بيليه الألعاب الإلكترونية كوري جنوبي اسمه فاكر

دورتموند (ألمانيا) - لكل لعبة رياضية نجومها، ولكنْ قليلون هم الذين يقتربون من مكانة لي سانج هيوك “فاكر” في ساحة الألعاب الإلكترونية.

ويعجز الأشخاص الذين يريدون الإشادة ببراعة أداء هذا اللاعب في “دوري الأساطير” عن إيجاد الكلمات المناسبة لوصف مهاراته، ويضعونه في مصاف أبطال الرياضة العالميين مثل رونالدو وميسي وزيدان، بل ويمجدونه.

وأصبح فاكر (25 عاما) من أصحاب الملايين بفضل مهاراته في أداء مباريات دوري الأساطير الذي يضم ألعاب فيديو تنافسية تقام على شبكة الإنترنت، ويستمتع بها 115 مليون لاعب نشط في مختلف أنحاء العالم.

ويتمثل دور فاكر في أن يكون لاعب الوسط وهو محور أداء الفريق، ويقوم بالدور الأكثر صعوبة في المباراة لأنه يحتاج إلى مهارات معرفية في أداء اللعبة، وهذا اللاعب الكوري فاز بثلاث بطولات دولية حتى الآن، ودخل حاليا في العام الثامن من حياته المهنية.

وقال كرونيكل، وهو معلق لفريق دوري الأساطير الكوري، “فاكر هو اللاعب رقم واحد، ولا أعتقد أن هناك لاعبا آخر ينافسه على ذلك، وليس ثمة من يضارعه في الوقت الحالي”.

وعندما طلب منه أن يصف فاكر قال “إنه لأمر صعب، يشبه طلب وصف ما أهمية ديانة ما في البلاد، أليس كذلك؟ ولعلك تسارع إلى إجراء مقارنات بينه وبين أبطال رياضات أخرى في العالم في الوقت الحالي، مثل ليونيل ميسي أو روجر فيدرير أو رافاييل نادال”.

وبدأ فاكر مشواره المهني في عام 2013 عندما كان يبلغ من العمر 16 عاما، ولم تكن له خبرة احترافية، ووقع عقدا للعب لصالح الفريق الثاني الذي يلعب في الدوري وترعاه شركة الاتصالات. وبالاشتراك مع زملائه أعضاء الفريق تم تحقيق ما فاق التوقعات؛ ففي نهاية الموسم ترشحوا إلى نهائيات كأس العالم وأصبحوا أبطال العالم في أول محاولة لهم.

ويقول كرونيكل “كون الكوريون ماهرين ليس مدهشا في الواقع، غير أن فاكر كان لاعبا جاء بمفرده وهزم أحد أعظم اللاعبين الكوريين في قلب الوسط وقتذاك ويدعى أمبيشن في أول مباراة يلعبها، ثم تحرك لكي يسحق لاعبي العالم”، ويضيف أن “ذلك في حد ذاته يعد أمرا مذهلا، غير أن الأعوام التالية كانت مهمة في تدعيم مكانة فاكر”.

وكان هناك لاعبون آخرون يبدون على نفس الدرجة من مهارة فاكر لمدة عام، ثم لم يعد يسمع بهم أحد، أما بالنسبة إلى فاكر فقد كان الوضع مجرد بداية.

ورغم أن فريقه خسر التأهل لبطولات العالم في العام التالي عاد فاكر ليتألق في العام الذي يليه بفريق تم تأسيسه ليكون هو محوره.

وفي عامي 2015 و2016 تحصل فريقه على بطولة العالم، وكسب فاكر أخيرا بشكل غير رسمي لقب أفضل لاعب في العالم.

وأوضح كرونيكل أن فاكر كان لاعبا استثنائيا “بسبب قدرته الهائلة على التركيز وسط دوره الصعب كلاعب محور”، وقال “تحتاج إلى المزيد من التركيز لكي تتعامل مع فاكر، لأنك إذا لم تلعب جيدا ضده فسوف تخسر”.

ثم جاءت سنوات لم يحدث فيها التوفيق وفقا للخطة المرسومة. ففي عام 2018 خسر فريقه مباريات الموسم الصيفي وكذلك بطولة كأس العالم.

واستطاع فاكر “بشكل فردي أن يقود فريقه إلى الفوز”، وفقا لما يقوله كرونيكل الذي يضيف أن “هذا كان من بين اللحظات التي اندهش فيها الناس وذهولوا”.

وتمكّن منافسون هذه الأيام من الاقتراب من فاكر، غير أن شهرته ظلت مدوية، وإذا سألت محترفين آخرين عن الشخص الذي يريدون أن يهزموه لكي يثبتوا ذواتهم فإنهم يقولون على الدوام فاكر، وفقا لتصريح كرونيكل.

وفي كوريا الجنوبية حقق فاكر النجومية لوقت طويل بشكل يتجاوز مشهد دوري الأساطير للألعاب الإلكترونية، بل إنه ظهر في إعلان مع لاعب كرة القدم الشهير هيونج مين سون.

ورغم أنه نجم في الألعاب الإلكترونية ليس من الواضح أي مسار يمكن أن تتخذه حياته المهنية، ذلك أنه يتعين على كل البالغين في كوريا الجنوبية أن يكملوا 18 شهرا في الخدمة العسكرية، قبل أن يصلوا إلى سن الثلاثين.

وتحدث استثناءات من هذه القاعدة لظروف استثنائية فقط.

ويقول كرونيكل إن فاكر قد يرحل عن المشهد هذا العام، ويضيف أنه أكبر لاعب وكل الخيارات متوفرة أمامه، بل إن فاكر ذاته بدأ يفكر في مرحلة ما بعد دوري الأساطير.

وقال في مقابلة مع الصحافي آشلي كانج “إنها (اللعبة) ليست كل شيء في حياتي، وإنما هي مجرد جزء منها، وعندما تنتهي حياتي المهنية كلاعب محترف في الألعاب الإلكترونية وتنفتح لي مرحلة جديدة سأقوم بإنجاز الأشياء التي أريد إنجازها”.

ولكنه يشعر بالثقة في الوقت الحالي، وقال في مقطع فيديو أذيع على القناة الخاصة به في منصة يوتيوب “لا أحد يعرف الشكل الذي سيكون عليه الموسم القادم، ولكني أعتقد أنه بإمكاني أن أكون أفضل لاعب مرة أخرى”.