بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية في الرحم تزيدان خطر الوفاة المبكرة

وفاة أكثر من 40 ألف امرأة قبل بلوغ سن السبعين على مدى الثلاثين عاما الماضية.
السبت 2024/11/23
هذه الاضطرابات مرتبطة بمخاطر أكبر

يشير خبراء الصحة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أكثر عرضة للوفاة المبكرة، داعين إلى أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار عند تقييمهم لصحة المرأة، خصوصا وأنها مرتبطة بمخاطر أكبر مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان. وبطانة الرحم المهاجرة هي حالة مرضية مؤلمة غالبا ما ينمو فيها النسيج الذي يُشبه البطانة الداخلية للرحم خارج الرحم.

واشنطن - تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

وكتب باحثون في المجلة الطبية البريطانية أن الحالتين الشائعتين بين النساء مرتبطتان بمخاطر أكبر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، لكن تأثيرهما على احتمال الوفاة قبل سن السبعين لا يزال غير واضح.

وتتبعت الدراسة 110091 امرأة كانت أعمارهن تتراوح بين 25 و42 عاما في عام 1989، ولم يكن لديهن تاريخ في استئصال الرحم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. وعانت حوالي 12 ألف امرأة من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة مزمنة تسبب ألما نتيجة نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، بينما عانت 21600 من أورام ليفية، وهي أورام غير سرطانية تتكون في جدار الرحم.

وتوفيت 4356 امرأة قبل بلوغ سن السبعين على مدى الثلاثين عاما التالية.

وكانت المعدلات السنوية للوفاة المبكرة بأي سبب هي حالتي وفاة من بين كل ألف امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة و1.4 من كل ألف امرأة لم تكن مصابة بهذه الحالة.

وبعد احتساب عوامل الخطر مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31 في المئة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى السرطانات النسائية.

الحالتان الشائعتان بين النساء مرتبطتان بمخاطر أكبر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان

وارتبطت الأورام الليفية الرحمية بتزايد خطر الوفاة المبكرة من السرطانات النسائية، لكن ليس بمعدل أعلى من الوفاة لأي سبب.

وخلص الباحثون إلى أن “هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار عند تقييمهم صحة المرأة.”

وبطانة الرحم المهاجرة حالة مرضية مؤلمة غالبا ما ينمو فيها النسيج الذي يُشبه البطانة الداخلية للرحم خارج الرحم. وغالبا ما تؤثر في المِبيَضين وقناتي فالوب والنسيج الذي يُبطِّن الحوض. في حالات نادرة، يمكن العثور على زوائد بطانة الرحم المهاجرة خارج المنطقة التي توجد بها أعضاء الحوض.

وبحسب خبراء “مايو كلينيك”، تتشابه أنسجة بطانة الرحم المهاجرة مع البطانة الموجودة داخل الرحم،  فهي تصبح سميكة وتتفتت وتنزف مع كل دورة حيض. لكنها تنمو في أماكن لا تنتمي إليها، ولا تُغادر الجسم.

ويضيف الخبراء أنه عندما تصل بطانة الرحم المهاجرة إلى المِبيَضين، قد تتشكَّل كيسات يُطلق عليها ورم بطانة الرحم، وقد تصبح الأنسجة المحيطة مُتهيجة وتُشكِّل أنسجة ندبية. كما قد تتشكَّل أشرطة من الأنسجة الليفية تسمى التصاقات. ويمكن أن يُسبب ذلك التصاق أنسجة الحوض وأعضائه ببعضهما.

ويمكن أن تسبب بطانة الرحم المهاجرة ألما، خاصة خلال دورات الحيض. قد تحدث أيضا مشكلات في الخصوبة. لكن قد تساعد العلاجات على تحمُّل الحالة ومضاعفاتها.

وقال الخبراء إن العرَض الأساسي لبطانة الرحم المهاجرة هو ألم الحوض. ويكون مرتبطا في معظم الأوقات بفترات الحيض. وعلى الرغم من أن العديد من النساء يشعرن بتقلصات مؤلمة أثناء فترات الحيض، تصف المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة أن آلام الحيض تكون أسوأ بكثير من المعتاد. كذلك قد يتفاقم الألم بمرور الوقت.

Thumbnail

وتشمل الأعراض الشائعة لبطانة الرحم المهاجرة ما يأتي:

  • فترات حيض مؤلمة: قد يبدأ ألم الحوض والتقلصات المؤلمة قبل فترة الحيض ويستمران أياما بعدها. قد تشعرين بآلام أسفل الظهر وفي المعدة أيضا. وتسمى فترات الحيض المؤلمة عسر الطمث.
  • الشعور بالألم عند الجماع: الألم أثناء ممارسة الجماع أو بعده أمر شائع مصاحب لبطانة الرحم المهاجرة.
  • الألم أثناء التبرز أو التبول: من المرجح أن تشعرالمرأة بهذه الأعراض قبل فترة الحيض أو خلالها.
  • النزيف المفرط: قد يكون لدى المرأة غزارة حيض أو نزيف بين فترات الحيض.
  • العقم: بالنسبة إلى بعض الأشخاص، تُكتشف الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة لأول مرة أثناء اختبارات علاج العقم.
  • أعراض أخرى: قد تشعر المرأة بإرهاق أو إسهال أو إمساك أو انتفاخ البطن أو غثيان. يشيع حدوث هذه الأعراض بشكل أكبر قبل فترة الحيض أو خلالها.

وقد لا تكون خطورة الألم مؤشرا على عدد زوائد بطانة الرحم المهاجرة في الجسم أو مدى نموها. إذ قد تكون لدى المرأة كمية صغيرة من الأنسجة وتشعر بألم شديد. أو قد يكون لديها الكثير من أنسجة بطانة الرحم المهاجرة ولا تشعر بألم أو تشعر بألم بسيط.

ومع ذلك، لا تظهر على بعض المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة أي أعراض. وغالبا ما يكتشفن إصابتهن بالمرض عندما لا يتمكنّ من الحمل أو بعد خضوعهن لجراحة من أجل سبب آخر.

في ما يخص اللاتي تظهر عليهن الأعراض، قد يبدو مرض بطانة الرحم المهاجرة أحيانا مثل حالات مرضية أخرى يمكنها أن تُسبب ألم الحوض. تتضمن هذه الحالات مرض الحوض الالتهابي أو كيسة المِبيَض. أو قد يمكن الخلط بينه وبين متلازمة القولون المتهيج، والتي تُسبب نوبات إسهال وإمساك وتقلصات مؤلمة في المعدة. كذلك قد تحدث متلازمة القولون المتهيج بالتزامن مع بطانة الرحم المهاجرة. ما يجعل من الصعب على فريق الرعاية الصحية اكتشاف سبب الأعراض بالضبط.

15