بينالي الشارقة يعزف موسيقى الجذور

الشارقة -  انطلق الأحد البرنامج الموسيقي لبينالي الشارقة 15، والذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون في الفترة من الثاني عشر من مارس إلى السابع والعشرين من مايو القادم، ويقدم سلسلة من العروض الموسيقية التي تعكس اهتمام المؤسسة والبينالي الدائم، بتعزيز وتقديم الثقافة الصوتية والموسيقية إقليميا ودوليا.

ويقام البرنامج في ثلاثة مواقع، وهي أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وقاعة أفريقيا، وقصر الثقافة، ويستضيف أمسيات موسيقية وغنائية وأدائية لستة من أبرز الفنانين والفرق العالمية، وهم عبدالله إبراهيم، وبوبكر تراوري، ونورة منت سيمالي، وتيناريوين، ويوسو ندور، وعزيزة إبراهيم، حيث تلتقي جميع هذه الأسماء البارزة لتقديم تنويعات من الأنماط الموسيقية والصوتية المتناغمة مع ثيمة البينالي “التاريخ حاضرا”، بوصفها تمثل تجارب راسخة في التقاليد والثقافات القديمة، إلا أنها في الوقت ذاته متداخلة مع أشكال موسيقية أحدث مثل الجاز والبلوز والروك والسول.

وقالت الشيخة حور القاسمي، رئيس المؤسسة ومديرة هذه الدورة من البينالي، “ثيمةَ البينالي لهذه الدورة ‘التاريخ حاضرا’ تتخذ دلالات أكثر عمقا واتساعا، لأنّ الشارقة استطاعت، وعبر مشروعها الذي حافظ على هويته الخاصة، أن تضع عينا على التاريخ، وعينا على الحاضر، دون أن تكفّ لحظة عن استشراف مستقبل مغاير”.

وأضافت “احتلت الموسيقى مكانة استثنائية في الشارقة والمنطقة عبر التاريخ، لذا سعينا إلى أن تكون جزءا أساسيا من برامجنا العامة على مدار السنوات السابقة، واليوم يحتضن بينالي الشارقة برنامجا موسيقيا فريدا يستضيف نخبة من الموسيقيين والفنانين الذين يقدمون صنوفا متنوعة من المقاربات الموسيقية التي تتوافق مع موضوعات البينالي، وتعكس رؤية المؤسسة المتمثلة في التفاعل مع الجمهور محليا وعالميا، من خلال أعمال فنانين متعددي التخصصات من جميع أرجاء الجنوب العالمي”.

وتأتي برامج البينالي بالشراكة مع عدد من المؤسسات التي تسهم عبر دعمها في ترسيخ وتعزيز المبادرات الثقافية والفنية في الإمارة، إذ يقام برنامج الموسيقى بدعم من بنك الشارقة والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.

وانطلقت عروض الأحد في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، بأمسية أحياها عازف البيانو والمؤلف الموسيقي الجنوب أفريقي عبدالله إبراهيم، الذي يعدّ واحدا من أبرز وأهم الموسيقيين العالميين.

أما ثانية الأمسيات فتقام يوم السابع عشر من مارس في قاعة أفريقيا في الشارقة، ويحييها الفنان بوبكر تراوري الأيقونة الموسيقية في مالي منذ الستينات، والذي يقدم مقطوعات تتيح للمستمع المضي في عوالم نمطه الغنائي الخاص، المستمد من أشكال عديدة مثل البلوز الأميركي والموسيقى العربية وموسيقى ماندي في غرب أفريقيا.

وتحيي الأمسية الثالثة الفنانة والشاعرة الغنائية الموريتانية نورة منت سيمالي التي تنحدر من عائلة موسيقية عريقة وتعتبر سفيرة الموسيقى الموريتانية في العالم، حيث يقام حفلها يوم الثامن عشر من مارس الجاري في قاعة أفريقيا، تليها أمسية لفرقة بلوز الصحراء “تيناريوين” المكونة من موسيقيين طوارق من منطقة الصحراء الكبرى في مالي، والحائزة على جائزة غرامي، إذ تقدم حفلها يوم الحادي والثلاثين من مارس في قصر الثقافة.

فيما تقام الأمسية الخامسة يوم السادس من أبريل القادم في قصر الثقافة، ويحييها الفنان يوسو ندور الحائز على جائزة غرامي، لمساهمته في تطوير أسلوب جديد من الموسيقى السنغالية الشعبية “مبالكس”.

ويقدم ندور خلال البينالي عمله الذي يعرض لأول مرة تحت عنوان “مشروع السلام”، والذي يتعاون فيه مع مؤدي الغناء الصوفي من السنغال، لإنتاج مشروع أدائي جديد يحاكي المشترك الإنساني وما يجمع بين البشر.

ويوسو ولد في أكتوبر عام 1959، بالعاصمة السنغالية داكار لأب ينتمي إلى قبيلة “السرير” عرقيا، وإلى الطريقة المريدية الصوفية دينيا، بينما كانت والدته تميل لطريقة صوفية أخرى هي التيجانية.

بدأت شهرة ندور عالميا عام 1994 عقب تقديمه أغنية بعنوان “7 ثوان” مع المطربة العالمية نينا شيري، وتوالت نجاحاته حتى وصفته مجلة “رولينج ستون” بصاحب “الصوت الأعذب والأشهر في العالم”.

ويختتم البرنامج يوم السابع والعشرين من مايو القادم في قاعة أفريقيا، مع ملكة موسيقى بلوز الصحراء عزيزة إبراهيم التي تتجلى في موسيقاها جذورها الصحراوية الغربية ومدينة برشلونة.

ويعد بينالي الشارقة منصة دولية للعرض والتجريب لفنانين من المنطقة وخارجها منذ عام 1993، وذلك من خلال تكليف وإنتاج وتقديم أعمال تركيبية عامة ضخمة، وعروض أداء، وأفلام لفنانين من جميع أنحاء العالم، مما جلب مجموعة واسعة من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية والمنتجين للمجتمعات في الشارقة والإمارات العربية المتحدة والمنطقة.