"بوكو حرام" المتشددة تتسبب في عمليات قتل وتشريد واسعة في نيجيريا

الأربعاء 2014/04/02
أعمال العنف تتصاعد في نيجيريا منذ بداية العام

لاغوس - أفاد تقرير لمنظمة العفو الدولية عن مقتل 1500 شخص شمال شرق نيجيريا خلال الربع الأول من العام الحالي، وحمَّلت المنظمة جماعة “بوكو حرام” والميلشيات المنفلتة التابعة لقوات الأمن النيجيرية المسؤولية عنها، معتبرة عمليات القتل التي جرت في المنطقة جرائم حرب ضد الإنسانية.

ومن جانبها تحدثت وكالة الإغاثة الطارئة النيجيرية “نيما” مؤخرا عن حصيلة تجاوزت ألف قتيل و250 ألف نازح خلال تلك الفترة.

وأوضح تقرير منظمة العفو، أن أكثر من نصف القتلى من المدنيين، مشيرا إلى أن الأطراف المتصارعة على الأرض تنتهك القانون الدولي.

وأضافت المنظمة أن أكثر من نصف عمليات القتل نفذها أفراد الجماعة الإسلامية “بوكو حرام”، بما في ذلك قتل العشرات من تلاميذ المدارس في هجمات متعمّدة، وقامت بتوثيق عمليات القتل في الأشهر الثلاثة من عام 2014 من قبل الجماعة المتشددة وقوات الأمن النيجيرية.

ودعت المنظمة الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن التابعة له والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" إلى “تقييم حالة الــصراع في شمال شرق نيجيريا على محمل السرعة، وتقديم الدعم الكامل والفعــّال لجهــود إنـــهاء أعمال العنــف ضد المدنيين، وإدانة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها جميع الأطــراف”.

بدوره طالب مدير برنامج أفريقيا في منظمة العفو الدولية “نبتسانت بيلاي”، بإجراء تحقيق مستقل وعاجل في أعمال العنف التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، داعيا المنظمات الدولية والأفريقية إلى المساعدة في معاقبة مرتكبي تلك الجرائم، قائلا :”إن مقتل أكثر من 1500 شخص في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي “يُعد مؤشرا مثيرا للقلق على تدهور الأوضاع في نيجيريا، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يواصل النظر في الاتجاه الآخر في مواجهة عمليات القتل خارج نطاق القضاء والهجمات على المدنيين وغيرها من الجرائم التي تُرتكب على نطاق واسع ضدهم”.

عمليات القتل التي جرت في نيجيريا تعد جرائم حرب ضد الإنسانية

واتهم بيلاي “بوكو حرام” بـ”شن فظائع مروعة خلقت مناخا من الخوف وانعدام الأمن”، مشدّدا على أن ممارساتها “لا يمكن أن تُستخدم لتبرير الرد الوحشي من قبل قوات الأمن النيجيرية”.

وقد تصاعدت أعمال العنف في نيجيريا منذ بداية العام مع هجوم على مدرسة داخلية في ولاية يوبي شمال شرق البلاد، ما أثار صدمة الراي العام في الداخل والخارج حيث قتل عشرات التلاميذ وهم نيام.

وتم على إثرها فرض حالة طوارئ في مايو الماضي في ثلاث ولايات شمال شرق البلاد، تلاها تدخل كبير للجيش الامر الذي أجبر المتشددين الاسلاميين على الانكفاء الى المناطق النائية حيث بات القرويون في الخطوط الامامية للهجمات.

وبحسب الوكالة الوطنية لإدارة الاوضاع الطارئة في نيجيريا، فان حوالي3,1 مليون شخص أي قرابة ثلث عدد سكان تلك المنطقة قد تأثروا بالأزمة التي طالت النساء والاطفال والمسنين على حد سواء. ولجأ حوالى 244 الف نازح لدى اصدقاء او لدى اقرباء بينما يعيش خمسة الاف اخرين في مراكز استقبال.

وفي حين يحتاج مليون شخص ونصف مليون لـ"مساعدة فورية"، فان المنطقة بحاجة "لزيادة سريعة وكبيرة" من المساعدات الانسانية مع توفير المياه خصوصا والغذاء والعلاج الطبي، بحسب الوكالة.

وتتعرض السلطات النيجيرية لانتقادات كثيرة لانها فشلت في وضع حد لحركة تمرد بوكو حرام التي اوقعت الاف القتلى في شمال البلاد منذ 2009.

لكن الجيش لا يزال متمسكا بخطاب واحد مؤكدا انه يدير الوضع ويقول ان تصعيد العنف في الاسابيع الاخيرة ليس سوى دليل على اندحار المجموعة المتطرفة التي تلعب كل اوراقها بسبب ضعفها.

وتعلن بوكو حرام انها تناضل في سبيل اقامة دولة اسلامية في شمال نيجيريا الذي تقطنه غالبية من المسلمين --في حين تقطن الجنوب غالبية من المسيحيين.

يشار إلى أن بوكو حرام معناها بلغة الهوسا المنتشرة بشمال نيجيريا المسلم "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة إسلامية نيجيرية مسلحة تدعي العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في ولايات نيجيريا المسلمة، وسميت هذه الجماعة بطالبان نيجيريا وأيضا أهل السنة والجماعة، وهي مجموعة مؤلفة خصوصا من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية "كاناما" بولاية "يوبي" شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.

7