بطلات غيرن قواعد الهوية الجنسية في الرياضة

باريس - يتوقع أن يكون للقرار الذي اتخذه الاتحاد الدولي لألعاب القوى (وورلد أثلتيكس) الخميس بمنع المتحولين جنسيا من الذكور إلى الإناث من المشاركة في المسابقات النسائية الدولية، تأثير أوسع على البطولات العالمية.
وهناك نجمات تصدرن الجدل حول الهوية الجنسية في الرياضة، فقد أثارت الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا الفائزة بذهبيتين أولمبيتين وثلاثة ألقاب عالمية في سباق 800 متر، جميع أنواع التساؤلات حول الأندروجين المفرط الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون.
وبعد فوز مثير للجدل في بطولة العالم لعام 2009 عندما كانت تبلغ 18 عاماً فقط، قدم الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعدها بعامين ولأول مرة قواعد تسمح للرياضيات اللواتي يعانين من فرط الأندروجين بالمنافسة بشرط أن تكون مستويات الأندروجين أقل من تلك المسجلة للرجال.
لكن في عام 2018 ألزم الاتحاد الدولي لألعاب القوى الرياضيات من خلال العلاجات الدوائية بخفض مستويات هرمون التستوستيرون لديهن إلى أقل من 5 نانومول لكل لتر من الدم لمدة ستة أشهر من أجل التنافس في الأحداث الدولية من 400 متر إلى ميل.
وقوبل هذا القرار بامتعاض كبير في جنوب أفريقيا حيث تم تفسيره على أنه وسيلة “لإبطاء” سيمينيا التي لم تنجح في طعنها المقدم في المحكمة ضد هذا القرار ولم تتمكن بالتالي من الدفاع عن لقب سباق 800 متر في مونديال الدوحة عام 2019. وعجزت عن تجاوز تصفيات سباق 200 متر المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020، وفشلت في الوصول إلى نهائي 5 آلاف متر في مونديال يوجين 2022.
وفي أغسطس 2021 خلال أولمبياد طوكيو المؤجل لعام بسبب فايروس كورونا، صنعت رافعة الأثقال النيوزيلندية لوريل هوبارد التاريخ عندما أصبحت أول امرأة متحولة جنسياً تشارك في حدث أولمبي.
واستوفت هوبارد معايير التأهل للأولمبياد والتي تطلبت الحفاظ على مستوى هرمون التستوستيرون لديها أقل من 10 نانومول لكل لتر لمدة 12 شهرا على الأقل.
وعلى الرغم من تلبية المتطلبات، تعرضت مشاركة هوبارد لانتقادات واسعة. بعد ذلك، وضعت اللجنة الأولمبية الدولية في نهاية عام 2021 مبادئ توجيهية موحدة لمعايير المشاركة للرياضيين ثنائيي الجنس والمتحولين جنسياً، تاركة أمر البت في المسألة للاتحادات الدولية المعنية بكل رياضة.
وتم السماح للمتحولة جنسياً إميلي بريدجز التي سبق لها التنافس على مستوى نخبة الدراجات الهوائية باسم زاك بريدجز، في البداية بالمنافسة في بطولة أومنيوم الوطنية البريطانية العام الماضي بعدما استوفت المعايير التي وضعها الاتحاد الوطني للدراجات الهوائية. ومع ذلك، أُجبرت بريدجز التي تبلغ من العمر حاليا 22 عاما على الانسحاب لأنها لم تكن مؤهلة بموجب قواعد الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية.
وبعدها بأسبوع قرر الاتحاد البريطاني للدراجات الهوائية تعليق قواعده المتعلقة بمشاركة الرياضيين المتحولين جنسيا وغير ثنائيي الجنس في المسابقات. وبموجب ما صدر في نوفمبر الماضي، هذه السياسة “لا تزال قيد المراجعة”.
وفي فبراير 2022، قرر الاتحاد الأميركي للسباحة مراجعة قواعده، محددا مستويات هرمون التستوستيرون عند أقل من 5 نانومول/لتر لمدة 36 شهرا على الأقل لأي رياضي متحول جنسيا يرغب في المنافسة على مستوى النخبة. وجاء هذا التغيير بعد الجدل الذي دار حول أداء السباحة ليا توماس في بطولة الجامعات.
ونافست توماس المتخصصة في السباحة الحرة مع فريق الرجال في جامعة بنسلفانيا من 2017 إلى غاية 2019، لكن بعد عملية التحول الجنسي وخضوعها للعلاج الهرموني المطلوب، شاركت في فريق السيدات هذا الموسم، وحكم عليها من قبل المنتقدين بأنها تحظى بأفضلية بدنية.
وبعد قرابة شهر فقط، فازت سبّاحة جامعة بنسلفانيا بنهائي السباحة الحرة لمسافة 500 ياردة. وكان انتصارا تاريخيا تمت المصادقة عليه بفضل رفض رابطة الرياضة الجامعية (أن.سي.أيه.أيه) تطبيق القواعد الجديدة للاتحاد الأميركي للسباحة.
وفي يونيو 2022 أعلن الاتحاد الدولي للسباحة أنه يريد إنشاء فئة مفتوحة للرياضيين المتحولين جنسياً. لكنه حصر المشاركة في سباقات السيدات بالسباحات اللواتي “أصبحن نساء قبل سن البلوغ”.
ولا تحظى قرارات الاتحادات الرياضية بالترحيب من لدن المنظمات المناصرة للمتحولين جنسيا، وكتبت مجموعة “أتليت آلي” بأن معايير الأهلية الجديدة في السباحة “تمييزية وضارة وغير علمية”، وتابعت على حسابها على تويتر “إذا كنا نريد حقًا حماية الرياضة النسائية، فيجب أن نضم جميع النساء”.
وكانت هانا ماونسي لاعب كرة يد على مستوى النخبة عند الرجال شارك في 22 مباراة دولية بألوان المنتخب الأسترالي، قبل أن تبدأ عملية التحول الجنسي عام 2015 في طريق الانتقال من كرة اليد إلى كرة القدم الأسترالية للسيدات (أستراليان رولز فوتبول الشبيهة بالرغبي).
لكن في عام 2017 منعت ماونسي من قبل الدوري الأسترالي لكرة القدم (أيه.أف.أل) من المشاركة في الـ”درافت” المخصص لانتقاء اللاعبات وضمهن إلى الأندية.
وقال الاتحاد بعد ذلك إن ماونسي التي تبلغ حالياً الثالثة والثلاثين من عمرها “شاركت في عملية من شأنها أن تسهم في تطوير السياسات والإجراءات في ما يتعلق بالأشخاص المتحولين جنسياً”. ولعبت ماونسي بعدها موسماً واحداً عام 2018 قبل أن تعود إلى كرة اليد في طريقها لتمثيل منتخب السيدات الأسترالي.