بيت لحم تستعد لعيد ميلاد المسيح بالهدايا والتحف الفنية

متاجر فلسطينية تسابق الزمن من أجل توفير أكبر قدر ممكن من التحف الفنية الدينية.
السبت 2022/11/26
أيقونات من الزيتونة المباركة

يعتبر موسم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح في بيت لحم فرصة ثمينة لتجار الهدايا والنزل حيث ينتظرونه كل سنة أملا في انتعاش تجارتهم وأعمالهم خاصة صانعي التحف والأيقونات الفنية التي يقبل عليها السياح المسيحيون.

بيت لحم (فلسطين) - يسابق الفني الفلسطيني عبد شوامرة (52 عاما) الزمن لصناعة أكبر قدر ممكن من التحف الفنية من أخشاب شجر الزيتون لبيعها للسياح المسيحيين الذين يقدمون للاحتفال بالعيد في مسقط رأس النبي عيسى عليه السلام.

ويقع المعمل في شارع مغارة الحليب الملاصق لكنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، حيث يكتظ في هذه الأيام بالسياح والحجاج الأجانب.

ويأمل أصحاب متاجر ومعامل فنية سياحية في بيت لحم أن يكون هذا العام جيدا بعد عامين من جائحة كورونا التي شلت الحركة السياحية في أقدس موقع ديني للمسيحيين.

وخلال الجائحة اقتصرت احتفالات أعياد الميلاد في بيت لحم على أعداد محدودة من الحضور.

وبيت لحم مدينة تاريخية تقع في جنوبي الضفة وتكتسب قدسيتها من وجود كنيسة المهد التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى بن مريم ولد في الموقع الذي قامت عليه.

ويقول شوامرة “يبدو أن هذا العام أفضل بكثير من العامين الماضيين، الحركة السياحة نشطة، ونعمل على توفير أكبر قدر ممكن من التحف الفنية الدينية. منذ بداية العام ونحن نحضر لهذا الموسم، إنه موسم الحصاد”.

ويعمل شوامرة منذ أن كان شابا في مهنته، والتي تربطه بها علاقة يقول إنه “كبر عليها”.

وتشتهر مدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح بصناعة التحف التراثية والدينية.

ويحج المسيحيون من كافة أرجاء العالم إلى مدينة بيت لحم أواخر ديسمبر من كل عام للاحتفال بعيد الميلاد، حيث يزورون كنيسة المهد التي أقيمت فوق مغارة، حيث يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران عليها السلام وضعت طفلها المسيح عيسى فيها.

ويحرص سياح المدينة المقدسة على اقتناء التحف المصنوعة من خشب الزيتون.

وفي الجوار متجر جورج جقمان الذي يقول إنه يمثل الجيل الخامس من عائلته في مهنة التحف الفنية المصنوعة من خشب الزيتون، والتي تخص كل ما هو متعلق بالتحف السياحية الدينية المسيحية.

وأضاف جقمان “الحركة السياحية في هذا العام نشطة، بيت لحم تعجّ بالسياح، نأمل أن يكون موسم خير بعد معاناة الإغلاق جراء جائحة كورونا”.
ولفت إلى أن قطاع السياحة أصيب بخسارة كبيرة جراء الإغلاق الذي فرض بسبب الجائحة.

وعن صناعة التحف يقول “تبدأ العملية منذ بداية العام من شراء خشب الزيتون وتجفيفه ومعالجته، ثم القص والنحت. السياح يقبلون على شراء تلك التحف لما تمثله من رمزية دينية سواء شجرة الزيتون أو الأرض المقدسة، لذلك يحرصون على اقتناء تلك التحف”.

ورغم الحركة النشطة للسياح إلا أن جقمان يشتكي من سيطرة الجانب الإسرائيلي على غالبية المجموعات السياحية، حيث يقول “نأمل ألا تنعكس حالة عدم الاستقرار السياسي الدولي على بيت لحم هذا العام وعلى الحركة السياحية”.

وتبدو الحركة السياحية في كنيسة المهد ومحيطها نشطة للغاية، ويمكن مشاهدة مجموعات سياحية من دول أوروبية وأفريقية وآسيوية ومن الولايات المتحدة.

وفي شارع مغارة الحليب تتفقد سائحة إسبانية تدعى تيريزا بعض القطع التراثية.

وقالت “أنا سعيدة جدا، هذه أول مرة أزور بيت لحم، مدينة جميلة، زرت فيها الأماكن الدينية، مغارة الميلاد وغيرها.. أدعو الجميع لزيارة بيت لحم”.

وبدأت بلدية بيت لحم في تجهيز شجرة عيد الميلاد، والتي تُنصب عادة في ساحة “المهد”، إيذانا ببدء الاحتفالات بالعيد.

وتبدأ الاحتفالات الرسمية بعيد الميلاد يوم الثالث من ديسمبر من كل عام بإنارة شجرة الميلاد.

وتكون ذروة الأعياد ليلة الرابع والعشرين ونهار الخامس والعشرين ديسمبر (حسب التقويم الغربي) حيث يقام قداس منتصف الليل، والذي يحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على حضوره برفقة عدد من المسؤولين المحليين والدوليين والآلاف من الحجاج المسيحيين.

كما تشهد المدينة احتفالا آخر بعيد الميلاد ليلة السادس ونهار السابع يناير من كل عام، وذلك بحسب التقويم المسيحي الشرقي.

20