بين الخرطوم ودارفور.. هكذا تتوزع القوات السودانية المتقاتلة

السودان - لا تزال الاشتباكات المسلحة مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في العاصمة الخرطوم وعدة مدن في دارفور (غرب) لفرض السيطرة على المواقع الإستراتيجية.
ورفضت الحكومة نشر أيّ قوات أجنبية على أراضيه، وأكدت أنها ستعتبرها “قوات معادية”، بينما لا يزال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يتبادلان اتهامات بارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل.
وعلى مدار أكثر من 80 يوما منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل الماضي، حدثت مستجدات لكل طرف في المعارك. إلا أن شكل المعارك لم يتغير حيث تتمركز قوات الدعم السريع في مواقع عديدة بالعاصمة الخرطوم وتهاجم مقرات الجيش، بينما يهاجمها الجيش في مناطق تجمعها بالطيران والأسلحة الثقيلة.
واضطر حتى الآن أكثر من ثلاثة ملايين نازح إلى مغادرة ديارهم بسبب النزاع في السودان إن من خلال النزوح داخل البلاد أو الفرار إلى خارجها، وفق تصريحات للمنظمة الدولية للهجرة الأربعاء.
وفي مدينة الخرطوم، يسيطر الجيش على مقر قيادته العامة (وسط الخرطوم) بعد معارك محتدمة مع قوات الدعم السريع. كما يسيطر على مقر سلاح المدرعات والذخيرة جنوبي الخرطوم. بينما لا يزال القصر الرئاسي وسط الخرطوم، ومطار الخرطوم الدولي، خاصة الناحية الشرقية منه، تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وحسب شهود عيان، فإن هناك نقصا في عدد أفراد الدعم السريع في شوارع الخرطوم، على عكس ما كان عليه الوضع في الأيام الأولى من القتال. ويعود ذلك، بحسب مراقبين، إلى أن قوات الدعم السريع استلمت مواقع عسكرية عديدة بعد تدمير عدد من معسكراتها ومقراتها بالخرطوم وأم درمان.
ومؤخرا استولت قوات الدعم السريع على عدد من المواقع العسكرية منها الإدارة الإستراتيجية (وسط الخرطوم)، والقيادة الجوية في حي العمارات، ومصنع اليرموك، إلى جانب مقر رئاسة الاحتياطي المركزي، التابع للشرطة، وجميعها تقع جنوبي العاصمة.
وتنتشر قوات الدعم السريع في أحياء الكلاكلة والأندلس والصحافة، جنوبي الخرطوم، وأحياء شرقي الخرطوم. وجميع هذه الأحياء مناطق اشتباكات مستمرة بين الطرفين. فيما يسيطر الجيش على القاعدة الجوية في جبل أولياء، جنوبي الخرطوم.
وفي مدينة أم درمان يسيطر الجيش على مقر سلاح المهندسين والسلاح الطبي، الذي يتواجد به الرئيس المعزول عمر البشير وبعض عناصر النظام السابق، بحسب مسؤولين حكوميين.
وتنتشر قوات الدعم السريع في شارع المَوردة، الذي يؤدي إلى السلاح الطبي من الناحية الشمالية، فيما يتمركز الجيش في حي العباسية، المجاور لحي المَوردة.
وفي مناطق أم درمان القديمة، تسيطر قوات الدعم السريع على مباني الإذاعة والتلفزيون، وتعرضت لهجمات عديدة من وحدات الجيش في هذه المنطقة. كما تركزت الاشتباكات بأطراف منطقة “وادي سيدنا” العسكرية شمالي أم درمان، حيث توجد وحدات ومعسكرات الجيش، وقاعدة وادي سيدنا الجوية.
وكذلك في مناطق صالحة، حيث معسكر الدعم السريع، جنوبي أم درمان، حيث يهاجم الجيش تجمعات الدعم السريع.
وفي مدينة بحري، ثالث مدن الخرطوم، تركزت الاشتباكات شمالي المدينة، حيث تتواجد قوات الدعم السريع، وهناك معسكر للجيش في منطقة الكدرو. أما في إقليم دارفور، فيضم خمس ولايات، شمال دارفور، وجنوب دارفور، وغرب دارفور، ووسط دارفور، وشرق دارفور وعاصمتها الضعين.
وتتوزع القوات المتقاتلة على أربعة مراكز. إذ شهدت الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلال الأسبوعين الماضيين، سرعان ما اتخذ القتال فيها شكلا قبليا، سقط على إثره المئات من القتلى والجرحى، ونزح عشرات الآلاف من المدينة.
وتتواجد في الجنينة، الفرقة 15 مشاة، ويتقاسم الجيش والدعم السريع السيطرة على المدينة. ويسيطر الجيش على المناطق الجنوبية بالمدينة، فيما يتنشر الدعم السريع شمالي وشرقي الجنينة.
وشهدت مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، قتالا بين الجيش والدعم السريع خلال الأيام الماضية. وتنتشر قوات الدعم السريع حول المدينة، فيما يشبه الحصار الكامل بينما تتمركز قوات الجيش في المناطق الشرقية من زالنجي.
أما في مدينة الفاشر، فيسيطر الجيش على معظم أنحاء الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بل ومركز إقليم دارفور بولاياته الخمس. حيث يحكم الجيش سيطرته على جميع المؤسسات الحكومية، ومقر حكومة الولاية، ومطار الفاشر وقاعدته الجوية، مع تواجد لقوات الدعم السريع في شرقي المدينة. وتقع قيادة الفرقة السادسة مشاه التابعة للجيش السوداني في الفاشر.
وفي 29 يونيو الماضي، أعلن حاكم ولاية شمال دارفور نمر محمد عبدالرحمن عن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال بين الأطراف المتصارعة بالولاية “من أجل السلام والاستقرار”.
وأدت الاشتباكات بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، إلى سقوط قتلى وجرحى في اشتباكات بين الجيش والدعم السريع خلال الأيام الماضية. وشهدت المدينة اشتباكات بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة مؤخرا. ويسيطر الجيش على المواقع الحيوية والمؤسسات الحكومية في نيالا، وتتواجد قيادة الفرقة 16 مشاة للجيش بالمدينة.