"بنت البحر".. تدرب الفلسطينيين على ركوب الأمواج

الصيادة والمنقذة الفلسطينية حمامة جُربان ترأس مع أخيها ناديا لركوب الأمواج باسم "ركوب الموج من أجل السلام".
الأربعاء 2023/08/16
البحر هوية فلسطينية

حمامة جربان فتاة فلسطينية ترتدي بزة سوداء وتعلّق على صدرها صافرة وتسير حافية القدمين على شاطئ جسر الزرقاء جنوب حيفا، لتعلم الأطفال والنساء رياضة ركوب الأمواج، إضافة إلى أنها صيادة سمك ومنقذة ومدربة سباحة.

جسر الزرقاء (إسرائيل) - رغم طول السواحل في إسرائيل التي تطل على البحر المتوسط، فإن الأقلية العربية بها كانت تتجنب تقليديا ممارسة رياضة ركوب الأمواج.

وفي الآونة الأخيرة، بدأ ذلك التوجه يتغير تدريجيا، إذ شرع المزيد من العرب في ركوب الأمواج، وينسب كثيرون منهم الفضل في ذلك للصيادة والمنقذة الفلسطينية حمامة جُربان.

وجربان التي ارتدت بزة سوداء وعلقت على صدرها صافرة وتسير حافية القدمين على شاطئ جسر الزرقاء جنوب حيفا، رياضية وصيادة سمك ومنقذة ومدربة سباحة، ومدربة ركوب الأمواج ولاعبة كرة قدم.

وتتولى حمامة، التي توصف بلقب “بنت البحر”، نظرا لكونها من بين عدد قليل من الإناث اللائي يركبن الأمواج ويعملن مُنقذات للمصطافين ويعملن في صيد السمك، تدريب النساء والأطفال على كيفية ركوب الأمواج.

وبدأ شغف حمامة بركوب الأمواج منذ طفولتها المبكرة في بلدة جسر الزرقاء التي تضم شواطئ تعشقها القلوب.

وقرية جسر الزرقاء هي القرية العربية الوحيدة في إسرائيل على ساحل البحر المتوسط، وتتوسط الطريق الرئيسي بين حيفا وتل أبيب. وهي من أفقر القرى في المنطقة. بيوتها عبارة عن أكواخ من الصفيح وشوارعها ضيقة.

لكن على الخط البحري، مناظر طبيعية جميلة، إذ يمر فيه نهر الزرقاء أو “نهر التماسيح”، وتظهر آثار طواحين قديمة وبقايا سد وحرش بات متنزها ومحمية طبيعية منذ التسعينات.

Thumbnail

ومنذ بدء ركوبها الموج أدمنت حمامة الأمر وقررت نقل شغفها إلى الآخرين في مجتمعها.

تقول حمامة إنها تعلم الأطفال ركوب الأمواج لأن ذلك يعني لها “إثباتا وهوية كعرب في إسرائيل وأكبر تحد تحديناه من خلال أول مدرسة عربية لركوب الأمواج التي توجد بقرية الصيادين”.

وترأس حمامة مع أخيها ناديا لركوب الأمواج باسم “ركوب الموج من أجل السلام”.

تقول “أنا بنت البحر، أنا موجودة هنا، ومستقبلي هنا أيضا سأبقى صيادة ومنقذة أساعد الناس، فذلك أهم شيء بحياتي”.

قبل الانطلاق، تعطي حمامة جربان تعليماتها لفتيات وفتيان ربطوا إحدى قدميهم باللوح، حول كيفية الاستلقاء عليه والسباحة، ومتى ينتصبون واقفين قبل ركوب الأمواج.

ويحمل الطلاب الذين ارتدى بعضهم سترات كتب عليها بالإنجليزية “ركوب الموج من أجل السلام” الألواح.

وتتولى حمامة حاليا مهمة تعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة من خلال تدريب النساء والفتيات العربيات على ركوب الأمواج، وتأمل في زيادة الوعي بخصوص السلامة في البحر بعد عدة حوادث غرق على مر السنين، وهي نفسها عضو في فرق الإنقاذ.

Thumbnail

وفي ما يتعلق بالإقبال على تعلم رياضة ركوب الأمواج، قالت حمامة “هناك إقبال كبير، الرياضة جديدة على النساء، صرن يأتين إلى شاطئ جسر الزرقاء ويمارسن هذه الرياضة، أنا أعطيهن أشياء تساعدهن في الاستمرار والنجاح  بحياتهن”.

وقالت آيات أبوشيهاب، وهي متدربة على ركوب الأمواج تأتي مع أبنائها لممارسة هذه الرياضة، “يأتي الأولاد ليتدربوا ثم صرت أتدرب معهم لأتعلم كيف أسبح وأستمتع بالبحر، واكتشفت أن رياضة ركوب الأمواج جيدة جدا وخاصة للنساء، فهي تعطيهن طاقة وتعلمهن التحدي”.

وتقول رئام (21 عاما) التي تدرس هندسة معمارية في جامعة إسرائيلية، وهي تحمل لوحها لركوب الموج وتتوجه صوب البحر، إنها تأتي من باقة الغربية التي تبعد حوالي 32 كيلومترا عن جسر الزرقاء، “أنا أحبّ الرياضة، وكنت أمارس  كرة السلة. وأنا أتمتع الآن بالتدرّب مع حمامة”.

وإلى جانب انشغالاتها المتعددة، تعمل حمامة جربان خلال فصل الصيف مسعفة على شواطئ جسر الزرقاء، وهي متطوعة في وحدة الإنقاذ البحرية من قيسارية حتى شمال حيفا، للبحث عن مفقودين أو مساعدة أشخاص يواجهون حوادث أو صعوبات في البحر.

وتروي أنها دربت فتاتين يهوديتين من المتدينات من القدس، موضحة “كانت عائلتهما على الشاطئ، فشاهدت تدريبي، وطلبت مني أن أدرب ابنتيهما، اللتين كانتا في الحادية عشرة والثالثة عشرة، وقمت بذلك على أحسن وجه، الرياضة للجميع كما البحر”.

18