تأجيل زيارة بايدن للسعودية إلى يوليو المقبل

واشنطن - كشفت شبكة "أن.بي.سي نيوز" الأميركية السبت أن "البيت الأبيض قرر تأجيل جولة الرئيس جو بايدن الشرق أوسطية المرتقبة، من الشهر الجاري إلى يوليو المقبل، بالإضافة إلى توسيعها لتشمل المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
ونقلت "أن.بي.سي نيوز" عن مصادر في الإدارة الأميركية (لم تسمّها) قولها إن "البيت الأبيض يخطط الآن لإعداد برنامج رحلة أوسع إلى الشرق الأوسط الشهر المقبل".
وقال مسؤول رفيع في الإدارة لشبكة "أن.بي.سي نيوز"، "نحن نعمل على رحلة إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي + 3".
وأضاف المسؤول "نعمل على تأكيد التواريخ. عندما يكون لدينا شيء نعلن عنه، فسنقوم بذلك".
وقال دبلوماسي أجنبي ومسؤولان أميركيان إن الرحلة التي كانت مقررة إلى إسرائيل، ومن ثم إلى السعودية، في أواخر يونيو الحالي تم تأجيلها إلى وقت لاحق من شهر يوليو.
ولم يتضح على الفور سبب تأجيل الرحلة. وقال الدبلوماسي الأجنبي والمسؤولان الأميركيان إنهم علموا الجمعة بخطط تأجيل سفر الرئيس بايدن. وأفاد المسؤولان الأميركيان بأن التواريخ غير محددة حتى الآن ويمكن أن تتغير مرة أخرى.
ورفض البيت الأبيض التعليق على مسار رحلة بايدن. ولم ترد السفارتان الإسرائيلية والسعودية في واشنطن على الفور على الاستفسارات مساء الجمعة.
إلى ذلك، كتب الصحافي بموقع "أكسيوس" الأميركي باراك رافيد على تويتر أن اثنين من المسؤولين الإسرائيليين رفيعي المستوى، أكدا تقرير شبكة "أن.بي.سي نيوز" بشأن تأجيل زيارة بايدن للشرق الأوسط.
وقال رافيد في تغريدته "إن المسؤولين الأميركيين أبلغوا إسرائيل مساء الجمعة بأنه من المحتمل تأجيل الزيارة إلى يوليو، بسبب الجدول الزمني والشعور بالحاجة إلى المزيد من الوقت للعمل على مضمونها".
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن لأول مرة الجمعة عن إمكانية زيارة المملكة العربية السعودية قريبا، واصفا خطوة المملكة بشأن زيادة إنتاج النفط ضمن تحالف أوبك+ بالإيجابية، لكنه غير متأكد بأنها كافية.
وتزامنت تصريحات بايدن مع تواتر التقارير الأميركية بشأن اعتزام الرئيس الأميركي الذهاب إلى الرياض، في سياق الجولة المقررة مسبقا إلى أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط نهاية الشهر الجاري، حيث من المرجح أن يلتقي خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال بايدن للصحافيين إنه ليست لديه خطط فورية للقيام بزيارة للسعودية، لكن في حالة وجود هذه الخطط فسيكون هدفها محاولة تعزيز آفاق السلام في الشرق الأوسط.
وكانت العلاقات الأميركية - السعودية قد تضررت بشكل كبير منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، ومن بين الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع غير المسبوق هو موقف الرئيس الأميركي من الأمير محمد بن سلمان الذي يعد الحاكم الفعلي للسعودية، حيث رفض بايدن أي تواصل معه على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، ووجه مرارا انتقادات لولي العهد السعودي الذي كان رد عليها في مارس الماضي بأنه لا يعيرها أي اهتمام.
ويسعى الرئيس الأميركي اليوم لإصلاح الضرر الحاصل مع الرياض في سياق حاجة إدارته الملحة إلى الدعم السعودي في خطط حصار روسيا، وأيضا لتخفيف الضغوط الاقتصادية التي يجابهها في الداخل، قبيل انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس، والتي لم يعد يفصل عنها سوى أشهر قليلة.
وقال بايدن في شرح أسباب احتمال قيامه بالزيارة "انظروا، لن أغير وجهة نظري في ما يتعلق بحقوق الإنسان، لكن بصفتي رئيسا للولايات المتحدة، فإن وظيفتي هي إحلال السلام إذا كان ذلك بإمكاني، وهذا ما سأحاول القيام به".
وأضاف "هناك احتمال أن ألتقي بالإسرائيليين و(قادة) بعض الدول العربية في ذلك الوقت، بما في ذلك، حسب توقعي، اشتمال السعودية في حالة ذهابي. لكن ليست لدي خطط في الوقت الحالي".
ويرى مراقبون أن حديث بايدن حول تمسكه بموقفه تجاه السعودية لا يساعد في جهود تحسين العلاقات، وأن الإشارات الضمنية التي أراد إرسالها ستجعل المملكة تتأنى في الذهاب بعيدا نحو انفراجة في العلاقات.
وتعززت احتمالات زيارة بايدن الخميس بعد موافقة أوبك+ على زيادة إنتاج النفط بمقدار 200 ألف برميل في يوليو وأغسطس المقبلين.
ورحب الرئيس الأميركي بإعلان منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بشأن زيادة الإنتاج، ولكنه قال إنه غير متأكد من أن ذلك يكفي.
وأضاف بايدن للصحافيين في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير "لقد اعترفوا بوجود نقص في النفط وأصدروا بيانا بشأن اعتزامهم زيادة الإنتاج. لا أعرف ما إذا كان هذا كافيا. أعلم أنه أمر إيجابي".
ويقول المراقبون إن تصريحات بايدن بشأن الخطوة الإيجابية نحو السعودية هي محاولة للنزول من الشجرة التي صعدها مع الرياض، والتمهيد للزيارة التي رغم أنه أبقى على هالة من الغموض بخصوصها، لكن الأقرب أنه سيقدم عليها في ظل إدراكه لأهمية تحسين علاقته مع الرياض في هذه الفترة الدولية الحرجة.
واتخذ البيت الأبيض خطوة نادرة بالاعتراف بالدور الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في تمديد وقف إطلاق النار باليمن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين "إن العاهل السعودي وولي عهده يستحقان الثناء على دورهما في تمديد الهدنة التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من نفس اليوم"، وأضافت أن "الهدنة لم تكن ممكنة دون انتهاج الدبلوماسية التعاونية من أطراف بالمنطقة. نقرّ بشكل خاص بقيادة الملك سلمان وولي عهده في المساعدة على تعزيز الهدنة".