بنكيران يقترب من قيادة العدالة والتنمية وسط انسحابات وتصدعات داخلية

بوزنيقة (المغرب) - أسفر المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية في المغرب، المنعقد بمدينة بوزنيقة، عن تحديد قائمة أولية للمرشحين لخلافة الأمين العام الحالي، عبدالإله بنكيران، وسط منافسة محتدمة وتقلبات مفاجئة.
وجرت صباح اليوم الأحد عملية انتخاب سرية أولى لاختيار ستة قياديين حازوا على ثقة أعضاء المجلس الوطني المنتخب، ليشقوا طريقهم نحو المنافسة على رأس الحزب.
وقد تصدر عبدالإله بنكيران، الذي يسعى لولاية جديدة على رأس الحزب، قائمة المصوتين بحصوله على 163 صوتا، وفقا لما أعلنه رئيس المؤتمر، جامع المعتصم.
وجاء في المرتبة الثانية إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بحصوله على 160 صوتا، بينما حل عبدالعزيز العماري، نائب الأمين العام وعمدة الدار البيضاء السابق، في المركز الثالث بـ 111 صوتا.
وشملت القائمة الأولية أيضاً عبدالله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للحزب، الذي حصل على 94 صوتا، وعبدالعالي حامي الدين بـ 31 صوتا، وجامع المعتصم بـ30 صوتاً.
غير أن المفاجأة تكمن في إعلان كل من عبدالعزيز العماري وجامع المعتصم وعبدالعالي حامي الدين انسحابهم من السباق نحو الأمانة العامة خلال مرحلة التداول التي تلت إعلان النتائج الأولية.
وبذلك، انحصرت المنافسة على قيادة الحزب في المرحلة المقبلة بين ثلاثة أسماء بارزة: عبدالإله بنكيران، وإدريس الأزمي الإدريسي، وعبدالله بوانو، حيث من المنتظر أن يتم الحسم في هوية الأمين العام الجديد عبر عملية تصويت نهائية من قبل جميع المؤتمرين.
ويكشف مسار الترشيحات والانسحابات المفاجئة عن ديناميكية داخلية معقدة وتوازنات قوى مختلفة داخل حزب العدالة والتنمية. فرغم تقدم بنكيران إلا أن حصول قيادات أخرى على أصوات مهمة يشير إلى وجود رغبة في التغيير.
ويأتي ذلك فيما تطرح الانسحابات، تساؤلات حول دوافعها وتأثيرها المحتمل على التحالفات الداخلية وعملية التصويت النهائية، مما يجعل نتائج هذا المؤتمر الوطني محط أنظار المراقبين والمهتمين بالشأن السياسي المغربي.
وشهد المؤتمر أيضا انتخاب أعضاء المجلس الوطني للحزب، الهيئة التي ستضطلع بدور حاسم في اختيار الأمين العام الجديد. وقد لوحظ غياب قيادات مؤثرة ووازنة كالقيادي والوزير السابق عزيز رباح، والقيادي البارز المصطفى الرميد الذي سبق أن أعلن استقالته النهائية من الحزب، ونجيب بوليف الذي ظل يعتبر أن المجلس الوطني للحزب "غير شرعي"
ويعد غياب الأمين العام السابق للحزب سعد الدين العثماني، الذي ترك الحزب، دليلا إضافيا على عمق التفكك الذي وصل إليه الحزب إذ يعجز عن اجتذاب أمينه العام السابق لحضور أشغال المؤتمر.
وأعلن رئيس المؤتمر عن انتخاب 154 عضوا للمجلس الوطني من بين المصوتين داخل المغرب وخارجه، حيث بلغت نسبة المشاركة في التصويت مستويات عالية. وقد شملت قائمة المنتخبين أسماء قيادية بارزة في الحزب.
وقد استغرقت عملية فرز الأصوات وقتا طويلاً امتد إلى ما بعد فجر اليوم الأحد، مما يعكس حجم المشاركة والاهتمام الكبيرين بهذا الاستحقاق الحزبي.
وقد أوضح عبدالعزيز العماري أن عملية ترشيح الأمين العام ستتم من قبل أعضاء المجلس الوطني المنتخبين، حيث يحق لاثنين على الأقل أو ثلاثة على الأكثر من المؤتمرين تقديم ترشيحاتهم.
وتجري العملية وفق مساطر حزبية محددة تبدأ بالترشيح، ثم التداول، وصولا إلى التصويت النهائي من قبل جميع المؤتمرين لاختيار الأمين العام الذي سيقود حزب العدالة والتنمية في المرحلة المقبلة، وهي مرحلة تتسم بتحديات سياسية واجتماعية متزايدة في المشهد المغربي.
وتأتي هذه الانتخابات في ظل تحديات جمة يواجهها حزب العدالة والتنمية، الذي لم يتعافَ بعد من الهزيمة الانتخابية القاسية عام 2021، بعدما انتقل من قوة سياسية تضم 140 برلمانيا (من نواب ومستشارين) إلى فريق بـ13 مقعدا بمجلس النواب، بالإضافة إلى أزمة مالية لم يتمكن بنكيران من تجاوزها بشكل كامل حيث كادت تؤثر على مسار الإعداد للمؤتمر التاسع.