بوتين: شعارنا في سوريا مصلحة روسيا أولا

موسكو تنتقد الدعوات الرافضة لانتخابات الرئاسة في سوريا.
الجمعة 2021/01/08
الرئيس الروسي لا يريد المغامرة بدعم تنحية الأسد

دمشق – أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن قراراته بشأن الملف السوري تتخذ بناء على ما تقتضيه مصلحة بلاده، وأنه لا مجال هناك للحديث عن العواطف.

ونقلت وسائل إعلام روسية، عن بوتين قوله “عند اتخاذ القرارات حول المسار السوري، أنطلق بالدرجة الأولى من مصالح الدولة الروسية وليس من مشاعر تعاطفي أو كراهيتي”.

وجاء حديث الرئيس الروسي في وثائقي لقناة “روسيا اليوم” تحت عنوان “لا مجال للخطأ. زيارة عيد الميلاد إلى دمشق”، يسلط فيه الضوء على العلاقة بين بوتين ونظام الرئيس بشار الأسد.

ويتناول الوثائقي زيارة بوتين إلى العاصمة السورية في أعقاب اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني الذي تم إحياء الذكرى الأولى له في الثالث من يناير الجاري.

وتدخلت روسيا بشكل مباشر في الحرب السورية في العام 2015، بعد خسارة حليفها نظام الرئيس بشار الأسد، لمناطق واسعة، وبات حينها مهددا في قلب العاصمة دمشق.

ويقول محللون إنه لولا التدخل الروسي الذي قلب المعادلة العسكرية في سوريا لصالح الأسد، لكان الوضع مختلفا تماما الآن، ذلك أن قوى المعارضة كانت على أعتاب الإطاحة به، رغم الدعم الكبير الذي منحته إياه إيران التي أرسلت العديد من القوات والميليشيات منذ العام 2013 لمعاضدته.

سيرغي فيرشينين: عدم الاعتراف بالانتخابات يعني حرمان السوريين من حق انتخاب قيادتهم
سيرغي فيرشينين: عدم الاعتراف بالانتخابات يعني حرمان السوريين من حق انتخاب قيادتهم

ويبسط النظام السوري اليوم نفوذه العسكري على معظم الأنحاء السورية باستثناء مناطق في شرق البلاد وشمالها، حيث تتوزع فيها السيطرة على فصائل سورية موالية لتركيا، وقوات سوريا الديمقراطية، وأيضا هيئة تحرير الشام، فضلا عن وجود أميركي وتركي مباشر على الأرض.

ورغم أن لروسيا الفضل في استعادة النظام السوري ثقته بنفسه بيد أن العلاقات بينهما لم تخل من فتور في بعض الأحيان. يربطه متابعون بصراع نفوذ على الأرض بين موسكو وطهران، والذي ترجم في محطات عدة، آخرها في منطقة الجنوب، وأيضا بغضب موسكو من طريقة تعاطي النظام السوري لاسيما مع الأزمتين الاقتصادية والمالية، وعجزه عن محاربة تفشي الفساد.

وسبق وأن صرح بوتين في مرات عدة بأنه ليس متمسكا ببشار الأسد على رأس السلطة، لكن الرئيس الروسي لا يريد بالواضح المغامرة بدعم تنحية الأسد في غياب توافق دولي شامل على سبل إنهاء الأزمة السورية، المندلعة منذ العام 2011.

ويستعد الأسد للترشح لانتخابات رئاسية جديدة من المقرر أن تجرى بين أبريل ومايو المقبلين.

وانتقد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، مؤخرا دعوات بعض الدول لعدم الاعتراف بالاستحقاق، معتبرا أنها تقوّض الأداء المستقر للمؤسسات الرسمية في هذه الدولة، معلنا رفض بلاده ربط مسألة الانتخابات بعمل اللجنة الدستورية.

وأوضح فيرشينين، في حديث لوكالة “نوفوستي” “بالرغم من العوامل السلبية والقيود المفروضة بسبب فايروس كورونا، تواصل اللجنة الدستورية الخاصة بسوريا عملها في جنيف. ومن المقرر عقد الجولة الخامسة من المشاورات بين الأطراف السورية في الفترة من 25 إلى 29 يناير الجاري، خلالها ستتم مناقشة المبادئ الدستورية، وسيتعين فيها البحث بجدية عن حلول مقبولة للجانبين”.

وأضاف المسؤول الروسي “في غضون ذلك، تظهر تصريحات في بعض المحافل الدولية حول التبني العاجل لدستور جديد، وعدم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا. وهذا يعني عمليا حرمان السوريين من حق انتخاب قيادتهم، وفي نفس الوقت تقويض استقرار عمل مؤسسات الدولة السورية”.

وشدّد نائب الوزير، على أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وقواعد عمل اللجنة الدستورية، “يفرضان بشكل مباشر، ضرورة الدفع قدما العملية السياسية، التي يقودها وينفذها السوريون أنفسهم، دون تدخل خارجي ودون فرض أطر زمنية مصطنعة”.

وخلص الدبلوماسي الروسي، إلى أنه “على هذا الأساس بالذات، يمكن التوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد في سوريا”.

وفي وقت سابق، صرح الأسد في مقابلة مع وكالة “نوفوستي”، أنه قد يتخذ مطلع العام الجاري، قراره بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

2