بنوك الألبان في ألمانيا توفر احتياجات الأطفال المبتسرين

شتوتغارت (ألمانيا) - برزت أنباء بنوك الألبان في وسائل الإعلام بمختلف أنحاء العالم مؤخرا، بعد النقص الذي شهدته عبوات مستحضرات الألبان في الولايات المتحدة، مما ترك الأمهات يتدافعن، للحصول على اللبن الطبيعي لأطفالهن من الأمهات المتبرعات أو من المخزون المحلي منه.
وتوضح آن سوندر بلازمان مديرة مبادرة بنوك ألبان النساء، أنه يوجد بألمانيا 34 بنكا على الأقل لألبان الأمهات.
وفي ألمانيا يعد عدد بنوك ألبان الأطفال ضئيلا نسبيا، مقارنة بعدد 200 مستشفى يتم بها علاج الأطفال المبتسرين، كما أن الطلب على اللبن الطبيعي يتجاوز دائما بكثير مما يمكن أن تتيحه بنوك الألبان.
الألبان التي يتم التبرع بها للأطفال يتم إعطاؤها لهم عن طريق أنابيب تصل إلى المعدة مباشرة
وفي هذا الصدد تشير بلازمان إلى أن هدف المبادرة هو إتاحة اللبن الطبيعي لجميع الأطفال المبتسرين والمرضى حديثي الولادة، وتقول “مع ذلك فإننا لا زلنا بعيدين كثيرا عن تحقيق هذا الهدف”، وتؤكد أنه رغم ذلك فإن الوضع آخذ في التحسن باطراد، على مدى السنوات القلائل الماضية.
وتقوم المتبرعة بضخ لبنها، ويتم تسخينه بعد ذلك وفحصه للتأكد من أنه خال من جميع أنواع الجراثيم والفيروسات، وتشبه هذه العملية إلى حد ما طريقة التبرع بالدم ولكن بمعايير أكثر صرامة، ويمكن حفظ الألبان داخل المبردات لمدة تصل إلى ستة أشهر.
ويتم إعطاء الألبان التي يتم التبرع بها للأطفال عن طريق أنابيب، تصل إلى المعدة مباشرة.
وغالبا ما يكون معظم أولئك الأطفال من المبتسرين، ولكن توجد فئات أخرى مثل الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بمرض السرطان أو بفايروس نقص المناعة البشرية.
واكتسبت فكرة بنوك حليب الأمهات زخماً جديداً في ألمانيا السنوات الأخيرة، إذ أصبح عددها 23 بنكا في 2019 بعدما كان 15 بنكا منذ 3 سنوات.
وفجّرت قصة طفل ألماني بائس فكرة غير تقليدية لإنقاذ الأطفال المبتسرين وحديثي الولادة، تستند إلى إنشاء مركز لتجميع حليب الأمهات في العالم.
وتعود قصة بنك حليب الأمهات إلى مدينة ماجديبورج الألمانية قبل 100 عام، عندما أنشئ أول مركز لتجميع حليب الأمهات في العالم بمستشفى ماجديبورج في التاسع عشر من مايو 1919، وبعد فترة قصيرة تناقل الناس أمره؛ ليحظى بالشهرة وتمده الأمهات بفائض حليبهن، ثم تبع ذلك إنشاء بنوك حليب في مدن ألمانية أخرى.
وأكد رالف بوتجر، رئيس بنك حليب الأمهات في ماجديبورج، أن حليب الأم أفضل غذاء للأطفال المبتسرين وحديثي الولادة، قائلا “رغم أن تغذية الأطفال المبتسرين المتاحة في الأسواق تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية الشبيهة، فإنه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال تقليد كل مكونات الحليب الطبيعي”.
وأضاف بوتجر، أخصائي طب الأطفال حديثي الولادة: أن حليب الأم يمتلك فوائد كثيرة للجهاز المناعي للطفل، ويوفر له حماية من الإصابة بعدوى الأمراض، موضحا أن المبتسرين الذين يحصلون على الحليب الطبيعي، أقلّ إصابة بالأمراض من أقرانهم، “فحليب الأم يوفر حماية”.
وتابع الطبيب المشارك في إطلاق المبادرة “هناك أمهات لديهن كمية حليب أكبر كثيراً من حاجة أبنائهن، في المقابل هناك أمهات لا يستطعن إرضاع أبنائهن، ولأسباب مختلفة، فأحياناً لا يكون رأس الطفل مناسباً، وأحياناً لا تتوافر الشروط الجسمانية المطلوبة”.
وأكمل “لكي ينمو الأطفال بشكل جيد، فإنهم يحصلون على حليب المتبرعات، من خلال إعطاء الرضيع الحليب بخرطوم إذا لم يستطع الأطفال الرضاعة بأنفسهم”.
وساعد بوتجر أكثر من 300 طفل مبتسر أو حديث الولادة من خلال بنك حليب ماجديبورج، الذي أعيد افتتاحه في 2014، وبلغ إجمالي ما تلقاه البنك 1230 لتراً من قرابة 80 متبرعة، وقال بوتجر بخصوص ذلك “أصبح لدينا الآن حليب يكفي لمرضانا الصغار”.