بيروت تعيد للصورة الفوتوغرافية مجدها المسروق من الموبايل

مركز مينا للصورة ينظم معرضا لأعمال الأميركي إرفينغ بن بعنوان "لا مكترث" احتفاء بأحد أبرز رموز التصوير عالميا.
السبت 2019/01/19
رد اعتبار لفن عريق

معرض للفنان الأميركي الراحل إرفينغ بن يدشّن في بيروت مركزا يعيد إلى التصوير الفوتوغرافي الاعتبار، ويفتح أمام كل مصور وباحث ومهتم بالصورة الفوتوغرافية فضاء لمناقشة وفهم مكونات وجماليات هذا النوع من التصوير.

بيروت - قرر مركز مينا للصورة، في وقت تخطف فيه الصورة المتحركة العين من كل ما هو ساكن، إعادة الاعتبار إلى التصوير الفوتوغرافي من خلال إيجاد فضاء جديد في بيروت لهذا الفن العريق.

والمركز الجديد، المقابل لميناء بيروت، هو منظمة غير ربحية تفتح أبوابها أمام كل مصور وباحث ومهتم بالصورة الفوتوغرافية ومناقشة وفهم مكوناتها وجمالياتها.

قالت الممثلة منال خضر مديرة المركز “يسعى المركز المقابل لميناء بيروت والذي يحمل اسمه، إلى توفير فرص جديدة لجمهور مهتم بعالم الصورة الفوتوغرافية ويتطلع إلى إشراك جمهور واسع من المتحمسين، وإلى اقتراح رؤية مغايرة لأولئك الذين حتى اليوم، يعتبرون الصورة الفوتوغرافية فنا قاصرا”. وأضافت “بعين من التاريخ وأخرى نحو المستقبل، يطمح المركز إلى أن يكون منصة تطرح الأسئلة وتفتح النقاش في مواجهة الحقائق والمسلمات”.

وفي احتفاء بأحد أبرز رموز التصوير عالميا ينظم المركز معرضا لأعمال الأميركي إرفينغ بن (1917-2009) بعنوان “لا مكترث” يضم أقساما مختلفة لأعماله.

وأوضحت خضر “من هنا اخترنا تدشين المركز بمعرض فريد للفنان العالمي إرفينغ بن الذي اقتنيت أعماله من قبل العديد من المجموعات العالمية والمتاحف الكبرى بما فيها المتروبوليتان ومتحف موما للفن الحديث في نيويورك ومعهد الفنون في شيكاغو والمعرض الوطني للفنون في واشنطن”.

ومعرض “لا مكترث” المستمر حتى 28 أبريل المقبل هو نسخة محدثة من معرض “صدى” الذي نظمته مؤسسة بينو التي تملك أكبر مجموعة لإرفينغ بن، في قصر غراتسي بالبندقية عام 2014.

الصور المعروضة في بيروت التقطت على مدى أربعة عقود
الصور المعروضة في بيروت التقطت على مدى أربعة عقود

وأكد ماتيو هوميري منسق المعرض والمؤرخ الفني المتخصص في فنون القرن العشرين وفن التصوير أن “أهمية إرفينغ بن تكمن في إضفاء الجمال على كل شيء وحتى الموت”.

ويعد بن من أهم مصوري مجلة “فوغ” التي عمل فيها أكثر من 60 عاما، قدم خلالها أكثر من 165 غلافا مبتكرا، أقرب إلى الرسم التجريدي التجريبي بشهادة محرري المجلة.

وأوضح هوميري أن “هذا المعرض ليس استعاديا، كما أنه لا يتبع تسلسلا زمنيا واضحا، بل يسعى إلى إبراز تطور أسلوب واهتمامات وتقنيات إرفينغ بن من خلال التركيز على ثيمات (أفكار) أساسية تناولها الفنان خلال مسيرته المهنية، منها: المهن الصغيرة، بورتريهات في الزاوية، طبيعة صامتة، يدا مايلز ديفيز، التفكيك، هياكل الجماجم، ومجتمعات عالمية، وهي عناوين اتبعناها في تقسيم المعرض ببيروت”.

وأضاف “هذا التنوع في حد ذاته يعتبر إرثا لا يقدر بثمن في عالم التصوير الفوتوغرافي”.

والصور المعروضة في بيروت التقطت على مدى أربعة عقود، ففي القسم الأول بعنوان “مهن صغيرة” يرى زائر المعرض صورا أنيقة تجريدية من زمن السحر لعمال الفحم والصرف الصحي وتجار السمك التقطها بن في 1950 و1951 بباريس ولندن ونيويورك في الاستوديو، وهي تحاكي أعمال المصور الفرنسي أوجين آتجيه.

ولطالما شغل المستقبل وعدم عيش الإنسان إلى الأبد صور إرفينغ بن، ففي قسم “الغرور/ تذكرة الموت” وقسم “تحلل” تحاكي صوره الموت وكل ما هو زائل ومتوتر وغير مرتب.

وأكد هوميري “منذ سنواته الأولى كفنان ناشئ كان بن يقظا تجاه الأشياء المهملة والبالية، تجاه كل ما هو متحلل قد رفض رتابة الحياة اليومية. فمجموعته “السجائر” التي بدأ العمل عليها في 1972 كانت أولى الأعمال التي خطط لطباعتها بتقنية الطباعة البلاتينية حصريا”. ففي هذه المجموعة يخلق بن توترا بين تأكيد الوجود الذي تخلقه عملية الطباعة البلاتينية وموضوع الصورة في حد ذاته الذي يطرح الزوال.

وتابع “نجاح بن التجاري في التصوير لم يحل دون خوض تجربته الفنية الشخصية، حيث استطاع في أعماله الشخصية متابعة كافة مراحل الإنتاج والطباعة، وأدّى به هذا الانخراط الوثيق إلى اكتشاف طرق أخرى، من بينها الطباعة البلاتينية البلاديوم”.

24