تأثير محدود لهجمات البحر الأحمر على شحنات الغاز الطبيعي المسال

ارتفاع المخزونات في أوروبا وشمال آسيا يحد من الطلب ومن نمو الأسعار الفورية في النصف الأول من العام الجاري.
الأربعاء 2024/01/17
لا أزمة إمدادات على المدى المتوسط

لندن - قررت عدة شركات شحن وعدد قليل من ناقلات الغاز الطبيعي المسال تجنب المرور عبر الطريق التجاري الرئيسي بين الشرق والغرب في العالم، وذلك في أعقاب هجمات شنتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن تجارية في الطرف الجنوبي من البحر الأحمر. ويهاجم الحوثيون المدعومون من إيران منذ نوفمبر الماضي السفن في البحر الأحمر، فيما يقولون إنه محاولة لدعم الفلسطينيين في الحرب مع إسرائيل.

وأثارت الهجمات شبح موجة أخرى من تعطل التجارة الدولية في أعقاب الاضطرابات التي أحدثتها جائحة كورونا، ودفعت قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة إلى القيام بدوريات حراسة في المياه بالقرب من اليمن. وأوقفت شركة قطر للطاقة إرسال أربع شحنات للغاز الطبيعي المسال عبر البحر الأحمر بعد الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة إلى الحوثيين المسلحين في اليمن.

وقال مصدر لرويترز "إنها فترة توقف للحصول على المشورة الأمنية. إذا ظل المرور عبر البحر الأحمر غير آمن فسنمر عبر رأس الرجاء الصالح". وفي سوق النفط حولت ست ناقلات نفط جديدة على الأقل مسارها بعيدا عن جنوب البحر الأحمر مع تزايد الاضطرابات في هذا الممر الحيوي لإمدادات الطاقة.

وجعلت الهجمات الوصول إلى قناة السويس أمرا أكثر خطورة حيث يمر نحو 12 في المئة من حركة الشحن العالمية عبر القناة، ومر من خلالها ما يتراوح بين أربعة وثمانية في المئة من شحنات الغاز الطبيعي المسال في العالم خلال 2023.

ست ناقلات نفط جديدة على الأقل حولت مسارها بعيدا عن جنوب البحر الأحمر مع تزايد الاضطرابات في هذا الممر الحيوي لإمدادات الطاقة
◙ ست ناقلات نفط جديدة على الأقل حولت مسارها بعيدا عن جنوب البحر الأحمر مع تزايد الاضطرابات في هذا الممر الحيوي لإمدادات الطاقة

وفي العام نفسه اتجه نحو 16.3 مليون طن متري من الغاز المسال، أو ما يمثل 51 في المئة من شحنات الغاز العالمية، من المحيط الأطلسي شرقا عبر قناة السويس، بينما مر 15.7 مليون طن متري عبر القناة من حوض المحيط الهادي باتجاه الغرب.

وتعد قطر والولايات المتحدة وروسيا أنشط دول ترسل شحنات عبر قناة السويس. وتقدر ستاندرد أند بورز أن حجم الشحنات القطرية عبر القناة يبلغ 14.8 مليون طن، والأميركية 8.8 مليون طن، والروسية 3.7 مليون طن. وتتصدر قطر قائمة الدول النشطة في شحن البضائع المتجهة من الشرق إلى أوروبا، لكنها لا توفر سوى خمسة في المئة فقط من صافي واردات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

وقال روبرت سونجر، محلل الغاز الطبيعي المسال في شركة تحليل معلومات البيانات آي.سي.آي.إس، “في الواقع، قطر هي المصدر الوحيد في الاتجاه من الشرق إلى الغرب عبر قناة السويس. يمكنك حساب عدد الشحنات من عمان والإمارات إلى أوروبا هذا العام على أصابع اليد الواحدة”. ومن الممكن أن يؤدي وجود طريق بديل إلى أوروبا عبر رأس الرجاء الصالح إلى زيادة أيام الرحلة القطرية 145 في المئة، أو 22 يوما إضافيا على أساس الرحلة ذهابا وإيابا.

وبالنسبة إلى الغاز الطبيعي المسال المتجه إلى آسيا، تأتي قطر في المقدمة تليها الولايات المتحدة التي استخدمت قناة السويس في الآونة الأخيرة كبديل عن قناة بنما. وتبلغ أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا حاليا 12.3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهي متوقفة حول هذا النطاق منذ بداية الهجمات.

ويؤدي ارتفاع المخزونات في أوروبا وشمال آسيا إلى الحد من الطلب، ومن المتوقع أن يحد من نمو الأسعار الفورية في النصف الأول من العام الجاري. ويعتقد المشاركون في السوق أن تجارة الغاز الطبيعي المسال من المرجح ألا تتأثر إلى حد بعيد وأن أي اضطراب لن يكون له تأثير كبير على المعروض في العالم. وتعتقد الأغلبية أن الشحنات الأميركية، إذا توجهت إلى الصين وآسيا، قد تشهد تأخيرا لفترة قصيرة فحسب إذا تغير مسار الشحنات.

وقال جيك هورسلين، كبير محللي الغاز الطبيعي المسال في شركة إنرجي أسبكتس، “إن المخاطر التي تواجه عبور الغاز الطبيعي المسال عبر قناة السويس تميل نحو إبقاء إمدادات المحيط الأطلسي موجهة إلى أوروبا أكثر من منع الإمدادات القطرية من الوصول إلى أوروبا".

وقال رئيس جمعية الغاز اليابانية تاكاهيرو هونجو في مؤتمر صحفي إنه على الرغم من وجود مخاطر "لا أعتقد أن أزمة إمدادات ستحدث فجأة في أي وقت قريب". وأضاف هونجو، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة شركة أوساكا للغاز، “نظرا إلى ازدحام قناة بنما لم يعد لدى شركات الغاز الطبيعي المسال سوى عدد قليل من الخيارات، بما في ذلك تبادل الإمدادات بين أوروبا وآسيا”.

 

اقرأ أيضا: 

الضربات الغربية لا تردع الحوثي وتزيد شعبيته على حساب الشرعية

7