بطولة أمم أوروبا تتكلم العربية

نجح الكثير من اللاعبين من ذوي الأصول العربية في تقديم أنفسهم كمواهب متميزة على الساحة القارية على مدار تاريخ بطولة أمم أوروبا لكرة القدم. وستشارك في يورو 2016، مجموعة من النجوم من أصل عربي، أبرزهم ستيفان شعراوي وسامي خضيرة، وغيرهما من اللاعبين.
الأحد 2016/06/12
دور واضح لرامي مع الديوك

سيظهر عدد من اللاعبين من أصول عربية مع منتخبات أوروبية في بطولة أمم أوروبا 2016 التي ستحتضنها فرنسا، إذ استطاع عدد من النجوم من أصحاب الأصول العربية لعب دور رئيسي مع بلدانهم، في حين كان للبعض الآخر ظهور شرفي فقط.

وعلى غرار البطولات السابقة لكأس أمم أوروبا التي شهدت مشاركة مجموعة من اللاعبين من أصول عربية، سيشارك في يورو2016، مجموعة من اللاعبين من ذوي الأصول العربية، أبرزهم ستيفان شعراوي مع منتخب إيطاليا، وسامي خضيرة مع ألمانيا، وغيرهما من اللاعبين.

ففي المنتخب البلجيكي يبرز مروان فيلاني صاحب الأصول المغربية الذي ظهر بمستوى متميز خلال مباريات ناديه مانشستر يونايتد، ويعتبر أحد الأعمدة الأساسية في صفوف المنتخب البلجيكي، كما يبرز أيضا ناصر الشاذلي المحترف في صفوف توتنهام الإنكليزي وهو ابن حارس المرمى المغربي عبداللطيف فيلاني، ويبلغ من العمر 29 عاما.

وكان قد لعب في جميع فئات منتخبات بلجيكا، بدءا من فئة الشباب حتى أصبح نجم خط وسط الفريق الأول. وقد بدأ مروان عبداللطيف فيلاني مسيرته الرياضية عام 1994 وهو ذو ثماني سنوات مع أندرلخت.

يشهد المنتخب الإيطالي وجود أحد النجوم والذي من المتوقع أن تسلط عليه الأضواء، وهو ستيفان شعراوي ذو الأصول المصرية حيث يلقبه الإيطاليون بـ”الفرعون المصري” نظرا لجذوره المصرية، إضافة إلى لقب “ديل بييرو الصغير” لتشابه مهاراته إلى حد كبير مع اللاعب الإيطالي الشهير أليساندرو ديل بييرو.

ولعب الشاب المصري في جميع المراحل العمرية في منتخب الآتزوري، وشارك مع منتخب الناشئين تحت 17 عاما في 2008، ولعب معه في “كأس أمم أوروبا” وكأس العالم. ثم خاض ثلاث مباريات مع منتخب إيطاليا للشباب وسجل هدفا واحدا، ويعد من أصغر اللاعبين الذين لعبوا في الفريق الأول في تاريخ الدوري الإيطالي.
سامي خضيرة قاد ألمانيا للفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 2009

حضور متميز

ويتقمص سامي خضيرة ذو الأصول التونسية زي المنتخب الألماني منذ عدة سنوات، حيث سجل حضوره الكروي الأول عندما قاد فريق ألمانيا تحت سنّ الـ21 للفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 2009، ما لفت نظر النوادي الأوروبية إلى موهبته، وفي العام التالي، تمّ اختياره للمشاركة في كأس العالم 2010 مع الماكينات الألمانية. وسمح له أداؤه المميز خلال مباراياته مع المانشافت في تثبيت نفسه بشكل دائم في تشكيلة المنتخب، وأصبح من أفضل لاعبي خط الوسط في ألمانيا.

وتشهد قائمة المنتخب الفرنسي انضمام عادل رامي ذي الأصول المغربية بعد المستوى المتميز الذي ظهر عليه اللاعب مؤخرًا مع فريق إشبيلية الأسباني، والذي توج بلقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية.

ويعتبر عادل رامي البالغ من العمر 30 عاما اللاعب الفرنسي الوحيد من أصول عربية، حيث نجا من مقصلة إقصاء نجوم منتخب الديوك من أصول عربية، فهو الوحيد المنضم إلى التشكيلة الأساسية المشاركة في بطولة أوروبا.
وعادل هو من مواليد 27 ديسمبر 1985 في مدينة باستيا الفرنسية، ويلعب حاليا لصالح نادي إشبيلية الأسباني، بعد الانتقال إليه العام الماضي قادما من ميلان الإيطالي، بعقد يمتد لأربعة مواسم حتى 2019، ليعود مرة أخرى إلى أسبانيا التي لعب فيها لأكثر من موسمين مع فالنسيا قبل رحيله إلى إيطاليا.

بدأ رامي مشواره الاحترافي في ليل الفرنسي (2006-2011)، حيث توج معه بلقب الدوري والكأس عام 2011، لينتقل بعدها مباشرة إلى فالنسيا، حيث قضى موسمين وبضعة أسابيع، قبل أن يدخل في مشكلات مع النادي. يشار إلى أن المنتخب الفرنسي يضم لاعبين من أعراق مختلفة وبينهم 13 لاعبا من أصول غير فرنسية من مجمل 23 لاعبا.

شهدت قائمة المنتخب الفرنسي استبعاد سمير نصري ذي الأصول الجزائرية، وحاتم بن عرفة ذي الأصول التونسية، لوجهة نظر فنية من قبل الجهاز الفني لمنتخب “الديوك” بقيادة ديدييه ديشامب.

ومن أبرز النجوم أيضا، خالد بلحروز الهولندي من أصول مغربية، والذي أعلن اعتزاله بعد سنوات طويلة قضاها في صفوف منتخب “الطواحين” حيث خاض مع منتخب بلاده بطولة كأس العالم عام 2006.
وسيغيب الثنائي الهولندي من أصول مغربية إبراهيم أفيلاي، وعثمان بقال عن المشاركة في يورو 2016 جراء فشل منتخب هولندا في التأهل لنهائيات البطولة.
كما شهدت قائمة ألمانيا استبعاد كريم بلعربي ذي الأصول المغربية من القائمة لوجهة نظر فنية، رغم ضمّه للمنتخب من قبل المدير الفني يواخيم لوف، في أكتوبر 2014، إثر تقديمه عروضا كبيرة وأداء مميزا مع فريقه باير ليفركوزن.

ويعتبر أشهر اللاعبين الذين مثلوا منتخبات أوروبية من أصول عربية، الفرنسي من أصول جزائرية، زين الدين زيدان، والذي توج مع منتخب “الديوك الفرنسية” بلقب يورو 2000 التي أقيمت في هولندا وبلجيكا، وكأس العالم 1998 الذي أقيم بفرنسا، وانضم زيدان إلى منتخب الديوك عام 1994 ولعب معه 65 مباراة، سجل فيها 18 هدفا.

كما أن كريم بنزيمة الفرنسي من أصول جزائرية أيضا، والغائب عن نسخة 2016 من البطولة القارية، كان قد خاض منافسات النسخة الماضية لبطولة أمم أوروبا، والتي أقيمت في بولندا وأوكرانيا عام 2012.
ألوان بلجيكا من أولويات فيلاني

بطولة عربية مماثلة

حافظت بطولة أمم أوروبا على استقرارها وانتظامها كل أربع سنوات. ويبقى السؤال مطروحا هل العرب غير قادرين على تنظيم تظاهرة رياضية كبرى بهذا المستوى؟ هل العرب يفتقرون إلى أبسط عوامل إنجاح حفل رياضي كبير، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة؟ نقول إن العرب حقا في حاجة إلى ترسيخ عقلية النجاح والإقدام والشجاعة.

فالعيون العربية تتابع هذه البطولة القارية وهي تتحسر على غياب مثيل لهذا العرس عربيا. لقد حاولت عدة بلدان عربية تنظيم حفل كروي كبير لكن دائما ما تبوء كل المحاولات بالفشل، وليس على مستوى كرة القدم فحسب، ولكن على صعيد باقي الرياضات الجماعية والفردية، إذ تلتقي الفرق العربية إما على مستوى كؤوس قارية (أفريقية وآسيوية) أو إقليمية (ألعاب البحر المتوسط) أو دولية (كأس العالم والأولمبياد).

عدم قدرة العرب على إقامة بطولة ناجحة ماليا وتنظيميا وجماهيريا، كفيل بإفقاد أجيال من الشباب العربي الأمل في إمكان قيام تنسيق عربي أوسع على مستويات أكبر.

فعنصر تبرير الفشل دائما حاضر في العقلية العربية وسرعان ما يلقى اللوم في ذلك على عامل عدم ملاءمة ظروف البلدان العربية لمثل هذا الأمر، فنحن نقول إن هذا الأمر غير منطقي ويفنده الواقع الذي يؤكد أن عدة منتخبات عربية برهنت في أكثر من منافسة أنها قادرة على مجاراة واقع المنتخبات العالمية الكبرى.

ورغم اختلاف الواقع واختلاف العقلية، تبقى عدة دول عربية قادرة على تغيير هذه الفكرة والتأكيد على الحضور العربي بامتياز على الساحة الدولية. فبلدان مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس تعتبر قادرة على تنظيم حدث رياضي عالمي يتوفر على كل سبل النجاح.

والجماهير العربية تترقب قرارات صارمة وإجراءات كبيرة تكون كفيلة بوضع الرياضة العربية على المسار الصحيح.. فلا بد من وضع قوانين وضوابط تحمي المواهب العربية وتيسر كل الظروف التي تجعلها تفكر في منتخبها الأصلي. كذلك لا بد من التفكير في تنظيم دورات وتظاهرات عربية تجمع المنتخبات العربية، على التفكير في تنظيم بطولة عربية للمنتخبات، حتى لو بدأت مصغرة بثماني فرق قبل أن تتوسع لاحقا لتضم باقي العرب؟

صحافي تونسي

22