بلينكن يبحث في الإمارات والسعودية إعادة إعمار غزة وأمنها

أبوظبي/غزة/القدس - يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات مع الإمارات والسعودية اليوم الاثنين لبحث عن دورها لها في إعادة الإعمار والحكم والأمن في غزة، قبل أن يسافر إلى إسرائيل لمحاولة تهدئة الأجواء الساخنة على الحدود اللبنانية.
ووصل بلينكن الأحد إلى أبوظبي على أن يسافر بعد ذلك إلى السعودية حيث من المقرر أن يعقد اجتماعا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا التاريخية وفق ما أفاد مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه.
ونبه بلينكن إلى خطر توسع الحرب بين حماس وإسرائيل إلى صراع إقليمي، خلال المحطات السابقة التي قادته على التوالي إلى تركيا واليونان والأردن وقطر، ومن المقرر أن يزور الضفة الغربية ومصر هذا الأسبوع.
وقال في مؤتمر صحافي في الدوحة قبل توجهه إلى أبوظبي "هذا وقت توتر عميق في المنطقة. هذا صراع قد ينتشر بسهولة ويتسبب في المزيد من انعدام الاستقرار والمعاناة".
وأضاف أنه سيبلغ المسؤولين الإسرائيليين عند زيارته إسرائيل ضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع سقوط قتلى ومصابين من المدنيين في غزة.
وأضاف أنه يجب السماح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ويجب عدم الضغط عليهم لمغادرة القطاع.
ودخلت الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الرابع الأحد من دون أي مؤشرات على تراجع حدتها مع شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية قاتلة على قطاع غزة، فيما يسعى بلينكن لتجنب اتساع رقعة الحرب إلى جبهات أخرى.
وكانت إسرائيل تعهدت "القضاء" على حماس بعد هجوم حماس عليها في السابع أكتوبر. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. ويعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى الحركة.
وفي غزة، أدى القصف المكثف والعمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل 22835 فلسطينيا حتى الآن حسب وزارة الصحة المحلية في القطاع الذي تسيطر عليه حماس.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيستغل جولته في الشرق الأوسط للضغط على الدول الإسلامية المترددة في المنطقة حتى تستعد للاضطلاع بدور في إعادة الإعمار والحكم والأمن في غزة، بعد أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس، إذا حققته.
ومن المقرر أن يصل بلينكن، إلى إسرائيل، الاثنين، حيث سيناقش خطوات محددة "لتجنب التصعيد"، حسبما قال المتحدث باسمه مات ميلر قبل ركوب الطائرة المتوجهة إلى الشرق الأوسط.
وقال ميلر "ليس من مصلحة أحد لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة. لكن هذا الرأي لا يتم تبنيه بشكل موحد داخل الحكومة الإسرائيلية".
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير الاثنين، أنه إلى جانب الاتصالات مع الحكومة والمؤسسة الأمنية بشأن استمرار الحرب مع حماس في قطاع غزة، لدى بلينكن مهمة عاجلة أخرى – محاولة تهدئة الأجواء الساخنة على الحدود اللبنانية.
وتزايدت التهديدات بنشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة، السبت، بعدما أطلق حزب الله حوالي 40 صاروخا على إسرائيل، ردا على اغتيال القيادي البارز في حركة حماس الفلسطينية، صالح العاروري، وستة آخرين في غارة جوية في ضواحي العاصمة اللبنانية، بيروت، قبل أيام، وذلك مع وصول كبير الدبلوماسيين في إدارة بايدن إلى المنطقة لنزع فتيل أزمة الشرق الأوسط المتصاعدة الناتجة عن الحرب في غزة.
وأدى وابل الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات التي أطلقها حزب الله السبت على وحدة المراقبة الجوية في جبل ميرون، ردا على اغتيال المسؤول الكبير في حماس صلاح العاروري في بيروت، إلى تفاقم أجواء الحرب. وقد هددت مؤخرا بصراع أوسع مع حزب الله، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية من شأنها أن تبقي أعضاء المنظمة بعيدا عن السياج الحدودي.
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات إطلاق النار المنتظمة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود أكثر عدوانية، ما أثار انتقادات خاصة من واشنطن، حسبما قال مسؤولون أميركيون لـ"واشنطن بوست".
وفي علامة أخرى على تصعيد القتال، وصلت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى عمق لبنان، السبت، وفقا للسلطات اللبنانية. وضربت الصواريخ بلدة كوثريات السياد على بعد أكثر من 30 ميلاً شمال الحدود الإسرائيلية، بحسب ما نقلت "وول ستريت جورنال" عن الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
ووفقا لبيانات لاستخبارات الأميركية التي استعرضتها الصحيفة، فقد ضرب الجيش الإسرائيلي مواقع القوات المسلحة اللبنانية التي تمولها وتدربها الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر.
ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق، كما قالوا للصحيفة، من أن يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن نقل القتال الموسع من غزة إلى لبنان هو مفتاح بقائه السياسي وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية حذرت إسرائيل في محادثات خاصة من تصعيد كبير في لبنان.
وأوضحت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها، الذي اعتمدت فيه على أكثر من عشرة من مسؤولي الإدارة الأميركية والدبلوماسيين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، أرسل كبار مساعديه إلى الشرق الأوسط لتحقيق هدف حاسم يتمثل في منع اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
المعضلة بحسب الصحيفة أنه إذا شنت إسرائيل بالفعل حربا على حزب الله، فإنه سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي أن ينجح في ذلك لأن أصوله وموارده العسكرية ستكون منتشرة بشكل ضئيل للغاية نظرا لانخراطه في حرب غزة، وفقا لتقييم سري جديد صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية بحسب شخصين مطلعين على هذه النتائج.
وذكرت الصحيفة أن حزب الله، وهو خصم للولايات المتحدة منذ فترة طويلة ولديه مقاتلون مدربون تدريبا جيدا وعشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، يريد تجنب حدوث تصعيد كبير، وفقا للمسؤولين الأميركيين، الذين قالوا إن زعيم الجماعة، حسن نصر الله، يسعى إلى الابتعاد عن الدخول في حرب واسعة.
وفي خطاب ألقاه، الجمعة، تعهد نصر الله بالرد على "العدوان الإسرائيلي"، في حين ألمح إلى أنه قد يكون منفتحا على المفاوضات بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل.