بيت لحم.. ترتدي حلة عيد الميلاد

في كل موسم من احتفالات عيد الميلاد تتزين مدينة بيت لحم لهذه المناسبة التي يقبل عليها المسيحيون من مختلف دول العالم، وهي أيام تزدهر فيها السياحة وتنتعش فيها التجارة وهو ما يتوقعه التجار والعاملون بالقطاع السياحي.
بيت لحم (فلسطين) ـ ارتدت مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية الفلسطينية، حلتها ابتهاجا باحتفالات عيد الميلاد لهذا العام، وسط انتعاش السياحة بعد عامين من جائحة كورونا.
واصطف الآلاف من السياح أمام كنيسة المهد، والتي تعتبر أقدس موقع ديني مسيحي في العالم، فيما تواصل بلدية بيت لحم تزيين المدينة بنجمة الميلاد والأحبال المضيئة.
وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة للمسيحيين في العالم لأنها تضم كنيسة المهد التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر العام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.
ويعتقد أن كنيسة المهد هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريبا يعتقد أن القديس جيروم الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما العام 383 م بترجمة الإنجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس. ويحج المسيحيون من كافة أرجاء العالم إلى بيت لحم، أواخر ديسمبر من كل عام، احتفالا بعيد الميلاد.
بيت لحم تعتبر وجهة للمسيحيين في العالم لأنها تضم كنيسة المهد التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر فوق مغارة ولد فيها السيد المسيح
وعلى بعد أمتار قليلة من الكنيسة، تنتظر تماثيل للبابا يوحنا بولس الثاني وللبابا فرنسيس في واجهة محل للهدايا التذكارية، من يشتريها. وداخل المحل، يحتفل فكتور إبيفان تاباتش وهو يجلس وراء منضدة المتجر الصغير الذي يعج بالتماثيل والمجسمات الخشبية للمغارات.
وبالنسبة إليه، كما هو الحال بالنسبة إلى العديد من التجار حول ساحة المهد “نأمل أن يكون الموسم حافلا بالزبائن”، مشيرا إلى أن “احتفالات الكشافة بدأت تقرع الطبول وتطلق الأبواق في موكبهم إيذانا ببداية الاحتفال.. ونحن في انتظار الزبائن”.
في الخارج، تلتقط مرام سعيد صورة سيلفي عائلية أمام الشجرة الكبيرة المزينة بكرات حمراء وذهبية. وأكدت هذه المقدسية المسيحية أنها أيام فرح تنسينا المعاناة طيلة السنة الماضية وما قبلها”. وقال حنا حنانيا عمدة بلدية بيت لحم إن “المدينة أنهت استعدادها للاحتفال بعيد الميلاد هذا العام”.
وأضاف حنانيا، من مقر البلدية، “هذا العام سيكون مميزا، تم تزيين كافة شوارع المدينة وأزقتها القديمة.. إن الميلاد هو بداية جديدة تمتلئ بالفرح والرجاء والأمل بغد أفضل”.
وكشف عمدة المدينة أن بيت لحم تعج بالسياح والحجاج المسيحيين، مؤكدا أن بيت لحم مهد المسيح والأرض المقدسة أحوج ما تكون إلى السلام قائما على العدل ومحبة البشر والعيش بحرية وكرامة.
ويعمل في بيت لحم 70 فندقا تضم 4700 غرفة، فيما ينشط ما يزيد عن 33 ألف عامل فلسطيني في مجال السياحة في محافظات الضفة الغربية تتركز النسبة الأكبر منهم في بيت لحم بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
وفي ديسمبر 2021 أصيب القطاع السياحي في بيت لحم بخيبة أمل بعد أن ألغيت جميع الحجوزات في الفنادق بسبب تفشي وباء كورونا.
وبالكثير من التفاؤل تستعيد المدينة أجواء الفرح لتعوض ما فاتها العام الماضي.
وقال الأب عيسى ثلجية، كاهن رعية الروم الأرثوذكس، إن بيت لحم وكنيسة المهد تتألقان بحلتهما الجديدة استعدادا لاحتفالات عيد الميلاد.
وأعرب ثلجية عن أمله في أن “تكون هذه السنة مختلفة، وأن يعم السلام على الجميع”. وأشار إلى أن “كافة أنظار العالم المسيحي تتجه نحو بيت لحم في مثل هذا الوقت من كل عام، بصفتها أرض الميلاد”. وقال “ميلاد المسيح في بيت لحم، أعطاها طابعا خاصا”.
لكن ثلجية، لفت إلى أن الفلسطينيين؛ مسيحيين ومسلمين، يعيشون غصة بفعل تردي الأوضاع السياسية وتصاعد الاقتحامات.
وقال “نرفع أيدينا إلى الله، أن يعم السلام، ويُنهي الحروب والأوجاع والاضطهاد والقتل”.
وتستعد ردينة صليبا (67عاما) من مدينة “شفا عمرو” (شمال)، لزيارة الكنسية برفقة صديقاتها، وتقول “سنزور بيت لحم، المكان الأقدس لنا، صلينا وندعو الله أن ينفك الوباء وتعود بيت لحم كما السابق”.
وأشارت إلى أنها تزور بيت لحم لأول مرة منذ ثلاث سنوات، بينما كانت تأتيها في المناسبات الدينية من كل عام.
وتابعت صليبا “نحاول إنعاش السياحة الداخلية، بيت لحم تضررت بشكل كبير بسبب فرض الإغلاقات ومنع السياحة، لكن نأمل أن تعود كما السابق”. وبدأت احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم، السبت، بحفل إنارة شجرة الميلاد، والتي تتوسط ساحة المهد المقدسة في بيت لحم.
وتكون ذروة أعياد الميلاد ليلة 24 من نفس الشهر، (حسب التقويم الغربي)؛ حيث يقام قداس منتصف الليل، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية الفلسطينية، والوزراء من دول عربية وأجنبية، والآلاف من الحجاج. وتعد شجرة بيت لحم واحدة من أشهر وأجمل أشجار الميلاد في كل عام.