينصب على شد الجسم واليقظة الذهنية والتنفس، مشيرا إلى أن التدريب الحركي يتكون من سلسلة من التمارين البدنية الصينية التقليدية التي تتدفق بسلاسة مع بعضها البعض من أجل تحقيق الانسجام بين الجسد والنفس.
وبهذه الطريقة يتم تحفيز جميع العضلات والأوتار والمفاصل والعظام وتمديدها بطريقة لطيفة. وتؤدي الوضعية المستقيمة للظهر أثناء التمارين إلى إحداث تأثير تمدد في العمود الفقري، مما يعمل على تخفيف الضغط على الأقراص الفقرية. ويتأثر الجهاز العصبي أيضا بشكل إيجابي بوضعية الظهر اللطيفة.
وأشارت الدراسات إلى أن رياضة تاي تشي تحد من خطر السقوط لدى كبار السن بفضل قدرتها على تحسين التوازن لديهم.
وتمتاز هذه الرياضة أيضا بتأثير إيجابي على التهاب المفاصل التنكسي، الذي تتمثل أعراضه في خشونة الركبة والألم والتورم.
ممارسة لعبة "تاي تشي" القتالية لمدة عام تساعد في خفض ضغط الدم بشكل أفضل مقارنة بممارسة تدريبات رياضة الأيروبكس
كما تعد رياضة تاي تشي مفيدة لمرض الانسداد الرئوي المزمن (سي أو بي.دي) حيث إنها تعمل على تحسين وظائف الرئة.
وتعد مفيدة أيضا لمرضى الشلل الرعاش (الباركنسون) الذي يصيب الجهاز العصبي وتتمثل أعراضه في اضطرابات الحركة وارتعاش اليدين والتصلب وعدم استقرار وضعية الجسم، حيث تسهم الرياضة في تحسين التوازن والحركية.
وبالإضافة إلى ذلك، تسهم رياضة تاي تشي في تحسين الأداء المعرفي للمخ، مما يجعلها مفيدة أيضا لمرضى الخرف.
ومن ناحية أخرى، تتمتع الحركات البطيئة المتدفقة بتأثير مريح وتأملي، مما يساعد على الشعور بالاسترخاء والهدوء والراحة النفسية.
ويلجأ العديد من الأشخاص إلى تقنيات الاسترخاء كوسيلة لتحسين صحتهم الجسدية والنفسية، وسط اهتمام متزايد بدورها في التأثير على الحالات المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم.
وقد دفعت هذه الممارسات المتنوعة، التي تشمل اليوغا والتأمل والتنفس العميق، الباحثين إلى دراسة مدى فعاليتها من منظور علمي دقيق.
وأجرى الباحثون تحليلا منهجيا شمل 182 دراسة نُشرت حتى فبراير 2024. وركّزت 166 دراسة منها على المصابين بارتفاع ضغط الدم و16 دراسة على من يعانون من ارتفاع ضغط الدم الطفيف (مرحلة ما قبل الارتفاع).
وأظهرت النتائج أن تقنيات مثل التنفس العميق واليوغا والتأمل والاسترخاء العضلي التدريجي والموسيقى، ساعدت في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي على المدى القصير (حتى 3 أشهر)، إذ سُجّل انخفاض يتراوح بين 6 و10 مليمترات زئبق، بحسب نوع التقنية المستخدمة.
ورغم هذه النتائج الإيجابية على المدى القصير، لم يجد الباحثون أدلة قوية تدعم استمرار فعالية هذه الأساليب بعد مرور أكثر من 3 أشهر. فبين 3 إلى 12 شهرا، لم تكن الفروق الإحصائية معتبرة، وكان مستوى اليقين في النتائج منخفضا جدا.
أما على المدى الطويل (12 شهرا فأكثر)، فقد اقتصرت الأدلة على 3 دراسات فقط، وأظهرت نتائج محدودة لتقنية التدريب الذاتي، بينما لم تُسجّل فعالية واضحة للتقنيات الأخرى مثل الاسترخاء العضلي.
وأشار الباحثون إلى أن جودة الدراسات المشمولة متفاوتة، وأن خطر التحيز مرتفع في عدد منها، بالإضافة إلى نقص البيانات المتعلقة بالتكاليف ومعدلات الوفيات، أو الفوائد القلبية الوعائية طويلة الأمد.