بين حلفاء ومعارضين: اللاعبون الرئيسيون في الانتخابات التركية

تحالف الأحزاب المعارضة من المتوقع أن يحصل على دعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.
السبت 2023/05/13
منافسة محتدمة

أنقرة  - يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو في انتخابات محورية تضع 20 عاما قضاها في السلطة على المحك. وتتوقع استطلاعات الرأي تقدم قليجدار أوغلو على أردوغان في الجولة الأولى من التصويت. وإن لم يحصد أيّ مرشح نصف الأصوات في الجولة الأولى، فستجرى جولة إعادة يوم 28 مايو الجاري بين أكثر مرشحين حصولا على الأصوات.

ويعتبر حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية بزعامة أردوغان حزب الحركة القومية اليميني حليفه الرئيسي. ومن المتوقع أن يحصل تحالف المعارضة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري العلماني وخمسة أحزاب أخرى على دعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وهو دعم جعله يتفوق في بعض استطلاعات الرأي. والأكراد الذين كانوا يثقون في السابق بجهود أردوغان لإنهاء اضطهادهم الثقافي، يدعمون الآن حملة قليجدار أوغلو. وتبقّى في السباق ثلاثة مرشحين بعد انسحاب محرم إنجه الذي يمثل حزبا صغيرا.

أول هؤلاء المرشحين هو الرئيس أردوغان (69 عاما) الذي صعد إلى السلطة قبل 20 عاما بينما كانت تركيا تخرج من فترة خيّم عليها التضخم الجامح، ووعد بحكومة رشيدة تحل مكان الائتلاف المتهم بسوء الإدارة في ذلك الوقت. وفي أوج نجاح أردوغان تمتعت تركيا بازدهار اقتصادي طال مداه وارتفعت خلاله مستويات معيشة سكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

صلاح الدين دمرداش لا يزال واحدا من الشخصيات السياسية المهمة على الرغم من أنه يقبع في السجن منذ عام 2016
◙ صلاح الدين دمرداش لا يزال واحدا من الشخصيات السياسية المهمة على الرغم من أنه يقبع في السجن منذ عام 2016

وفاز أردوغان، الأكثر بقاء في السلطة بتركيا، في أكثر من عشر انتخابات، ونجا من محاولة انقلاب في عام 2016. ورسم مسارا للبلاد في إطار رؤيته لمجتمع متدين ومحافظ له كلمة على المستوى الإقليمي، حتى أن المنتقدين يقولون إنه استغل القضاء لقمع المعارضة.

وخلال الحملة الانتخابية يسعى أردوغان إلى استقطاب الناخبين بالترويج لمشروعات ضخمة في البنية التحتية والبناء واستعراض الإنجازات الصناعية في تركيا والتحذير من الفوضى في الإدارة الحكومية في حال فوز المعارضة.

واختار تحالف المعارضة الذي يضم ستة أحزاب كمال قليجدار أوغلو (74 عاما) في مارس ليكون مرشحه الرئاسي. ولم يتمكن قليجدار أوغلو، الذي بقي لفترة طويلة في الظل بسبب حضور أردوغان الطاغي على الساحة، من مجاراة نجاحات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية منذ أن تزعّم حزب الشعب الجمهوري المنتمي ليسار الوسط في عام 2010.

وحصل الموظف الحكومي السابق على مقعد في البرلمان في عام 2002 ضمن نواب حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك وكافح للوصول إلى قاعدة أكبر من قاعدة الحزب من العلمانيين، وهم المحافظون على وجه التحديد. ولجأ قليجدار أوغلو إلى لهجة لا تقصي أحدا سعيا إلى جذب الناخبين الذين خاب أملهم من تصريحات أردوغان وسوء إدارته الاقتصادية. وقدم وعودا بالازدهار الاقتصادي وباحترام أكبر لحقوق الإنسان وسيادة القانون.

أما المرشح الثالث للرئاسية فهو سنان أوغان (55 عاما) الذي لا يملك فرصة تذكر في الفوز. ودخل أوغان الأكاديمي السابق مؤسس مركز توركسام للأبحاث البرلمان في عام 2011 نائبا عن حزب الحركة القومية اليميني. وحاول الوصول إلى زعامة الحزب في عام 2015 لكنه لم ينجح في ذلك وتم فصله لاحقا من الحزب.

وفي ظل التنافس المحتدم على الرئاسية ينقسم السياسيون في تركيا إلى حلفاء لأردوغان ومعارضين له، ومن أشهر حلفائه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي (75 عاما) الذي ساعد أردوغان في الحفاظ على قبضته على السلطة بعد دعم مساعيه لتوسيع الصلاحيات التنفيذية للرئيس في استفتاء عام 2017.

وبدأ حزب الحركة القومية بزعامة بهجلي، الذي كان في السابق معارضا قويا لأردوغان، التعاون مع الرئيس وحزب العدالة والتنمية بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا عام 2016. وتشكل الكراهية لحزب العمال الكردستاني والموقف المناهض بشدة للأحزاب الموالية للأكراد جزءا أساسيا من نهج بهجلي.

في المقابل تبرز زعيمة الحزب الصالح ميرال أكشينار (66 عاما) كأحد أبرز المعارضين لأردوغان. وتقود وزيرة الداخلية السابقة ثاني أكبر حزب في تحالف المعارضة. وزاد حضورها في المشهد السياسي منذ عام 2016 عندما تم فصلها من حزب الحركة القومية بعد قيادة محاولة فاشلة للإطاحة ببهجلي. وتركز على استقطاب الناخبين المحافظين وأولئك الذين خاب أملهم في تحالف حزب الحركة القومية مع حزب العدالة والتنمية.

ولا يزال صلاح الدين دمرداش (49 عاما) زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد سابقا واحدا من الشخصيات السياسية المهمة على الرغم من أنه يقبع في السجن منذ عام 2016. ويواجه دمرداش عقوبة يحتمل أن تصل إلى السجن المؤبد في قضية اتُّهم فيها بالتحريض على احتجاجات عام 2014 التي أسفرت عن مقتل العشرات. وسيخوض حزب الشعوب الديمقراطي، الذي أعلن دعمه لقليجدار أوغلو، الانتخابات باسم حزب اليسار الأخضر للتحايل على حظره المحتمل قبيل الانتخابات.

◙ الأكراد الذين كانوا يثقون في السابق بجهود أردوغان لإنهاء اضطهادهم الثقافي، يدعمون الآن حملة قليجدار أوغلو

كما يبرز أيضا زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان (55 عاما) كأحد أهم المعارضين لأردوغان. وترك باباجان نائب رئيس الوزراء سابقا الذي كان حليفا مقربا لأردوغان ذات يوم، حزب العدالة والتنمية في عام 2019 بسبب خلافات حول توجهات الحزب. وأسس حزب الديمقراطية والتقدم (ديفا) وحث على إجراء إصلاحات لتعزيز سيادة القانون والديمقراطية. ويحظى السياسي الذي تولى منصب وزير الاقتصاد وكذلك حقيبة الخارجية سابقا بتقدير المستثمرين الأجانب.

ويبرز أيضا اسم زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو (64 عاما)، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق الذي انفصل عن حزب العدالة والتنمية عام 2019 وأسس حزب المستقبل. وفي العقد الأول لحزب العدالة والتنمية في السلطة، دافع داود أوغلو عن سياسة خارجية أقل صدامية رافعا شعار "صفر مشاكل مع الجيران"، وانتقد منذ ذلك الحين ما يصفه بأنه ميل إلى الاستبداد في ظل الرئاسة التنفيذية.

وبعد خمس سنوات من تولي السياسي المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو (52 عاما) لمنصب رئيس بلدية إحدى مناطق إسطنبول، لمع نجم رجل الأعمال السابق عام 2019 عندما تفوق على مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول. وصدر بحقه حكم بالسجن لأكثر من سنتين عام 2022 لإدانته بتهمة إهانة مسؤولين حكوميين، ويواجه المنع من العمل السياسي حال تأييد الحكم.

ويبرز كذلك اسم رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش (67 عاما) الذي فاز في انتخابات رئاسة بلدية أنقرة عام 2019 التي خاضها مرشحا لحزب الشعب الجمهوري ومدعوما من تحالف للمعارضة. وشغل قبل ذلك منصب رئيس البلدية في بلدة في أنقرة ممثلا لحزب الحركة القومية لعشرة أعوام حتى 2009. وترك حزب الحركة القومية وانضم إلى حزب الشعب الجمهوري في عام 2013.

7