بنغازي مدينة هزمت الإخوان المسلمين وداعميهم

بعد ثلاث سنوات من معارك دموية راح ضحيتها الآلاف من العسكريين والمدنيين الليبيين، تم الأربعاء تحرير منطقة الصابري آخر معاقل الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي شرق ليبيا.
الجمعة 2017/07/07
مرحبا بنغازي الجديدة

أعلن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، رسميا، تحرير مدينة بنغازي، بعد سقوط حي الصابري اخر معقل للجماعات الإرهابية لتنتهي بذلك حرب استمرت لأكثر من ثلاث سنوات في المدينة.

وأطلق حفتر عملية الكرامة في مايو 2014 كردّ على تنفيذ الجماعات المتطرفة عمليات اغتيال تجاوزت الخمسمئة عملية، استهدفت ضباطا من الجيش والشرطة، إضافة إلى البعض من نشطاء المجتمع المدني.

وبدأت عملية الكرامة بقوة متواضعة واستهلت المعركة بالهجوم على معسكر يسمى بـ”معسكر شهداء 17 فبراير” كان يضم ميليشيا “درع ليبيا” التي قاتلت عناصرها غير النظامية ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي ومعروفة بولائها للإسلاميين، بالإضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة.

وحظيت عملية الكرامة بدعم القوات الخاصة وهي الفصيل العسكري النظامي الوحيد في المدينة، بالإضافة إلى قبائل إقليم برقة وتحديدا قبائل “العواقير” و“المنفة” و“البراعصة” و“الدرسة”، التي حثت أبناءها على التطوّع للقتال ضد من “لعبوا كرة القدم برؤوس أبنائهم”. واتهم حفتر والمسؤولون الموالون له قطر بدعم تلك الجماعات التي جاءت بها الدوحة إلى ليبيا منذ أحداث إسقاط نظام القذافي، وتحالفت في ما بعد تحت ما يسمى بـ“مجلس شورى ثوار بنغازي” الذي انبثق عنه تنظيم داعش.

وأعلن حلف شمال الأطلسي “ناتو” نهاية عملياته العسكرية في ليبيا، بعد أيام من إعلان “الثوار” إسقاط نظام القذافي، في أكتوبر 2011.

لكن قطر التي شارك ضباطها جنبا إلى جنب مع المعارضة الليبية المسلحة في إسقاط نظام القذافي لم تغادر وبدأت بتنفيذ مخططها الذي لم يكن يهدف لإزاحة القذافي من الحكم فحسب بقدر ما يسعى إلى السيطرة على مخزون ليبيا من الغاز، وهو ما تفطن له الليبيون في ما بعد.

وقال عبدالرزاق الناظوري رئيس أركان الجيش الليبي في تصريحات صحافية إن الدوحة “ساهمت في إسقاط النظام السابق من أجل الغاز، لأنهم كانوا يرغبون في توقيع اتفاقية مع القذافي لإغلاق كل حقول الغاز فى ليبيا”.

النجاحات التي حققها الجيش في بنغازي مطلع 2016، وسيطرته على الموانئ النفطية أجبرت عدة دول للاعتراف بمحاربته للإرهاب

وأضاف كانوا يريدون السيطرة على الغاز في العالم، وعندما فشل الاتفاق جندوا “الناتو” ودفعوا الأموال لإسقاط نظام القذافي.

وأرجع عضو مجلس النواب صالح افحيمة إصرار قطر على دعم الجماعات الإرهابية حتى النهاية، لإدراكها أن من يحكم بنغازي يحكم ليبيا.

وأضاف في تصريح لـ“العرب”، “لا أحد يستطيع أن يحكم ليبيا ما لم تكن بنغازي داعمة له.. فبنغازي عبر تاريخ ليبيا كانت دائما المدينة المتمردة ومهد التغيير السياسي منذ عهد الملك إدريس وحتى عهد فبراير”.

وتقع مدينة بنغازي شرق العاصمة طرابلس، وهي ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان وأكبر مدينة في إقليم برقة.

وحاول الإخوان المسلمون ووسائل إعلامهم تصوير الحرب في بنغازي على أنها حرب أهلية بين “الثوار وحفتر الذي يسعى إلى إعادة الدكتاتورية” وليست حربا ضد جماعات إرهابية ينتمي عناصرها إلى دول مختلفة كتونس والسودان ومصر، بالإضافة إلى مقاتلين ليبيين.

ونجح تيار الإسلام السياسي في البداية في الترويج لهذه الصورة لكن النجاحات التي حققها الجيش في المدينة بداية من فبراير 2016، بالإضافة إلى سيطرته على الموانئ النفطية سبتمبر الماضي، دفعت عدة دول للاعتراف بمحاربته للإرهاب كبريطانيا وألمانيا.

ويقول مراقبون إن الشعب الليبي أول شعب قاوم قطر وانتصر عليها. وقال المحلل السياسي التونسي منذر ثابت إن الشعب الليبي صمد طويلا، رغم ما واجهه من معاناة وآلام، وتحمّل الكثير من العذابات والأزمات، إلا أن التاريخ سيحفظ له أنه كان أكبر من المؤامرات الخارجية.

وأضاف الشعب الليبي لم يسمح للدولة الصغيرة أن تتمتع بحكم بلد كبير بتاريخه وجغرافيته وحضارته ونضالاته مثل ليبيا عبر أدواتها الإرهابية وعصاباتها المسلحة الخارجة عن القانون، والتاريخ سيذكر للأجيال القادمة أن هزيمة المشروع القطري بدأت من ليبيا وعلى أيدي الليبيين.

وتقول سلطات شرق ليبيا إن قطر كانت تمدّ الجماعات الإرهابية بالسلاح والمقاتلين عن طريق مطار مصراتة وتتولى شخصيات إسلامية نافذة في المدينة كالمجلس العسكري مصراتة، إرسال العتاد عبر جرافات.

ولم تقتصر قطر على دعم ما يسمى بـ”مجلس شورى ثوار بنغازي” بل دعمت أيضا “سرايا الدفاع عن بنغازي” وهي بقايا من التنظيم الأول طردها الجيش من المدينة بعد أن افتك منها مواقعها.

واتخذت “سرايا الدفاع” طيلة سنة قاعدة الجفرة العسكرية مركزا لعملياتها الإرهابية التي تقوم بها بين الحين والآخر لإضعاف قوات الجيش وإلهائه عن هدفه الرئيسي وهو تطهير بنغازي من الإرهاب.

وقادت أبريل الماضي بالتحالف مع “القوة الثالثة” التابعة لمدينة مصراتة والموالية لحكومة الوفاق هجوما دمويا على قاعدة براك الشاطئ أدى إلى مقتل أكثر من 140 شخصا بين مدني وعسكري، قتل البعض منهم ذبحا.

وتمكّن الجيش نهاية مايو الماضي من طردهم من قاعدة الجفرة وطرد ميليشيا “القوة الثالثة” من قاعدة تمنهنت ليسيطر الجيش بذلك على ثلاث أبرز قواعد عسكرية وسط وجنوب ليبيا.

وصنّفت مصر والدول الخليجية المقاطعة لقطر “سرايا الدفاع عن بنغازي” كجماعة إرهابية مرتبطة بقطر.

4