بطولة الكرة الطائرة في إيران: هل ستفتح أبواب الملاعب للإناث

طهران – يعيد الحديث عن استضافة إيران لإحدى البطولات العالمية للكرة الطائرة في طهران إلى الواجهة الجدل حول تعامل الاتحادات الرياضية الدولية مع الدول التي تقيد حقوق المرأة سواء كانت ممارسة للرياضة أو مجرد متفرجة.
وقد كان لافتا غياب الإيرانيات خلال مبارايات بطولة العالم لكرة الطائرة الشاطئية، التي استضافتها إيران في فبراير الماضي في خرق صارخ لاتفاق سابق مع الاتحاد الدولي يقضي بالسماح للإيرانية بحضور المبارايات مقابل منح إيران حق استضافة البطولة الدولية.
وقالت منكي وردن، مديرة برنامج المبادرات العالمية، “منح الاتحاد الدولي للكرة الطائرة إيران حق استضافة بطولة كيش العالمية للطائرة الشاطئية، ثم بطولة الدوري العالمي في يونيو 2016 في طهران. الآن، الكرة في ملعبه ليكفل التزام إيران بالشروط الدولية. تهميش المرأة على هذا النحو يوفر المزيد من الأسباب ليضغط الاتحاد الدولي للكرة الطائرة على السلطات الإيرانية، لترفع هذا الحظر التمييزي”.
عقب الثورة الإيرانية لعام 1979، منعت النساء من الدخول إلى جميع الأماكن التي فيها تجمعات رياضية، لكن في عهد الرئيس خاتمي (1997 – 2005)، أدخلت بعض المرونة على هذه القواعد متيحة للنساء حضور مقابلات الكرة الطائرة، غير أن هذا المنع عاد ليطبق في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد. ويسود نقاش واسع حول ما إذا كانت الاتحادات الرياضية الدولية ترفض منح حقوق استضافة البطولات الدولية لإيران، التي تمنع النساء من حضور الأحداث الرياضية للذكور وتمنع الرجال من مشاهدة المنافسات النسائية. وعلى خلاف الفيفا، التي ترفض منح حقوق استضافة التظاهرات الرياضية العالمية لإيران، يشير الاتحاد الدولي للكرة الطائرة إلى أن الرفض قد يؤدي إلى معاقبة اللاعبين الذكور بدلا من المشجعات الإناث.
واعتبر الاتحاد الدولي للكرة الطائرة أن عملية فرض دخول المرأة إلى الملاعب الإيرانية من المرجح أن تثير موجات من العنف ضد النساء اللاتي يردن ممارسة حقهن في حضور المباريات. ويبدو حقيقة أن منح الحقوق من شأنه إثارة العنف، ويصب في صالح رفض منح حقوق الاستضافة لإيران بدلا من حقيقة فرضها في جزء منها بسبب التهديد بالعنف.
وتراجعت إيران عن وعودها السابقة برفع الحظر المفروض على النساء في البطولات العالمية لكرة الطائرة مثل بطولة العالم في طهران، وفي وقت سابق أقام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إحدى البطولات في إيران وسط تساؤل ما إذا كانت المشاركة بدلا من المقاطعة هي النهج الأكثر فعالية.
إيران ترشحت لتنظيم كأس أمم آسيا في كرة القدم في 2019، لكن حظر وجود نساء في الملاعب شكل عقبة أمام ترشيحها
وترشحت إيران لتنظيم كأس أمم آسيا في كرة القدم في 2019، لكن حظر وجود نساء في الملاعب شكل عقبة أمام ترشيحها. ويرى معارضو الاشتراك في البطولات العالمية أن مشاركة إيران قد تدفعها إلى تقديم العديد من التنازلات؛ فيما يقول المعارضون إن عدم المشاركة يمنح الاتحادات الرياضية الدولية فرصة لإعلاء المبادئ والالتزام بقيم المساواة وحقوق الإنسان العالمية، ويوضحون أن رفض إثبات هذا الالتزام من شأنه أن يقلل تمسكهم بالتشدق بتلك المبادئ وتحويلها إلى مهزلة، ومن شأنه أيضا أن يمنح انتصارا لأولئك الذين يهددون بالعنف.
ويضغط الاتحاد الدولي للكرة الطائرة على إيران من أجل تقديم تنازلات، ليس فقط خلال بطولة العالم، ولكن أيضا بشكل دائم في ملعب أزادي، وهو منشأة رياضية رائدة في طهران، ويقول إنه سوف يقيّم مدى فعالية مشاركة إيران في أعقاب البطولة المزمع إقامتها الشهر المقبل.
تراجع الاتحاد الدولي لكرة اليد عن تهديد سابق بمقاطعة إيران عندما سارت قدما، في العام الماضي، لتنظيم بطولة كرة الطائرة الشاطئية على جزيرة كيش، وهي منتجع إسلامي شبيه بلاس فيغاس، تم إنشاؤه قبل الثورة الإسلامية عام 1979، رغم تراجع إيران عن موافقتها على حضور النساء في المباريات.
وبرر مسؤولون إيرانيون رفضهم بالإشارة إلى تهديدات الجماعات الدينية التي يمكن أن تريق الدماء إذا تم السماح للنساء بالحضور. وتمنع المرأة في إيران من حضور مباريات كرة القدم والطائرة، ورياضات أخرى للرجال، منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. مع العلم أنه يسمح للأجنبيات بحضور هذه الفعاليات. الأمر الذي يجعل شابات إيرانيات يتحدين هذا الحظر عبر التنكر بزي فتيان أو في مظهر شابات أجنبيات لحضور المباريات.
ولا تزال عملية اعتقال الشابة الإيرانية غنجة قوامي، في سنة 2014 (سنها في ذلك الوقت 25 سنة) عندما حاولت حضور مباراة للرجال في الكرة الطائرة وحكم عليها بالسجن لمدة عام بتهمة “الدعاية ضد النظام”، حاضرة في الأذهان كصورة في معركة هي جزء من صراع أكبر في إيران حول حقوق المرأة.