بورنو الطعام.. التفنن في تصوير الأكل يجعله ألذ

بورنو الطعام Food Porn وهو مصطلح حديث النشأة يقصد به صور الطعام المنمقة التي تجتاح الإنترنت، ظاهرة شغلت العالم مؤخرا.
الاثنين 2017/09/04
نشوة الطعام

لندن- يتصدر هاشتاغ #foodporn (بورنو الطعام أو الطعام الإباحي) مواقع التواصل الاجتماعي العالمية وخاصة إنستغرام في المدة الأخيرة. وشارك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ضمن الهاشتاغ تجاربهم الشخصية في إعداد الطعام بشكل مثير لرغباتهم ويلبي احتياجاتهم الخاصة.

وحظي الهاشتاغ بأكثر من 122 مليون مشاركة من مختلف دول العالم وباهتمام كبير في أوروبا والولايات المتحدة، وبدرجة أقل في الدول العربية. كما أكدت الإحصائيات أن أغلب المشاركين فيه كانوا من النساء، سواء في أوروبا أو في الوطن العربي.

وزاد انتشار الهاشتاغ بعد قيام العديد من المطاعم باستخدام الفكرة للترويج لمنتجاتها وطعامها من خلال التدوين عن إثارة الطعام، والإبداع في تصوير منتجاتها بأشكال مختلفة ومتنوعة.

لكن عبارة foodporn التي تحتل مساحة واسعة من العالم الافتراضي حاليا ليست جديدة إطلاقاً، إذ تعود أصولها إلى كتاب “فوميل ديزاير” Female Desire لروزاليند كوارد. في هذا العمل الصادر عام 1984، تشير الصحافية والأكاديمية النسوية البريطانية بهاتين الكلمتين إلى صور أطباق مقدّمة بطريقة جذّابة وصحيحة، تجعل محتوى اللقطات يبدو مثيرا ويعطي انطباعا بأنّه “يمكن أن يحل محل الجنسّ”.

وطالبت كوارد في كتابها باستخدام ذلك الطعام المنظم، في عملية الإثارة الجنسية، كما طالبت بضرورة تنظيم السعرات الحرارية في الطعام للاستفادة منه وعدم الإضرار بالجسم على المدى البعيد. وتوضح كوارد في كتابها أنّ “الطبخ وتقديم المأكولات بشكل جميل وسيلة تعبير عن المودّة والرغبة في إمتاع الآخرين. بورنوغرافيا الطعام تخدم هذا المعنى”.

وعلى الرغم من ظهور الاهتمام بهذا المصطلح مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه ظهر عام 1998 في مقال أصدره مركز العلوم "Center for Science in the Public Interest" تحت عنوان "عادات صحيحة مقابل طعام إباحي، وتحدث خلاله متخصصين التغذية عن العادات الصحيحة في الطعام مقابل الدعاية التي تقوم بها الشركات في عالم الطعام وتشبه الأفلام الإباحية.

وفي بريطانيا ظهر المصطلح في التسعينات بسبب برنامج الطبخ الشهير "سيدتان سمينتان" "Two Fat Ladies"، وعقب العرض وصف المنتج ما يقدموه بأنه يشبه الوصول لحالة النشوة عبر الطعام.

وكشفت دراسة أميركية حديثة أنّ “التقاط صورة للأطعمة الدسمة قبل تناولها يجعلها ألذّ”. غير أنّ الأمر لم ينطبق على الأكل الصحي، إذ لم تظهر فوارق ملموسة بين تصويره وعدمه.

في المقابل، هناك رأي مغاير تماما. إذ أكدت صحيفة إندبندنت في مايو الماضي أنّ أساتذة تسويق في كلية ماريوت للإدارة في جامعة “بريغام يونغ” الأميركية أجروا دراسة توصّلوا في نهايتها إلى أنّ “تصوير الأطباق قد يسهم في التقليل من نسبة الاستمتاع بالطعام، إذ من المحتمل أن يؤثّر بدرجة كبيـرة على نسـبة الشبـع لدى الأفراد”.

ويعتبر بعض الأطباء والمعالجين النفسيين ظاهرة Food Porn نوعا من الإدمان. وقد ميز الدكتور في علم النفس دوغلاس كينريك بين ثلاث درجات من هذا الإدمان؛ أولى هذه الدرجات، هي درجة الإدمان الكلاسيكي، ويقصد به الاهتمام الزائد بصور الطعام، تليها درجة الهوس بالوصفات.

فبورنوغرافيا الطعام لا تقتصر على الجمالية البصرية، بل تقدم أيضا على شكل أطباق من الإغواء البلاغي، وفق تعبير كينريك، وهو إدمان يدفع الناس إلى شراء العشرات من كتب الطبخ، كأنه “إدمان الهيروين”، وفق ما يشبهه كيرنيك.

أما أعلى درجات الإدمان وأشدها، فيدعوها كيرنيك استراق النظر Voyeurism وهو مصطلح ينتمي إلى ميدان الإيروتيكا، ويقصد به القراءة عن تجارب أشخاص آخرين مع الطعام.

وفي مصر تدخل علماء أزهريون على الخط. ونقلت صحف محلية عن علي طه، مدير عام التفتيش الديني بوزارة الأوقاف سابقا أنه لا يجوز استخدام الطعام في ما يغضب الله، وبناء عليه فإن هذه الأطعمة الجديدة التي يطلق عليها “الطعام الإباحى” حرام بإجماع الفقهاء، كما أنه إذا تم رسمها أو تقديمها على هيئة أشكال جنسية تثير الغرائز فهي حرام ولا يجوز تناولها، أو حتى الجلوس إلى مائدتها.

24