بنى "صفر كوفيد" في الصين تتحول إلى مكتبات وأكشاك

المدن الصينية وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع عشرات الآلاف من البنى التحتية المؤقتة.
الاثنين 2023/02/20
محطة إطفاء أفضل

في مواجهة الحذر المستمر من الرأي العام تجاه استخدام المال العام، يبدو أن السلطات الصينية تبعث حياة جديدة في البنى التحتية الموروثة من حقبة “صفر كوفيد”.

بكين - منذ نهاية العمل بسياسة “صفر كوفيد” في الصين، جرى التخلي عن مراكز الحجر الصحي والمستشفيات مسبقة الصنع ومراكز إجراء اختبارات كورونا التي أصبحت كلها غير ضرورية، أو تغيّرت وجهة استخدامها أو حتى طُرحت للبيع عبر الإنترنت.

وبين ليلة وضحاها، وجدت المدن نفسها مضطرة للتعامل مع عشرات الآلاف من هذه البنى التحتية المؤقتة. وبذلك جرى تحويل بعضها إلى صيدليات صغيرة أو ملاجئ مضادة للبرد أو أكشاك للمعلومات أو حتى مكتبات.

تُعرض المقصورة الواحدة على تطبيق "شيانيو" الصيني لبيع المنتجات المستعملة بسعر يتراوح بين 15 و1165 دولاراً

ومنذ ديسمبر الماضي لم تعد الصين تفرض اختبارات “بي.سي.آر” للدخول إلى الأماكن العامة أو السفر داخل البلاد. وبالتالي انتفت الحاجة إلى الحجرات المعدنية أو البلاستيكية التي كانت موجودة في كل مكان سابقاً، والتي كانت تستوعب الأفراد المسؤولين عن أخذ العينات لهذه المسحات.

وتقول شو وهي عاملة صيانة ترتدي سترة برتقالية لوكالة فرانس برس خلال تنظيف ضفاف نهر في مدينة سوتشو البالغ عدد سكانها 13 مليون نسمة قرب شنغهاي (شرق) “لقد أحضر لنا مدراؤنا واحدة إلى هنا”. وتضيف “بعد العمل، نستخدمها لوضع قفازاتنا وأدواتنا فيها. وعندما تمطر، نأتي للاحتماء فيها”. وتتسع المنشأة أيضاً للكراسي والمقاعد والطاولات وطفايات الحريق.

وأمام محطة القطارات، بات شرطيون يأتون لتناول الغداء في حجرة اختبارات سابقة تم تحويلها إلى مكان للراحة.

وليس بعيداً من هناك، تم تحويل مقصورة باللون الأزرق السماوي إلى كشك معلومات للباحثين عن عمل. وفي الداخل، ملصق أزرق قديم عليه عبارة “اختبار بي.سي.آر”.

وتوضح بلدية سوتشو لوكالة فرانس برس “بدلا من ترك هذه المقصورات فارغة، نحاول الاستفادة منها مرة أخرى” بحسب “احتياجات اللحظة والمكان”. وتم تحويل بعض هذه المقصورات إلى مكتبات صغيرة يمكن للسكان تبادل الكتب فيها.

كورونا

وخلال الموجة الوبائية في ديسمبر ويناير الماضيين، جرى تحويل البعض الآخر من المقصورات إلى مراكز للاستشارة الطبية وتوزيع الأدوية المضادة للحمى. وهذا النوع من تحويل الاستخدامات شائع في الصين التي تسعى سلطاتها لتقليل الضغط على المستشفيات التي توافد إليها مرضى كوفيد.

وكلّف إجراء اختبارات “بي.سي.آر” في البلاد (باستثناء مراكز الحجر الصحي) حوالي 200 مليار يوان (29 مليار دولار)، بحسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ عن شركة غولدمان ساكس الأميركية، وهو رقم يعادل إجمالي الناتج المحلي لجمهورية قبرص.

وفي مواجهة الحذر المستمر من الرأي العام تجاه استخدام المال العام، يبدو أن السلطات تدفع حالياً نحو مسار يقوم على تحويل الاستخدامات بدلاً من التدمير.

وفي جينان عاصمة مقاطعة شاندونغ (شرق) أصبحت المقصورات “كبائن حرارية” يمكن للمارة وعمال التوصيل الاحتماء فيها من البرد وإعادة شحن هواتفهم والاستفادة من الماء الساخن المجاني.

وجرى تحويل البعض الآخر من المقصورات القديمة إلى نقاط خدمة لفرق الإسعاف أو محطات لفرز النفايات.

ولا يزال الكثير من أكشاك اختبارات “بي.سي.آر” السابقة غير مستخدم، خصوصاً في العاصمة بكين أو في مدينة هانغتشو الكبيرة شرق البلاد، حيث تُركت مهجورة في الشوارع أو مخزنة في انتظار مصيرها، حتى أن البعض يحاول بيع هذه المقصورات على الإنترنت.

وعبر تطبيق “شيانيو” الصيني الرئيسي لبيع المنتجات المستعملة، تُعرض المقصورة الواحدة بسعر يتراوح بين 100 و8000 يوان (15 و1165 دولاراً) اعتماداً على تطورها.

عع

وقال بائع لوكالة فرانس برس إن “المقصورة الموجودة لدينا مصدرها شركة استغنت عنها”.

ويُعدّ وضع مراكز الحجر الصحي السابقة والمستشفيات المؤقتة، حيث كان يوضع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد، أكثر تعقيداً لأن هذه المرافق أكبر بكثير. وبالتالي يظل عدد معين منها غير مستخدم في الوقت الحالي.

ولكن في كل مكان تقريباً في الصين، يتم تحويل المستشفيات المؤقتة السابقة إلى مراكز للدعم الصحي، أي يتم تعزيزها بمعدات وأفراد إضافيين، في مسعى أيضاً لتخفيف الضغط الذي يثقل كاهل المستشفيات التقليدية.

وفي جينان أيضا جرى تحويل مركز سابق للحجر الصحي إلى أماكن إقامة مؤقتة لموظفي الشركات القريبة. وفي المجمل تتوافر 650 غرفة مع سرير وخزانة ومكتب وتلفزيون أو مكيف، بحسب الصحافة المحلية.

18