بغداد تتهم حزب العمال الكردستاني بالتخطيط لعمليات الإرهابية في العراق

بغداد – وجّهت الحكومة العراقية اليوم الاثنين رسميا إلى عناصر في حزب العمال الكردستاني المحظور في البلاد، تهمة الوقوف وراء حرائق شهدتها محافظات أربيل ودهوك وكركوك شمالي البلاد، وكشفت عن تخطيطها للقيام بعمليات إرهابية في بعض المناطق والأسواق داخل العاصمة بغداد ولهجمات تستهدف أنبوبا نفطيا يتجه إلى الأراضي التركية.
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها بغداد وجود متسبب للحرائق التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية، وجاء إعلان الداخلية بالاشتراك مع سلطات أربيل في إقليم كردستان التي شهدت أعلى معدّل من هذه الحرائق.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد مقداد ميري، خلال مؤتمر صحافي مشترك ببغداد، إن إلقاء القبض على المجموعة جاء خلال "عملية نوعية وبمتابعة دقيقة وجهود استثنائية وتنسيق بين وزارة الداخلية الاتحادية ووزارة الداخلية في الإقليم"، مشيرا إلى أنهم "ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني". الذي لم يصدر تعليق فوري منه على الاتهامات العراقية.
وأضاف ميري أن "عدد الملقى القبض عليهم 3 أشخاص وهم قيد الاحتجاز والتحقيق في وكالة الاستخبارات الاتحادية وستتم محاكمتهم".
وأوضح أن "عملية إلقاء القبض (عليهم) تمت بتنسيق عالي المستوى، حيث تم القبض على متهمين اثنين في محافظة كركوك ومتهم آخر في محافظة ديالى".
وتابع أنه "بعد حصول الحرائق في كركوك ودهوك وأربيل تم تشكيل فريق عمل بإشراف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الداخلية عبدالأمير الشمري بهدف التوصل إلى الحقيقة".
وأكد أن "الحرائق كانت تجري بطريقة يصعب كشفها من خلال وضع عجينة بعلب حلويات لا تشتعل بشكل مباشر إنما بعد ساعات"، مبيناً أن "الخسائر تقدر بملايين الدولارات".
ولفت ميري إلى أن فريق العمل "توصل إلى خيوط الجريمة وبعملية نوعية ألقي القبض على المتورطين، وتم تدوين أقوالهم بالاعتراف حيث كان بحوزتهم أيضاً مواد كيماوية تستخدم في حرق الأسواق والمولات (مراكز التسوق الكبيرة)".
وطبقاً لاعترافات الملقى القبض عليهم، قال الناطق باسم الداخلية العراقية إنهم "كانوا يخططون لاستهداف دولتين جارتين للعراق، كما كانوا يخططون لاستهداف خط نقل النفط (جيهان)".
وبينما لم يشر المسؤول العراقي إلى الدولتين اللتين كان حزب العمال يسعى إلى استهدافهما (تركيا على الأرجح واحدة منهما)، فإنه قال إن عناصر الحزب "كانوا يخططون لاستهداف الأسواق في مدينة الصدر والشورجة ومناطق أخرى (ببغداد) وأيضاً استهداف مناطق وخطوط نقل الكهرباء في أربيل".
من جهته، كشف مدير عام وزارة الداخلية في إقليم كردستان هيمن ميراني تفاصيل تخص عمليات الحرائق التي شهدتها أربيل وكركوك ودهوك خلال الفترة المنصرمة.
وقال ميراني في المؤتمر الصحافي المشترك في مقر وزارة الداخلية في بغداد، الاثنين، إن الهدف من الحرائق هو "ضرب اقتصاد الناس وقوتهم، وإغضابهم على الحكومة، ونتيجة للاعترافات فإن حزب العمال الكردستاني يقف وراء هذه الأحداث".
وأضاف أن "الكوادر المسؤولة عن الأحداث كانوا مجندين من قبل حزب العمال في سوريا وتركيا وتلقوا دورات تدريبية في قندي وكفري، وأحد المشتبه بهم هو المشرف يدعى هونر فخر الدين أحمد، وهو موظف في الوحدة 70 (بيشمركة تابعة للاتحاد الوطني)، فيما الآخر هو محمد نجاة حسن، ضابط في وحدة مكافحة الإرهاب بمدينة السليمانية، التابعة للاتحاد الوطني ايضاً".
وشهدت المحافظات العراقية الشمالية سلسلة من الحرائق الضخمة أتت على مجمع تجاري ضخم في دهوك وأسواق شعبية ومنطقة مخازن تجارية وأخرى للسيارات، فضلا عن محطة بترول ومراكز تجارية ومعامل مختلفة، ما تسبب بوقوع عدة ضحايا إلى جانب خسائر ضخمة في كركوك وأربيل ونينوى ودهوك.
وفي موازاة ما أعلنه مدير عام الداخلية في إقليم كردستان بشأن اتهام حزب العمال بتنفيذ الحرائق في ثلاث محافظات ذات غالبية كردية هي أربيل ودهوك وكركوك، أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في أربيل شاخوان سعيد صالح في تصريحات صحافية، تسجيل قرابة ألف حريق خلال الأشهر الستة الماضية.
وقال صالح، المتحدث باسم الدفاع المدني في أربيل، إن "هناك 928 حريقاً في الأشهر الستة الماضية في محافظة أربيل، وأن معظم الأماكن المحترقة لم يكن فيها أي أنظمة إطفاء وأنظمة دفاع مدني"
وكانت آخر الحرائق التي سجلتها أربيل قد وقعت عند الساعة 11:30 صباح اليوم الإثنين، في شارع الغزالي المخصص للكافيتريات وأماكن الوجبات السريعة، مما أدى الى احتراق ثلاثة قصور.
وقال صالح إن هذا المكان لا تتوفر فيه شروط السلامة ولا توجد فيه أنظمة دفاع مدني ومكافحة حريق".
ولفت الى أن "بعض الحرائق كانت مرتبطة بوجود تقصير وإهمال". كما أشار إلى أن "جميع فرق الإطفاء عملت على مسح كافة الأسباب بعد الحرائق وسيتم رفع التقارير مجتمعة إلى الجهات المعنية لتتمكن لجان المتابعة من تشديد اشتراطات السلامة".
وتصنّف تركيا حزب العمال الكردستاني تنظيماً إرهابياً، بينما يكتفي العراق بتصنيفه حزباً محظوراً. وهذه المرة الأولى التي يُتهم فيها الحزب بالضلوع في إشعال الحرائق والتخطيط لعمليات داخل العاصمة العراقية بغداد، لا سيما في مناطقها الأكثر اكتظاظا مثل مدينة الصدر شرق بغداد أو أكثر أسواقها التجارية ازدحاماً وهي الشورجة في جانب الرصافة من بغداد، مما يعني اتباعه خططاً جديدة تستهدف إحداث فتنة تربك عمل الحكومة العراقية.