بطولة أمم أوروبا تتكلم العربية

سيظهر عدد من اللاعبين من أصول عربية مع منتخبات أوروبية في بطولة أمم أوروبا 2016 التي ستحتضنها فرنسا، إذ استطاع عدد من النجوم من أصحاب الأصول العربية لعب دور رئيسي مع بلدانهم، في حين كان للبعض الآخر ظهور شرفي فقط.
وعلى غرار البطولات السابقة لكأس أمم أوروبا التي شهدت مشاركة مجموعة من اللاعبين من أصول عربية، سيشارك في يورو2016، مجموعة من اللاعبين من ذوي الأصول العربية، أبرزهم ستيفان شعراوي مع منتخب إيطاليا، وسامي خضيرة مع ألمانيا، وغيرهما من اللاعبين.
ففي المنتخب البلجيكي يبرز مروان فيلاني صاحب الأصول المغربية الذي ظهر بمستوى متميز خلال مباريات ناديه مانشستر يونايتد، ويعتبر أحد الأعمدة الأساسية في صفوف المنتخب البلجيكي، كما يبرز أيضا ناصر الشاذلي المحترف في صفوف توتنهام الإنكليزي وهو ابن حارس المرمى المغربي عبداللطيف فيلاني، ويبلغ من العمر 29 عاما.
يشهد المنتخب الإيطالي وجود أحد النجوم والذي من المتوقع أن تسلط عليه الأضواء، وهو ستيفان شعراوي ذو الأصول المصرية حيث يلقبه الإيطاليون بـ”الفرعون المصري” نظرا لجذوره المصرية، إضافة إلى لقب “ديل بييرو الصغير” لتشابه مهاراته إلى حد كبير مع اللاعب الإيطالي الشهير أليساندرو ديل بييرو.
|
حضور متميز
ويتقمص سامي خضيرة ذو الأصول التونسية زي المنتخب الألماني منذ عدة سنوات، حيث سجل حضوره الكروي الأول عندما قاد فريق ألمانيا تحت سنّ الـ21 للفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 2009، ما لفت نظر النوادي الأوروبية إلى موهبته، وفي العام التالي، تمّ اختياره للمشاركة في كأس العالم 2010 مع الماكينات الألمانية. وسمح له أداؤه المميز خلال مباراياته مع المانشافت في تثبيت نفسه بشكل دائم في تشكيلة المنتخب، وأصبح من أفضل لاعبي خط الوسط في ألمانيا.
وتشهد قائمة المنتخب الفرنسي انضمام عادل رامي ذي الأصول المغربية بعد المستوى المتميز الذي ظهر عليه اللاعب مؤخرًا مع فريق إشبيلية الأسباني، والذي توج بلقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية.
بدأ رامي مشواره الاحترافي في ليل الفرنسي (2006-2011)، حيث توج معه بلقب الدوري والكأس عام 2011، لينتقل بعدها مباشرة إلى فالنسيا، حيث قضى موسمين وبضعة أسابيع، قبل أن يدخل في مشكلات مع النادي. يشار إلى أن المنتخب الفرنسي يضم لاعبين من أعراق مختلفة وبينهم 13 لاعبا من أصول غير فرنسية من مجمل 23 لاعبا.
شهدت قائمة المنتخب الفرنسي استبعاد سمير نصري ذي الأصول الجزائرية، وحاتم بن عرفة ذي الأصول التونسية، لوجهة نظر فنية من قبل الجهاز الفني لمنتخب “الديوك” بقيادة ديدييه ديشامب.
ويعتبر أشهر اللاعبين الذين مثلوا منتخبات أوروبية من أصول عربية، الفرنسي من أصول جزائرية، زين الدين زيدان، والذي توج مع منتخب “الديوك الفرنسية” بلقب يورو 2000 التي أقيمت في هولندا وبلجيكا، وكأس العالم 1998 الذي أقيم بفرنسا، وانضم زيدان إلى منتخب الديوك عام 1994 ولعب معه 65 مباراة، سجل فيها 18 هدفا.
|
بطولة عربية مماثلة
حافظت بطولة أمم أوروبا على استقرارها وانتظامها كل أربع سنوات. ويبقى السؤال مطروحا هل العرب غير قادرين على تنظيم تظاهرة رياضية كبرى بهذا المستوى؟ هل العرب يفتقرون إلى أبسط عوامل إنجاح حفل رياضي كبير، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة؟ نقول إن العرب حقا في حاجة إلى ترسيخ عقلية النجاح والإقدام والشجاعة.
عدم قدرة العرب على إقامة بطولة ناجحة ماليا وتنظيميا وجماهيريا، كفيل بإفقاد أجيال من الشباب العربي الأمل في إمكان قيام تنسيق عربي أوسع على مستويات أكبر.
ورغم اختلاف الواقع واختلاف العقلية، تبقى عدة دول عربية قادرة على تغيير هذه الفكرة والتأكيد على الحضور العربي بامتياز على الساحة الدولية. فبلدان مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس تعتبر قادرة على تنظيم حدث رياضي عالمي يتوفر على كل سبل النجاح.
صحافي تونسي