بلينكن يجتمع مع نتنياهو ويحذر من إضاعة آخر فرصة لهدنة غزة

القدس – عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استمر لثلاث ساعات ووصفه مكتب نتنياهو في بيان بأنه "إيجابي وجرى في أجواء طيبة".
وقال مكتب نتنياهو "أكد رئيس الوزراء التزام إسرائيل بالمقترح الأميركي الأحدث بشأن إطلاق سراح رهائننا، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، والتي أكد عليها بشدة".
وحتى الساعة 13:00 "ت.غ" لم تصدر إفادة من الخارجية الأميركية بشأن المحادثات مع نتنياهو.
وحذر بلينكن اليوم الاثنين من أن أحدث جهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن ربما تشكل أفضل وآخر فرصة لوقف الحرب وحث إسرائيل وحماس على انتهاز ذلك.
وشككت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في فرص التوصل إلى اتفاق منذ توقف المحادثات في قطر الأسبوع الماضي دون تحقيق انفراجة، لكن المفاوضات ستستأنف هذا الأسبوع بناء على "مقترح لسد الفجوات" قدمته الولايات المتحدة.
وقال بلينكن خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في زيارته التاسعة إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، "إنها لحظة حاسمة، على الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين".
وسيلتقي بلينكن أيضا وزير الدفاع يوآف غالانت. وينتقل الثلاثاء إلى مصر حيث ستُستأنف المباحثات خلال الأسبوع الحالي برعاية أميركية وقطرية ومصرية حول اتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وقال بلينكن "إننا نعمل للتأكد من عدم حصول أي تصعيد وعدم حصول استفزازات وعدم حصول أي أعمال يمكن أن تبعدنا بأي شكل من الأشكال عن إنجاز هذا الاتفاق... أو تؤدي إلى تصعيد النزاع وتوسعته إلى أماكن أخرى وزيادة حدّته".
وتعليقا على كلام بلينكن، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عبر حسابه على "تويتر"، "عندما يقول وزير الخارجية الأميركي هذا الصباح ربما هذه فرصة أخيرة للتوصل إلى اتفاق، فهذا نداء لنتانياهو: لا تفوّت هذه الفرصة، لا تتخلَّ عنهم (الرهائن). من واجبك إعادتهم"، مضيفا "إذا لم يعودوا فلا يمكننا التعافي".
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بينهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40139 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين.
وترى واشنطن أن وقفا لإطلاق النار سيساعد على تجنّب هجوم من إيران وحلفائها ضد إسرائيل، بعد توعدّهم بالردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو في عملية نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر قبل ساعات من ذلك في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
ودعا نتنياهو الذي يواجه ضغوطا داخلية للمضي في الاتفاق، الأحد إلى "توجيه الضغوط على حركة حماس" و"ليس على الحكومة الإسرائيلية"، مستنكرا ما وصفه بـ"الرفض المتعنت" للحركة الفلسطينية لإبرام اتفاق، بعد يومين من مناقشات في الدوحة شارك فيها الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون بحضور إسرائيلي.
وفي المقابل، حمّلت حماس في بيان "نتنياهو كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء، وتعطيل التوصل لاتفاق، والمسؤولية الكاملة عن حياة أسراه".
رغم ذلك، يتمسّك الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الهدنة في غزة "لا تزال ممكنة". وأكد الأحد أن الولايات المتحدة "لن توقف" جهودها.
وعرضت الولايات المتحدة التي وافقت الأسبوع الماضي على بيع أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 20 مليار دولار، مقترحا جديدا في مباحثات الدوحة.
واعتبرت حماس أن المقترح "يستجيب لشروط نتانياهو ويتماهى معها، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة".
ودانت الحركة خصوصا "الإصرار" الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يعرف بـ"محور فيلادلفيا"، و"الشروط الجديدة في ملف" المعتقلين الفلسطينيين الذين يفترض أن يتمّ تبادلهم برهائن محتجزين في غزة.
وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية مايو، ودعت الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".
وينصّ مقترح بايدن في مرحلته الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.
وشدّد نتنياهو مرارا على أنه يريد مواصلة الحرب حتى تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
وتزامن وصول بلينكن إلى إسرائيل مساء الأحد مع "اعتداء إرهابي" في تل أبيب أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مسؤوليتهما عن العملية التي قالا إنها انتحارية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الهجوم تسبب "بإصابة أحد المارة بجروح طفيفة"، فيما قتل المنفّذ.
كما تزامن مع كشف موقع "واللا" الإخباري العبري (خاص)، نقلا عن مصادر سياسية لم يسمها، عن أن "الكابينيت (مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسة والأمنية) أعطى مؤخرا تعليماته للجيش بزيادة حدة القتال في غزة، لتحسين موقف إسرائيل بالمفاوضات".
وتسبّبت الحرب بكارثة إنسانية وبدمار هائل في قطاع غزة وبنزوح غالبية السكان الـ2.4 مليون على الأقل مرة واحدة.
والى جانب النقص في الغذاء والأدوية ومواد النظافة وكل الأساسيات، لا يقدر عدد كبير من سكان غزة على النوم ليلا بسبب هدير المسيّرات الإسرائيلية فوق رؤوسهم واصوات القصف.
وقالت صفاء أبوياسين (38 عاما) في مخيم في مواصي خان يونس، وهي أم لأربع بنات، "طفلاتي أصبحن يخفن النوم حتى لا يستيقظن مرعوبات من تلك الأصوات" الناتجة عن الطيران وعن المدفعية والغارات.
وأضافت "أنا خائفة على حياتهن".
على الجبهة بين إسرائيل وحزب الله، قتل شخصان في غارة إسرائيلية على بلدة حولا في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وأعلن حزب الله الذي يتبادل إطلاق النار والقصف مع إسرائيل عبر حدود لبنان منذ اندلاع الحرب في غزة، أنه استهدف ليلا موقعين عسكريين إسرائيليين، وأوقع قتلى وجرحى.
كذلك أشار الحزب الى "محاولة تسلّل إسرائيلية" عند نقطة حدب عيتا في جنوب لبنان تمكن عناصره من صدّها، وفق بيان اصدره.
ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذه التقارير.
وأعلنت لوفتهانزا، كبرى شركات الطيران الأوروبية، الاثنين أنها ستمدّد قرار تعليق رحلاتها إلى الشرق الأوسط حتى 26 أغسطس، بسبب مخاطر توسع الحرب.