بيرييلو يستعرض مع القوى المدنية السودانية جهود إنهاء الحرب

الخرطوم - بحث المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو، الأربعاء، مع قوى مدنية سودانية جهود إنهاء الحرب في البلاد والحالة الإنسانية الناتجة عنها، وذلك خلال لقائه بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وفد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"،
و"تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية"، التي يرأسها عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السابق، تضم أحزابا ومنظمات مدنية أبرزها، قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، تكونت بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتوحيد المدنيين بهدف إنهاء الأزمة.
وأفاد بيان صادر عن تنسيقية "تقدم" بأن اللقاء ناقش جهود إنهاء الحرب، والأخطار الوشيكة على "الحالة الإنسانية الناجمة عن الحرب".
كما تطرق لمباحثات الطرفين حول "خارطة الطريق الموضوعة لإنهاء الحرب وفق مبادئ رؤية التنسيقية"، وفق البيان.
وأضاف البيان "تطابقت أطروحات الجانبين حول أهمية توحيد المبادرات الدولية الرامية لإنهاء الصراع الدامي، فضلا عن ضرورة العمل لمشاركة القوى المدنية في مفاوضات إيقاف الحرب، وبناء عملية سياسية شاملة لا تستثني إلا المؤتمر الوطني (حزب الرئيس السابق عمر البشير) والحركة الإسلامية وواجهاتهما".
ومن جانبه، شدد المبعوث الأميركي، وفق البيان، على "دعم الولايات المتحدة للشعب السوداني والقوى المدنية التي تسعى لإنهاء الحرب".
ودعا "جميع الجهات المعنية إلى تعبئة الجهود لوقف الحرب فورا ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة، والانخراط في بناء عملية سياسية تؤدي إلى تأسيس حكم مدني ديمقراطي".
ويعمل قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي" حاليا على إعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي مشددا على ضرورة عودة الجيش لثكناته وأن يبقى دوره ضمن ما حدده الدستور، بينما يتمسك قائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان باستمرار الحرب وأدار ظهره لكل مبادرات الوساطة لوقف الحرب أو تسليم السلطة لإدارة مدنية.
وأسفرت محادثات بوساطة سعودية – أميركية بين الجيش والدعم السريع في مايو الماضي عن أول اتفاق عقد في جدة بينهما للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة حدثت في غضونها خروقات وتبادل للاتهامات بين طرفي النزاع.
ووافق مجلس الأمن الدولي الجمعة على القرار رقم 2724 الذي قدمته بريطانيا لوقف الأعمال القتالية في شهر رمضان، لكن آلية تنفيذ القرار مازالت غير واضحة. ومن أهم بنود القرار التزام مجلس الأمن بسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، والقلق من الحالة التي تجاوزت حقوق الإنسان بما في ذلك العنف الجنسي.
ويعد قرار مجلس الأمن هو الأول المتعلق بالأزمة الإنسانية والحرب في السودان، وأصدر من قبل ثلاثة بيانات صحفية بشأن الصراع لم تحدث تغييرا ملموسا فيه.
ورحبت قوات الدعم السريع بدعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان، ما يمثل دليلا على الرغبة في وقف الحرب واستثمار أي فرصة لتجنيب المدنيين ويلات الحرب وتسهيل حصولهم على المساعدات ووقف حركة النزوح الواسعة التي أنتجتها الحرب.
وعلى العكس من رغبة الدعم السريع في تجنيب السودانيين ويلات الحرب خلال شهر رمضان، قال مساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا الأحد "لا هدنة في رمضان إلا إذا نفذت الدعم السريع اتفاق جدة"، لافتا إلى أن الدولة ستتفاوض من أجل إيقاف الحرب عندما يلتزم "التمرد" بتنفيذ مخرجات جدة.
وواصل الجيش السوداني تصعيده العسكري في أكثر من محور مستغلا حالة كمون الدعم السريع في تعزيز قواته وتردده في استكمال السيطرة على المدن والمواقع الإستراتيجية، ليخسر الثلاثاء سيطرته على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان.
ويقع المقر في أم درمان المطلة على نهر النيل قبالة الخرطوم، وهي جزء من منطقة العاصمة الكبرى حيث بدأ الجيش في الفترة الأخيرة يستعيد بعض مواقعه عقب سلسلة من الهزائم.
ويعود سيطرة الجيش على مقر الإذاعة والتلفزيون إلى حصوله على دعم من جهات متعددة من بينها إيران وفق ما أشارت إليه تقارير إعلامية وتصريحات دبلوماسية مختلفة. وقبل أيام أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء تقارير عن شحنات أسلحة من إيران إلى الجيش السوداني.
وقال السفير الأميركي لدى السودان جون غودفري "هناك تقارير عن استئناف العلاقات بين السودان وإيران يمكن أن تشمل دعما ماديا إيرانيا للجيش السوداني، وهو أمر يشكّل مصدر قلق بالنسبة إلينا".
كما ذكرت وكالة "بلومبرغ نيوز" نقلا عن مسؤولين غربيين أن إيران تزود الجيش السوداني بأسلحة.
ولا يستبعد محللون حصول الجيش السوداني على دعم عسكري تركي، قد تكون من ضمنه مسيرات بيرقدار ذات الفاعلية الكبيرة ميدانيا، والتي كان لها دور في تغيير اتجاه المعارك في ليبيا وسوريا وأذربيجان.
وبدأ بيرييلو، جولة في أفريقيا والشرق الأوسط، من 11 إلى 23 مارس الجاري، تشمل كلا من كمبالا وأديس أبابا ونيروبي والقاهرة وجيبوتي والرياض وأبوظبي، وذلك من أجل توحيد الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في السودان.
وفي 26 فبراير الماضي، أعلنت الولايات المتحدة تعيين بيرييلو، مبعوثا خاصا جديدا للسودان، وذلك في إطار مساعي واشنطن لإنهاء الحرب التي دمرت أجزاء من البلاد، وأودت بحياة آلاف الأشخاص.
وتتواصل في السودان منذ 15 أبريل 2023، حرب بين الجيش و"الدعم السريع" شبه العسكرية، خلّفت نحو 13 ألفا و900 قتيل، وما يزيد على 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.